«الوطن» فى منزل «شهيد المحلة».. ووالداه فى رسالة رثاء: «وحشتنا يا محمود»
عائلة النقيب محمود الدسوقى
لحظات من الوجع والألم والحزن ما زالت تخيم على أفراد عائلة النقيب محمود الدسوقى صلاح الدين الذى استشهد أثناء تعرض كتيبته لهجوم جماعات إرهابية بمنطقة الشيخ زويد، ما أدى لوفاته عقب خروجه برفقة زملائه من داخل مدرعة حربية تم تفجيرها وسط دروب صحراوية بسيناء.
والده: «أملنا أن تستمر القوات المسلحة فى محاربة الإرهاب».. ووالدته: أنا مؤمنة بقضاء الله وراضية بحكمه.. وربنا حامى مصر بأولادنا
أفراد عائلة الشهيد تسكن بمنطقة أبوالحسن بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، مسقط رأس الشهيد الذى لم يتجاوز عمره الـ26 سنة، حيث ترك زوجته وطفلاً صغيراً لم يره بعينيه كونه ولد عقب وفاته بمرور 5 شهور تقريباً. «الوطن» التقت الأسرة بمنزلها وشاركتهم لحظات تأبين نجلهم الشهيد، تزامناً مع احتفالات مصر بيوم الشهيد، وتحدث أفراد الأسرة عن صفات وأخلاق الشهيد الراحل، وأوضاعهم بعد وفاته. «وحشتنا يا محمود، نفسى آخدك فى حضنى، فى الجنة ونعيمها يا شهيد، ومصر هتبقى عظيمة دايماً وربنا حاميها بولادنا»، بتلك الكلمات عبرت والدة الشهيد، الحاجة أمينة رشدى، 53 سنة، عن ألمها لفقدان نجلها، داخل منزلها، وقالت إن نجلها هو «البطل اللى اتعلم وكبر كى يحمى أراضى الوطن ويصون العرض والشرف».
وأضافت: «أنا مؤمنة بقضاء الله وراضية بحكمه، وابنى رافع راسنا كلنا فى العيلة وربنا يباركلنا فى أولادنا الباقيين»، وأشارت إلى أنها تقضى وقتها برفقة زوجها فى طمأنينة، لكن تعانى من فقدان نجلها، وتقول: «كل ما أصلى وأشوف صورته قدامى بحس من جوايا بوجع مش قادرة أوصفه وعينى تدمع وأقول يا رب ارحمه وأسكنه فسيح جناتك». وتابعت والدة الشهيد أن زملاء نجلها بالكتيبة العسكرية حريصون على التواصل معها والاطمئنان عليها، وتوجهت بالشكر لمن واساها فى نجلها البطل، مؤكدة أن دمه الغالى لن يضيع هدرا طالما مصر تقف صامدة بأبنائها الشرفاء فى مواجهة الإرهاب.
أما والد الشهيد، الحاج الدسوقى صلاح الدين، 57 سنة، الذى حرص أثناء حديثه على حمل صورة نجله الشهيد وضمها إلى صدره، مردداً: «لا إله إلا الله»، فقال: «ابنى الشهيد فى الجنة يا رسول الله، وحشتنى يا ابنى يا سندى فى حياتى ربنا يرحمك»، وتلا قوله تعالى «ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون».
وتابع الحاج دسوقى: «نأمل فى القيادات السياسية والقوات المسلحة أن يستمروا فى مواجهة مخاطر الإرهاب عدونا اللى بيهدد أمن وحياة المصريين واستقرار الوطن».
فى المقابل، خطّ والدا الشهيد رسالة رثاء لنجلهما خلال الاحتفال وتأبين يوم الشهيد لتوثيقها من خلال «الوطن» ونقلها للشعب المصرى تضمنت عبارات تدل على حزن أب وأم فقدا نجلهما الأكبر الذى تخرج فى كلية الآداب بجامعة طنطا وأدى الخدمة العسكرية طوال 3 سنوات والتحق بالقوات المسلحة، إيماناً منه قبل استشهاده بأنه سيؤدى رسالة وطنية شريفة بعزه وكبرياء الأبطال، حسبما كتب فى الرسالة.