بيع السيارات يتراجع 70٪.. وكبار التجار يرفضون تخفيض الأسعار
ارتفاع سعر الدولار أدى إلى انخفاض بيع السيارات
سيطرت حالة من الركود على سوق السيارات فى مصر خلال الفترة الأخيرة، وارتفعت الأسعار بشكل رهيب، ويرجع السبب فى حالة الركود وارتفاع سعر السيارات إلى تحرير سعر صرف الدولار، وأصبح سعره الرسمى فى البنوك بعد تحريره فى حدود الـ16 جنيهاً تقريباً، مقابل 8٫88 قبل عملية التحرير، وانخفضت نسبة بيع السيارات نحو 70%، لكن ليس ارتفاع سعر الصرف هو السبب الوحيد، فهناك أسباب أخرى مثل غياب الرقابة من قبل الحكومة على بائعى السيارات وجشع التجار لتحقيق أعلى مكاسب ممكنة، وتحكم عدد محدود من التجار الكبار والمستوردين فى السوق، بحسب عدد كبير من العاملين بسوق السيارات.
يجلس عصام الزمر، مدير أحد فروع شركات بيع السيارات، على مكتبه بمنطقة الدقى، يستقبل العملاء بابتسامة لطيفة يعلن بها عن ترحيبه الشديد بالعميل المقبل الذى أصبح بالنسبة له طوق النجاة، يدخل العميل ولكن ليسأل فقط على أسعار السيارات الجديدة لأن لديه سيارة مستعملة ويرغب فى بيعها وهنا لا تكتمل فرحته.
وشهدت أسعار السيارات ارتفاعاً بشكل شبه أسبوعى لدرجة جعلت الناس فى حيرة من أمرهم، ويقول «الزمر»: «الأسعار زادت بطريقة مش معقولة لدرجة أن الناس مبقتش قادرة تأخذ نفسها، فيه عربيات كانت بتزيد فى الأسبوع بـ10 آلاف جنيه، وده طبعاً خلى الناس ماتشتريش عربيات، ومعظم العملاء أجلوا قرار الشراء حتى يستقر السوق».
ويوضح «الزمر» الارتفاع فى الأسعار بقوله: «العربية التيجو الصينى اللى كان سعرها 150 ألف جنيه من كام شهر أصبح سعرها النهارده 182 ألف جنيه تقريباً، والعربية رينو لوجن 2017 اللى كان سعرها 130 ألف جنيه من نحو سنة أصبح سعرها النهارده 185 ألف جنيه».
ويقول محمد منسى، بائع سيارات فى أحد المعارض بمنطقة المريوطية فى الجيزة، إن الركود أصبح يحاصر سوق السيارات المصرية، بسبب الارتفاع الكبير فى أسعار السيارات، ولم يكن تحرير سعر الصرف هو السبب الرئيسى فى ارتفاع الأسعار ولكن جشع التجار لتحقيق أعلى معدلات ربح، بالإضافة إلى غياب الرقابة على الأسواق هو السبب الرئيسى فى ارتفاع أسعار السيارات»، ويؤكد أن مستوردى السيارات إذا ما دفعوا ضرائب حقيقية على السيارات فلن يبيعوها بالأسعار المرتفعة: «لو المستورد ده هيدفع ضريبة حقيقية على العربيات دى مش هيبيع بالسعر الغالى ده خالص، لأنه لو باع غالى هيدفع ضريبة عالية، لكن هناك تهرب ضريبى».
ويقول صبرى محمود، مدير أحد فروع معارض بيع السيارات فى الهرم، إن الركود الذى يسيطر على سوق السيارات أدى إلى قيام عدد كبير من أصحاب المعارض ببيع سياراتهم بدون مكسب، لتحريك المياه الراكدة فى السوق»، وتابع: «الارتفاع فى الأسعار غير مبرر، والرقابة شبه معدومة على هذا السوق، حيث ارتفعت السيارة الهيونداى من 180 ألف جنيه قبل 6 أشهر تقريباً إلى نحو 270 ألف جنيه اليوم»، ويؤكد أن الأسعار لن تنخفض خلال الفترة المقبلة وحالة الركود هى المسيطرة على السوق، لأن من لديه سيارات لن يبيعها بالخسارة أبداً، ومن كان لديه سيارات مخزنة قام ببيعها خلال الفترة الحالية وحقق مكاسب رهيبة ولن يجد ما يبيعه مجدداً.