آخر تجار العريش الأقباط: «تكفيرى بلّغنا إن معاهم قايمة فيها 40 مستهدف.. وبيقتلونا عشان بنتعامل مع المسلمين»
صورة أرشيفية
سيارة نقل امتلأت عن آخرها بالأثاث، وبجوار السائـق جلس «أبووسام»، وعلى يمينه زوجته، بعد أن قررا اللحاق بغيرهـما ممـن سبقوهما هرباً من التكفيريين فى مدينة العريش، ليقضـوا أكثر من ثـلاث سـاعات فى طريقـهم إلى الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيـلية لا يعرفون مأوى لهم غيرها.
«ما اتحركناش من هناك إلا لما عرفنا إن الكنيسة الإنجيلية صرحت بأنها بتستقبل الناس».. قالها «أبووسام»، الذى أكد أن استهداف الأقباط فى العريش كان وفق خطة ممنهجة وموضوعة مسبقاً: «فيه تليفون جه لواحد من المسيحيين من الجماعة التكفيرية نفسها يبلغوه إنه فيه قايمة من 40 واحد هيتم تصفيتهم الفترة اللى جاية».
لم تكن الرسالة جديدة، ولهذا اعتقد «أبووسام» وغيره من الأقباط أنها كغيرها من التهديدات التى تأتيهم كل يوم، إلا أن الأمر لم يستغرق أياماً لتبدأ عملية التصفية، وفى خلال أقل من أسبوعين يتم قتل 8 منهم، ما جعله يتأكد أن الأمر هذه المرة ليس كسابقه: «الموضوع طلع بجد، والقتل المرة دى كان بطرق بشعة وكانوا قبل ما يقتلوا أى حد يقولوا له انطق الشهادة ولما يرفض يقتلوه».
أشخاص بأعينهم اتجه إليهم التكفيريون فى تصفيتهم لأقباط العريش، حسب «أبووسام»، حيث كان العامل الوحيد المشترك بين جميع من قتلوا هو تعاملهم تجارياً مع غيرهم من المسلمين، «كل اللى اتقتلوا كان عندهم محلات تجارية مختلفة، وده وضح لنا الرسالة، وهى إن أى حد هيتعامل مع المسلمين هيتقتل، وأنا آخر مسيحى فى العريش عندى محل، ببيع فيه شنط وأحذية حريمى، وكان لازم أقفله وأمشى عشان ما أتقتلش».
نصف ساعة هى المدة التى تستغرقها عملية القتل المتبعة من التكفيريين فى العريش، حسب «أبووسام»، الذى أبدى استياءه من عدم تدخل قوات الشرطة فى مثل هذه الأمور إلا بعد فوات الأوان: «الشرطة ما بتتحركش إلا لما الدنيا تخلص وبيتعاملوا هناك بمبدأ احمى نفسك بنفسك، لدرجة إن التكفيريين بيظهروا فى أى وقت فى اليوم، وبيعملوا كماين فى الشوارع من غير ما حد يقول لهم انتو بتعملوا إيه».
لم يقتصر الإرهاب، الذى فرضه تكفيريو العريش على الأقباط، على القتل فحسب، وإنما وصل الأمر إلى منعهم من دفن ذويهم فى المدافن المخصصة لهم بالعريش، على حد قول «أبووسام»: «المدافن بتاعتنا هناك دلوقتى واقف عليها تكفيريين بالسلاح، وممنوع أى حد مننا يروح يدفن حد هناك، واللى بيموت له حد أو بيتقتل بيضطر يروح يدفنه فى السويس أو فى بلده».