رئيس رابطة القبائل العربية بشمال سيناء: نقول للأقباط سوف نحميكم والديار دياركم والأموال أموالكم وأروحنا فداكم.. وما يحدث لكم أمر مرفوض
الشيخ عبدالعال أبوالسعود، رئيس رابطة القبائل العربية بشمال سيناء، شيخ قبيلة الأخارسة
قال الشيخ عبدالعال أبوالسعود، رئيس رابطة القبائل العربية بشمال سيناء، شيخ قبيلة الأخارسة، إن استهداف الإرهاب للمسيحيين فى سيناء أمر مرفوض، فالإرهاب يصطاد فى الماء العكر واستهدافه المسيحيين غرضه إيجاد ذريعة لكى يتم ضرب سيناء من دول أجنبية، لذلك نناشد المسيحيين العودة، ونقول لهم إننا سوف نحميهم، والديار ديارهم، والأموال أموالهم، وأروحنا فداهم. وأضاف «أبوالسعود»، فى حواره، لـ«الوطن»، أننا دائماً ما نراهن على قوة الجيش المصرى ونثق فيه، ولا فرق بين أى جندى يضحى بنفسه وبين أى مواطن آخر، وسيناء لا تحتضن الإرهاب، لكنها حاضنة للجيش والشرطة ولكل مواطن مخلص، وإلى نص الحوار:
■ ماذا يحدث فى سيناء؟
- دائماً ما أسأل نفسى، أو أسأل أهلى عما يحدث فى سيناء، فدائماً ما يختلف السؤال للشعب داخل سيناء عن الأمور الرسمية خارجها، بمعنى أننا إذا قلنا إن هناك إرهاباً فى سيناء، فإن المواطن فى سيناء يتعجب، دائماً ما نراهن على قوة الجيش المصرى ونثق فيه، فهذا الجيش هزم إسرائيل، ومن خلفها العالم فى «6 ساعات» سنة 1973، والأمن المصرى وشرطته فض أقوى اعتصام فى مصر فى «8 ساعات» فى ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة، وتمكن من إلقاء القبض على قيادات الإخوان، وهى أكبر جماعة تنظيمية، فى ليلة واحدة، إذاً ما الذى يحدث فى سيناء؟ لكن أستطيع أن أقول إنه لا فرق بين أى جندى يضحى بنفسه وبين أى مواطن آخر، ولكننا نتمنى أن تكون هناك ضربة قاصمة للإرهاب، لأن الواقع الاقتصادى للمواطن السيناوى فيه أعباء ما بعدها أعباء.
«أبوالسعود»: استهداف الأقباط ذريعة لضرب سيناء.. ونناشد المسيحيين العودة
■ ذكرت فى مطلع حديثك أنك إذا سألت أى مواطن فى سيناء عن الإرهاب فإنه يتعجب، بمَ تصف ما يحدث هناك؟
- هذا ما لا نعرفه، الذى يفكر أن الشعب المصرى ما زال يجلس على المصطبة ويسمع حكاية «أمنا الغولة وعويس اللى اتجوز الجنية، ومتولى اللى مخاوى العفريتة، وأهالى سيناء اللى أخدوا السلاح من العساكر فى 67 عشان يسقوهم ميَّة، ما بقاش موجود الكلام ده» اليوم راعية الغنم فى البادية فى محافظة شمال سيناء كانت فى السابق ترعى الغنم وتقوم بتطريز الثياب لها، أما اليوم فهى تجلس على الفيس بوك، يعنى تسمع الخبر من أى وكالة أنباء، وتحلله، من ثم نحن نتحدث بعقلية الأفراد التى لا بد أن تفهم لغتنا، وبالتالى لقد تم الهجوم على كمين من الكمائن مثلاً، وتم تبادل إطلاق النيران لمدة ساعة وساعتين، فأين قوات الإنقاذ السريع التى من مسئوليتها إبطال عمليات الإرهاب وتقتلهم؟ فلو حدث هذا مرة، فلن يحدث هجوم على كمائن مرة أخرى، فأين خطتك الواضحة للقضاء على الإرهاب، فمن المفترض وجود خطة، وخطة بديلة، ومن خلال الرؤية يتم القضاء على الإرهاب فى يوم أو اثنين، أو فى أسبوع أو سنة، إننا اليوم منذ 1320 يوماً، وهو بنفس المنوال تم الهجوم على الكمين، وقتل مَن فيه، وماذا نعمل؟ نخلى الكمين من المصابين والقتلى ونأتى بغيرهم فى هذه الأماكن، ثم نجد فى اليوم الثانى يتم الهجوم على الكمين، وهذا لأن الكمائن ثابتة، وبذلك يصبح الهدف ثابتاً، والإرهابى يتدرب على ضربه ألف مرة لكى يصيبه بنسبة 100%.
■ ومن أين تأتى هذه الجماعات؟
- بدأت فى البداية بأصحاب الفكر التكفيرى، وكان هناك مناوشات واشتباكات مع الجيش ومع الأمن، وكل ذلك كان فى ملف أمن الدولة قبل 25 يناير، وأمن الدولة كانت تعرف كل خرم إبرة، وبالطبع ضاعت كل هذه الملفات مع الثورة، فأصبح الجيش يدخل فى حرب نظامية من جانبه، فى مواجهة حرب عصابات من جانب التكفيريين، ومن المستحيل أن تنتصر الحرب النظامية على حرب العصابات، وهذه الجماعات بدأت فى فترة من الفترات تتكاثر فى هذا المكان، وهذا حدث فى فترة الانفلات الأمنى.
نراهن على قوة الجيش المصرى ونثق فيه.. ولا فرق بين جندى يضحى بنفسه وبين أى مواطن آخر ونتمنى ضرب الإرهاب ضربة قاصمة لأن المواطن السيناوى يعانى أعباء اقتصادية ما بعدها أعباء
■ ومن أين يأتى الدعم والسلاح والذخيرة لهؤلاء التكفيريين؟
- لا أعرف.
■ أنت من أهل سيناء.. فمن أين يصل الدعم للإرهاب من الأنفاق؟
- الأنفاق هى آخر شىء، لأنه لا يوجد نفق من الأنفاق تم إنشاؤه فى سيناء فى بداية الأمر، إلا إذا كان وراءه باشا من البشوات، وأحب أن أوضح شيئاً عندما تمر سيارة من الأنفاق فإنها قد جاءت من خلال طريق وكمائن ومعديات على البحر، وكانت وهى تسير إذا توقفت فإن التليفون يرفع وتكون الإجابة «ألو.. هذه السيارة تبع فلان بيه»، وإلا لما استطاعت أن تمر، ولا يوجد مواطن عادى يجرؤ على أن ينقل إبرة إلى الجانب الآخر، إذن فموضوع الأنفاق له آليات معينة، من المستحيل أن تخترق، فهى فى الأساس عبارة عن تجارة.
■ لكننا رأينا أنفاقاً مليئة بالسلاح والمتفجرات؟
- نحن لسنا ضد التصريح الرسمى، ولكن نحن نعبر عن وجهة نظرنا، وأنا لن أصطدم مع التصريح الرسمى، أنا مع الدولة، وأيضاً مع وجهة نظرها، ولا يوجد اختلاف، أنا دارس الواقع الأيديولوجى لهؤلاء الناس، وأنا ضد فكرهم وأى فكر للجماعات، لأن هذه الجماعات مخالفة لسنة نبينا، ولو يعلم الله فيهم خيراً لاجتمعوا على جماعة واحدة، وهى جماعة المسلمين، ولكنهم تفرقوا وأصبحوا شيعاً وطرقاً كل غايتهم ذاتهم وملذاتهم.
■ هناك مشكلة تواجه القوات المسلحة فى سيناء هى أن هناك تكفيريين من أبناء القبائل وهو ما يسمح لهم بالتخفى؟
- ليس الأمر هكذا، فلو كان الإرهاب كما يتخيل الناس، وأن منهم مَن يتخفى فى قبائل سيناء، فإن الجيش له رجال أكثر من الإرهابيين، ولا يوجد فريق وفريق، وأحب أن أقول إن المدارس تعمل، وكذلك المستشفيات، والوحدات الاجتماعية والصحية والزراعية، يعنى الحياة طبيعية هناك، ولو أنا ابن قبيلة وإرهابى وأقوم بالتخفى فى قبيلتى، فإننى سوف أجد ابن قبيلة أخرى موجوداً يتبع الجيش يمكن أن يبلغ عنى، بالإضافة إلى الموظفين من خارج سيناء، فكل فئات العمل تأتى من محافظات أخرى، فهل الجيش لا يستطيع أن يجند هؤلاء ليرصدوا له حركة الإرهاب؟، فمصر صنعت رأفت الهجان، وشلت حركة إسرائيل، فهل هم لا يستطيعون أن يصنعوا ألف رأفت الهجان فى سيناء، ثم إن القمر الصناعى اليوم يأتى بالنملة السوداء فى الليلة الظلماء على الصخرة الصماء، يعنى أذا أردت رصد أى حركة فى هذه المنطقة يكون من السهل ذلك، ثم أنا أسأل من أين يأتى الدعم للإرهاب؟ ورأيى أن هناك ضرورة لضبط الحدود.
■ لماذا يتم الآن استهداف إخواننا الأقباط فى سيناء؟
- هذا هو بيت القصيد، وأنا أسمى كل مواطن مصرى بالقبطى، وأحب أقول لهم، سواء سمَّيناهم الأقباط أو النصارى أو المسيحيين، إنهم تركوا منازلهم، ولن أسميه تهجيراً، لأن التهجير القسرى يكون بالطلب منهم، ولا يوجد أحد أمرهم بالهجرة، ولا أى جهة هجَّرتهم، وهم تركوا منازلهم «بمزاجهم» خوفاً من العمليات الإرهابية، فما حدث مع الأقباط هناك فى سيناء أمر مرفوض وغير مقبول نهائياً، فجمال الذى تم قتله فى السوق هو شخص محترم ومعلم فاضل، وجميع أهل العريش ذهبوا وراءه فى المستشفى فى مظاهرة عظيمة، فهو لم يكن له أى فكر أو دعوة معينة، ولا أعلم لماذا تم استهدافه.
الجيش يدخل حرباً نظامية فى مواجهة عصابات وهذا ما يؤخر انتصاره على الجماعات المسلحة
■ لماذا الآن نرى هذا الاستهداف؟
- هى نقلة نوعية، الغاية منها محاكاة الواقع فى الدول العربية، أعتقد أن الهدف منها إيجاد ذريعة لكى يتم ضرب سيناء من أى جهة خارجية، ثأراً للمسيحيين فى العريش، وبهذا أصبح الإرهاب يصطاد فى المياه العكرة، فهدف الإرهابيين هو التدخل الأجنبى، ودخول مصر فى حرب مع دول أخرى، وبهذا التدخل تصبح الساحة معدة لهم، خاصة أن هناك ضربات أمنية مكثفة فى الفترة الأخيرة نجحت ضد الإرهاب.
■ ولماذا الاستهداف الآن وهم موجودون منذ زمن طويل؟
- قد يكون هناك استهداف هذه الأيام، لأننى أرى أن الرئيس الأمريكى الجديد يريد عمل شىء ضد التنظيمات الإسلامية، فقد يستدعى الأمر أن تكون سيناء هى بيت القصيد، ولذلك أقول علينا أن نحمى سيناء بكل قوة، لأن المتغيرات القادمة قد يختلف فيها العدو التقليدى، أنت لا تعلم هل هو يأتى من الجو أو من البحر، وسيناء مطمع، وللأسف الإخوة الأفاضل الذين يطالبون بتهجير أبناء سيناء هم فى بُعد تام عن معرفة الواقع، فلو هجَّرنا أهالى سيناء، لمن سنتركها؟ هل نتركها للإرهابيين؟
■ لكنكم تتحملون نتيجة ما يحدث هناك، لأن الإرهاب يتحرك بحرية وأنتم موجودون؟
- أحب أن أشير إلى أن الإرهاب ينمو وينشط فى أوقات حظر التجول، وهذا واقع، والإرهاب يعلم أنه لا توجد سيارة تتحرك فى هذا الوقت سوى سيارات الجيش، والإرهاب يتحرك فى تخفٍّ تام، والأخطر أن الإرهاب يعلم مكان وتحركات السيارة، وكل يوم بميعاد ثابت، فالإرهابى يأتى ويضبط القنبلة ويضعها فى طريق السيارة لتفجيرها، وهو يرى الكمين ويتدرب عليه جيداً، وفى ساعة الصفر ينفذ العملية.
■ وماذا نحتاج للقضاء على الإرهاب فى سيناء؟
- تحديد الإرهاب بالأيديولوجيا والعقيدة وبالكيفية والنوع والدعم والذخيرة والتحركات، الأمر الثانى ممنوع ظهور أى مظاهر أمنية فى العريش بمعنى عدم ارتداء أحد الزى الميرى، وكل الشغل الموجود هناك شغل استخباراتى، من الأهالى ومن الأمن، وبهذا لن يجد الإرهاب مَن يضربه، فلا يوجد هدف، وهكذا يتم القضاء على الإرهاب فى ساعات بسيطة.
■ وهل أنتم مستعدون للتعاون مع الأمن؟
- البنت قبل الست قبل الرجل قبل الشاب قبل الولد كلنا مستعدون، لكن المشكلة لا يوجد أحد يسمع، وهناك الكثير من القيادات الطبيعية من أبناء سيناء قُتلت، ومشايخ دين وناس صالحة، فمَن القاتل؟ فقتيل الفتنة لا يعرف له قاتل، لكن قتيل السرقة أو الثأر أو الانتقام يعرف مَن هو القاتل له، فالإرهاب الآن يأخذ أبناء القبائل ويخفيهم، وفى النهاية تجد الجثة بلا رأس، والتعاون التام يتم بين أبناء سيناء وبين قوات الأمن، لأنهم متضررون ضرراً معنوياً ونفسياً واقتصادياً.
■ ولماذا لم تُبقوا المسيحيين وتحموهم أنتم؟
- لقد فوجئنا بذهابهم إلى الإسماعيلية، ونحن نناشدهم العودة، ونقول لهم إننا سوف نحميكم، والديار دياركم، والأموال أموالكم، وأروحنا فداكم، ولا تخرجوا من سيناء، فأنتم مواطنون مصريون سيناويون، وقد قمت بالاتصال بإخوانى المسيحيين فى بير العبد، وكان ردهم جميلاً، وهو أننا لن نترك بير العبد، وإذا متنا سندفن فيها.
■ الدولة تنشئ 8 أنفاق وتقوم بالتنمية فى سيناء، كيف ترى ذلك؟
- ممتاز جداً، وأتمنى من قنوات الإعلام أن توجد فى سيناء، لأن هناك تنمية بالفعل تحدث هناك، وأحب أن ننظر إلى نصف الكوب المليان، ولكننا مظلومون.
■ لو التقيت الرئيس السيسى فماذا تقول له؟
- ما يحدث لأبناء سيناء الآن ظلم بيّن، والله من والاهم نصره الله، ومن عاداهم كسره الله، لأنهم مرابطون على أرض الرباط، وإذا كان يرى حل كل مشكلات مصر، فعليه رفع الظلم الذى يقع على أولاد سيناء، حيث إننا لم نرَ أسوأ من هذه الأيام.
■ ما نوعية هذا الظلم؟
- مظلوم فى مصالحى، واقتصادياتى أنا كمواطن أصبحت صعبة، والسلعة التى تباع بجنيه فى القنطرة غرب، تباع عندى بالضعف عشر مرات، والسواق الذى يدخل مرة لا يريد أن يعود المرة الثانية، بسبب كثرة الكمائن، فيجب أن تكون هناك إرادة للقضاء على الإرهاب، وأتعجب لعدم وجود هذه الإرادة، ألا يوجد خبير يوضح لنا مَن هو هذا الإرهابى؟ كيف يحصل هذا الإرهابى على هذا السلاح، كيف يأتى بهذه الأسلحة المتطورة، وأحدث المتفجرات، وسيارات الدفع الرباعى، والأمر الآخر هناك ضرب يحدث لمدة ساعات مثلاً على أى كمين، فأين قوات التدخل السريع؟ وأين الطيران؟
■ تتحدث وكأن الإرادة غير موجودة؟
- أتحدث بلغة رجل الشارع، ولا أفكر بشكل دبلوماسى، لكن كأنك واقف فى شوارع العريش، وقد يكون هناك احتياجات لا أدرى ما هى، وربما يكون هناك أمور سرية ترى أن الأفضل أن تطول مدة الحرب على الإرهاب فى سيناء، وهذا أمر لا أعلمه، يمكن الخير فى أمر هكذا.