الضحية «طفل»: الأبناء ينتظرهم 3 مصائر «أحلاها مُر».. نصف أسرة أو الشارع أو الموت
جانب من اجتماع سابق لأعضاء برنامج «أطفال بلا مأوى»
تتعدد الأطراف المتعلقة بقضية العلاقات غير الرسمية، بدءاً من طرفى العلاقة إلى أطراف أخرى تكون ذات صلة بالقضية سواء الأهل أو شهود العلاقة أو القوانين المتعلقة بالقضية مثل «الأحوال الشخصية» و«الطفل»، وكذلك الرأى العام الذى يتابع ما يثار من بين تلك القضايا، لكن طرفاً وحيداً بين كل هؤلاء يظل هو الضحية دائماً الأكثر ضرراً، رغم عدم مسئوليته عن أى من الأخطاء التى تقع، هذا الطرف هو الرضيع سيئ الحظ الذى يأتى فى هذه الأوضاع المفككة بين أب غائب وأم لا تجد حيلة بين يديها وأقصى ما يمكن أن تفعله هو ألا تتخلص منه، ومجتمع حكم عليه مسبقاً بأنه طفل من الدرجة الثانية أو «ابن سفاح» لا حقوق له مثل من هم فى عمره.
الدولة تدخل على الخط لمواجهة جزء من الأزمة بمشروع حماية «أطفال بلا مأوى».. و«الملاح»: حصرنا 14 ألف طفل
محمد طارق، خبير التنمية البشرية والتربية السلوكية للأطفال، أكد أن الطفل الذى يأتى فى مثل تلك الظروف يعانى آثاراً سلبية شديدة، ولا يكون له شخصية سوية مثل باقى الأطفال، لكنه غالباً ما يعانى فى حياته على مختلف مراحله العمرية، وربما يكتسب بمرور الوقت شخصية عدوانية معادية تجاه الآخر وتصبح لديه ميول للكراهية والعنف: «أى طفل فى حاجة إلى أساسيات فى سنوات نشأته الأولى، أهمها الشعور بالاحتواء والتكامل الأسرى، الاحتواء والتوجيه وإشعاره بالثقة فى نفسه ومنحه القدرة على التجريب والمواجهة والتعامل مع الدوائر المختلفة من أطفال فى مثل سنه أو أقارب وجيران وأصدقاء عائلة، وبالتالى تكون لديه شخصية إيجابية واجتماعية قوية، لكن الطفل الذى يخرج فى ظروف أخرى فيجد أسرة غير مكتملة، أو قد لا يجد أسرة على الإطلاق، حيث يكون فرداً من دائرة أطفال بلا مأوى، بالطبع سيعانى كثيراً فى حياته بعد ذلك». يصف الخبير التنموى والتربوى، الطفل فى هذه الحالة بأنه «ضحية» لطرفى علاقة غير مسئولين، وكذلك لمجتمع لا يقدم له يد المساعدة بالصورة الصحيحة.
فى مواجهة جانب من الأزمة، بدأت الحكومة خطواتها لمواجهة القضية من خلال برنامج حماية أطفال بلا مأوى، وجزء كبير منهم أبناء من علاقات غير رسمية، فلا يعرفون طريقاً لأم ولا أب.. حازم الملاح، المتحدث باسم البرنامج القومى لحماية أطفال بلا مأوى، قال إن المشروع الذى تأسس ببروتوكول تعاون بين وزارة التضامن الاجتماعى وصندوق تحيا مصر، تكلف 114 مليون جنيه دفعها الصندوق و50 مليون جنيه من خزينة الوزارة، وتتلخص فكرة المشروع فى توفير دور رعاية آمنة يقول: «لدينا 17 وحدة متنقلة فى 10 محافظات، هذه الوحدات مؤقتة وظيفتها البحث عن أطفال بلا مأوى وإحداث الربط المبدئى للطفل بين الشارع والمؤسسة، وتضم كل وحدة إخصائياً اجتماعياً، وإخصائياً نفسياً، ومشرف نشاط، وممرضاً، ومنذ 2014 بدأنا فى إجراء حصر شامل شارك فيه 3 آلاف باحث علشان نوصل لنتيجة دقيقة، وهننزل لأماكن تجمع الأطفال، وهنحاول نجذبهم»، عدد الأطفال الذين تم حصرهم 14 ألف طفل، يوضح «الملاح» أنه يجرى حالياً العمل على تطوير المؤسسات الاجتماعية المشاركة فى المشروع: «بنطور 21 مؤسسة، منها 6 مؤسسات بنعمل لها بنية تحتية كاملة بكل الأدوات والاحتياجات اللازمة، وهذه المؤسسات هى اللى هتاخد الأطفال يقعدوا فيها بعد فترة الوحدات المتنقلة، وذلك فى حالة إن الطفل مايكونش له أسرة، لكن إذا اكتشفنا أن هناك أسرة سنعيده إليها مع فترة رعاية ومتابعة تظل مستمرة».