«أفندم أنا موجود».. و«لم يحدث»: أشهر ردود «مبارك»
مبارك في إحدى جلسات محاكمته
مثُل الرئيس الأسبق مبارك أمام محاكم الجنايات فى قضيتين نافياً كل الاتهامات المنسوبة إليه، سواء جالساً على كرسى أو نائماً على سرير طبى أو متحدثاً للمحكمة بصوته المميز الذى يعرفه الملايين داخل مصر وخارجها، تعددت أساليبه والهدف واحد هو الإنكار، واستخدم جملاً عدة خلال رده على الاتهامات التى تتلوها النيابة العامة فى أمر إحالته فى كل قضية، ويبدو أن محامى مبارك لم يحبذ إسهابه فى الردود على المحكمة، لذا كانت جميعها مُقتضبة، عدا مرة واحدة ألقى فيها خطاباً أمام محكمة الجنايات كان شبيهاً بخطابه الأخير قبل التنحى عن الحكم.
«أفندم أنا موجود» كان أول رد من الرئيس الأسبق بعد نداء المحكمة عليه لإثبات حضوره بأولى جلسات محاكمته المنعقدة صباح يوم 3 أغسطس 2011 بأكاديمية الشرطة، ثم أعقبها بجملة «كل هذه الاتهامات أنكرها تماماً»، رداً على سؤال المحكمة عن اتهامات التربح وتربيح الغير والاشتراك فى قتل المتظاهرين والشروع فى قتلهم، قالها وهو متكئ على سرير طبى يُستخدم لنقله من وإلى الطائرة التى تقله من محبسه بسجن طرة إلى مقر المحاكمة بالتجمع الأول.
وأمام دائرة ثالثة أُعيدت محاكمة مبارك فى قضية قتل المتظاهرين، وبجلسة الإعادة التى عُقدت بتاريخ 13 أغسطس 2014، سمحت المحكمة لمبارك بالحديث، وألقى خطاباً استخدم فيه ذات العبارات التى استخدمها فى خطابه الأخير للشعب قبيل التنحى، مع تغيير بعض الكلمات لتناسب وضعه كرئيس سابق «متهم»، وقال «إن محمد حسنى مبارك الذى يتحدث اليوم أمامكم، لم يكن ليأمر أبداً بقتل المتظاهرين وإراقة دماء المصريين»، وقال أيضاً «لا أدعى بنفسى الكمال، فالكمال لله وحده، فأنا بشر أصيب وأخطئ، وتحملت بشرف وأمانة، وسوف يحكم التاريخ علىَّ وعلى غيرى بما لنا وما علينا»، وجاءت محكمة النقض لتحاكمه بعد أن قررت التصدى لقضية قتل المتظاهرين، وتلت نيابة النقض الاتهامات المُسندة إلى مبارك، ليرد بكلمة «لم يحدث»، وظل طوال الجلسة متابعاً لمرافعة محاميه فريد الديب، حتى أسدلت المحكمة الستار على القضية، وحكمت ببراءته.