«صحفيات» دخلن التاريخ من بوابة «نقابة الصحفيين».. «نبوية موسى» الأهم
عبير سعدى أثناء انتخابات النقابة
تُعد نقابة الصحفيين، من أقدم النقابات المهنية فى مصر، التى تأسست بموجب القانون رقم 10 لسنة 1941، بمشاركة عدد من الصحفيات، أمثال «نبوية موسى، فاطمة يوسف، منيرفا عبدالحكيم، فاطمة نعمت راشد» فى الاجتماع التأسيسى الأول، ورغم ذلك، فإن مجالس نقابة الصحفيين تأتى دون تمثيل للنساء نهائياً فى 15 مجلساً، وبعد ذلك ظل التمثيل مجحفاً، لا يصل إلى مستوى المشاركة الحقيقية، حيث تراوحت نسبتهن بين 7% و23%، وهى أعلى نسبة وصلن إليها داخل المجلس.
خضن معارك لدخول غمار العمل النقابى.. وأثبتن قدرتهن على ممارسته
ورغم أن النساء يمثلن 7.7% فى عضوية نقابة الصحفيين، بما يعادل 2844، موزعات بين جدول المشتغلين وتحت التمرين، فإن مجلس النقابة لا يضم سوى حنان فكرى، بينما بلغ عدد النساء فى جميع مجالس النقابة منذ النشأة فى 1941 حتى الآن 9 نقابيات، ولأول مرة فى تاريخ نقابة الصحفيين تتقدم اثنتان من الصحفيات للترشّح عن منصب النقيب، وهما جيهان شعراوى، ونورا راشد. وتلقى «الوطن» فى ظل المعركة الانتخابية الحالية للتجديد النصفى لنقابة الصحفيين، الضوء على أبرز الصحفيات اللائى تمكن من خوض غمار العمل النقابى، وحُفرت أسماؤهن بخيط من ذهب فى تاريخ نقابة بلاط صحابة الجلالة:
«نبوية موسى»، وهى إحدى مؤسسات نقابة الصحفيين، وإحدى السيدات اللاتى غيرن مسار تعليم الفتيات فى مصر، حيث تعلمت القراءة والكتابة فى المنزل بمساعدة أخيها، وعندما بلغت الثالثة عشرة من عمرها أرادت الالتحاق بالمدرسة الابتدائية لاستكمال تعليمها، وهو الأمر الذى لم يلقَ قبولاً من عائلتها، لاعتبارهم أن ذهاب بنات العائلات إلى المدارس «عيب»، إلا أن حبّها للتعليم جعلها تتحدى كل العوائق، فالتحقت بالقسم الخارجى للمدرسة السنية بالقاهرة عام 1901، وحصلت على الشهادة الابتدائية، وتدرّجت فى المناصب، وأصبحت أول ناظرة مدرسة، وكانت أول من أسهم فى تأسيس نقابة الصحفيين ورأست تحرير مجلة «الفتاة».
«أمينة السعيد»، التى أطلقوا عليها «سيدة الصحافة العربية»، فلم تحظَ صحفية مصرية فى تاريخ صاحبة الجلالة مثلما حظيت هى به، والتى تعتبر أول صحفية مصرية فى تاريخ العرب، وفى عام 1954 أصدر أمين زيدان مجلة «حواء»، وأسند إليها منصب رئيس التحرير وحققت من خلالها نجاحاً كبيراً، حيث تولت باب «اسألونى» الذى كانت تستقبل فيه مشكلات القراء وتتجاوب معها، ودافعت من خلاله عن الكثير من حقوق المرأة ومواجهة العادات والتقاليد البالية، على رأسها ختان الإناث، وكان هذا الباب السبب الرئيسى الذى دفعها لأن تخوض معركة نقابة الصحفيين، وتفوز بعضوية النقابة عام 1959، ثم تولت منصب وكيل نقابة الصحفيين، وفتحت الباب للصحفيات المصريات ليشاركن فى الانتخابات النقابية، وخدمت الصحافة المصرية لمدة 60 عاماً، وقبل وفاتها بأيام، قالت عن الصحافة النسائية: «أفنيت عمرى كله من أجلها، أما الآن فقد هدّنى المرض، وتنازل النساء عن كثير من حقوقهن.. فالمرأة المصرية صارت ضعيفة.. فلا خلاص للمرأة إلا بالنضال والأمل».
«أمينة شفيق»، الملقبة بـ«أم الصحفيين»، حيث حصلت على اللقب لاستطاعتها أن تحافظ على عضويتها بمجلس نقابة الصحفيين خلال دورات كثيرة تجاوزت مدتها خمسة وعشرين عاماً، تقلدت خلالها منصب عضو مجلس بالنقابة، وتولت منصب سكرتير عام النقابة وأمين عام النقابة لعدة دورات، ولم تتأخر عن خدمة أبناء جيلها من الصحفيين، ثم قررت التوقف لتُعطى الفرصة للجيل الجديد، فدائماً ترى أن الفرصة الآن متاحة للشباب ولا بد أن يتراجع الشيوخ إلى الوراء، وحصلت على بكالوريوس صحافة من الجامعة الأمريكية 1957، وبدأت العمل بالصحافة وهى طالبة بمجلة «الجيل الجديد» و«أخبار اليوم»، ثم عملت محررة بقسم الأخبار بجريدة «المساء» من عام 1957 - 1960، ثم محررة بـ«الأهرام».
وكان لـ«جدها وجدتها»، الأثر الأكبر فى تكوين شخصيتها والدافع الرئيسى وراء نجاحها فى دراستها الجامعية، فرغم عدم حصولهما على فرصة فى التعليم إلا أنهما كانا سبباً رئيسياً فى ثقافتها وتكوينها العقلى، حيث كان الزواج المبكر عقدة جدتها، لذا كانت حريصة على ألا تمر بالتجربة ذاتها، وكانت تحكى لها كم كانت تلك القصة مأساوية فى حياتها، وكيف كان جدها عندما يعود من عمله يجدها تلعب فى الحارة مع أقرانها من الأطفال، وعليه فلم تتزوج هى أو أىٌّ من شقيقاتها إلا بعد إتمام الدراسة.
أما «عبير سعدى»، فبعد غياب المرأة عن مجلس النقابة لمدة 12 عاماً، ظهرت الصحفية عبير سعدى، واستطاعت أن تحصل على أعلى نسبة أصوات من الجمعية العمومية وتتفوق على مرشحى مجلس النقابة باكتساح، ونجحت فى الانتخابات عام 2007 واستمرت حتى 2014، بدأت مشوارها الصحفى بالتدريب فى مؤسسة «روزاليوسف» والتحقت بكلية الإعلام جامعة القاهرة وتخصّصت فى مجال الصحافة، والتحقت بمؤسسة «الأهرام» أثناء الدراسة بالكلية، وتتلمذت على يد عبدالوهاب مطاوع، وظلت بالمؤسسة طوال سنوات الدراسة حتى تخرجت عام 1997.
واستطاعت «عبير» أن تُحقق طفرة فى مجال التدريب بنقابة الصحفيين، وطفت خبراتها السابقة فى تطوير برامج التدريب فى مجالات، منها أمن وسلامة الصحفى عند تغطية الحروب والمظاهرات، وتغطية الشئون الخارجية، واستخدامات التكنولوجيا فى العمل الصحفى.