«الإخوان» تتجاهل «سد النهضة» وتروج لمشروع جديد: «اللى راح راح»
«كفانا بكاء على اللبن المسكوب»، هو مضمون الحل العملى، الذى حاولت بعض المواقع الإسلامية والمنابر «الإخوانية» الترويج له، إزاء الأزمة الإثيوبية، بضرورة طىّ صفحة سد «النهضة»، وتبنى مشروع «نهر الكونغو»، باعتباره «الفانوس السحرى» الذى سينقذ مصر من العطش، ويضاعف الرقعة الزراعية فى مصر.
مشروع «نهر الكونغو» يتلخص فى ربط نهر الكونغو ببحيرة ناصر بمسافة 600 كيلو، وبفرق ارتفاع 200 متر، وهو ما سيوفر لمصر 95 مليار متر مكعب فى السنة (ضعف الإيراد الحالى)، وطاقة كهربائية بقدرة 18000 ميجاوات، أى عشرة أضعاف السد العالى، بالإضافة إلى زراعة 80 مليون فدان، ونظير كل ذلك، لن تتعدى تكلفة المشروع 10 مليارات جنيه، بحسب دراسة جدوى لشركة «أرثر دى ليتل» العالمية الأمريكية، وهيئة المساحة الجيولوجية.
صفحة «مصر إسلامية» على موقع «فيس بوك»، نشرت تفاصيل المشروع محاولة نفى الأنباء التى تتداولها وسائل الإعلام حول تعرض مصر لأزمة عطش بسبب مشروع سد «النهضة» الإثيوبى.
وجهة النظر التى حاولت الصفحة توضيحها، أعقبتها تعليقات عدة من قِبل المترددين على الصفحة، بعضها تترحم على الرئيس الراحل أنور السادات، لأن مشروع «نهر الكونغو» ظهر وجرت حوله دراسات فى عهده، كما جاءت بعض التعليقات مناهضة للمشروع، لأنه مخالف للقانون الدولى، متسائلة: هل ستوافق الدول التى ستمر بها عمليات الحفر لربط النهرين؟
صابر أبوالفتوح، القيادى الإخوانى، لم يتفق مع الفكرة التى يروج لها «الإخوان»، فهو يرى أن مشروع «نهر الكونغو» ليس حلاً منطقياً فى هذا التوقيت، ولا بد من التفاوض مع إثيوبيا، للحفاظ على حصة مصر كاملة، مؤكداً أن الأزمة التى نعانى منها الآن هى نتاج سنوات مضت من حكم الرئيس السابق «مبارك»، وأنه ليس للرئيس الحالى أى ذنب فى هذا الصراع الأفريقى على نهر النيل.
أضاف «أبوالفتوح» أن هناك حلولاً عسكرية يمكن اللجوء إليها فى حالة عدم الوصول لحل مع إثيوبيا، متمثلاً فى ضرب الجيش المصرى لسد «النهضة»، لأنه بمثابة عدوان على مصر لا يحتمل أى تهاون، مشبهاً الحديث عن مشروع «نهر الكونغو» فى هذا التوقيت، متسائلاً: هل أترك منزلى لأن شخصاً اعتدى عليه وأتفرغ لبناء منزل جديد؟