تفاؤل حذر فى أوساط الفلسطينيين عشية زيارة مبعوث «ترامب» إلى رام الله
مستوطنون خلال اقتحامهم المسجد الأقصى «صورة أرشيفية»
تستعد الساحة الفلسطينية إلى استقبال جيسون جرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكى للمنطقة، الذى من المقرر أن يصل إلى مدينة رام الله غداً للقاء الرئيس الفلسطينى وإجراء مباحثات مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى فى إطار المساعى الأمريكى لاستئناف عملية السلام التى أسفرت عن دعوة الرئيس الأمريكى للرئيس الفلسطينى لزيارة واشنطن خلال المكالمة الهاتفية الأولى بينهما مؤخراً.
الخارجية الفلسطينية: التصعيد الاستيطانى يعرقل زيارة المبعوث الأمريكى «جرينبلات».. و«الفرا»: ينبغى أن تتم الزيارة قبل «القمة العربية».. وهناك مسئولون كبار فى إدارة «ترامب» مع حل الدولتين
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، إن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، تواصل تنفيذ مخططاتها الاستيطانية الهادفة إلى ابتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية، وفى هذا السياق كُشف النقاب عن إجراءات احتلالية تمهيدية وعمليات تجريف واسعة النطاق لإقامة الآلاف من الوحدات الاستيطانية الجديدة فى القدس المحتلة ومحيطها، خاصة فى شعفاط وبيت جالا والولجة وغيرها، وشق شوارع استيطانية ضخمة على حساب الأرض الفلسطينية، بهدف ربط المستوطنات فى الضفة بعضها ببعض، وربطها بالداخل الإسرائيلى.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن السياسة الاستيطانية المتطرفة لحكومة نتنياهو تهدف بالأساس إلى إسقاط حل الدولتين، وإغلاق الباب نهائياً أمام فرص قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافياً وذات سيادة إلى جانب إسرائيل، كما أكدت الوزارة أن هذا التصعيد الاستيطانى يشكل خطوات استباقية وعراقيل فى طريق الجهد الأمريكى والدولى الذى يتطلع إلى إحياء المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، وبشكل خاص فى وجه الزيارة الهامة المرتقبة لمبعوث الرئيس الأمريكى، جيسون جرينبلات، إلى المنطقة. وطالبت الوزارة المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته القانونية والسياسية، وتدعوه إلى سرعة التحرك السياسى لإنقاذ فرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين.
ومن جهته، قال الدكتور بركات الفرا، السفير الفلسطينى السابق فى القاهرة، لـ«الوطن» إنه «يجب أن نكون متفائلين بحذر ونرى أن الاتصال جيد والدعوة لزيارة (أبومازن) للبيت الأبيض جيدة جداً بلا جدال، وعلى الأقل هذا رد على كثيرين قالوا إن الإدارة الأمريكية أدارت ظهرها للسلطة الوطنية الفلسطينية، هذا تأكيد على عدم صحة ذلك، وأهمية القضية الفلسطينية وعملية السلام فى الشرق الأوسط»، وفى المقابل أشار السفير إلى «موافقة لجنة العلاقات الخارجية فى الكونجرس على اعتماد ديفيد فريدمان كسفير يهودى صهيونى متعصب فى إسرائيل وضد حل الدولتين ومع الاستيطان ونقل السفارة الأمريكية للقدس يمثل مؤشراً خطيراً»، ولكن فى المحصلة اعتبر «الفرا» أن بادرة الأمل أن «ترامب» غيّر لهجته عن الحملة الانتخابية، وتراجع عن عدم تفضيله لحل الدولتين والتلويح بنقل سفارة بلاده للقدس، وسيما أن «ترامب» لديه 3 فى إدارته مع حل الدولتين، وزير الدفاع ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومى، وأن فكرة الجمهوريين هى حل الدولتين ولا يُتصور أن يتخلوا عنها، وأعرب عن أمله فى أن تتم زيارة الرئيس محمود عباس قبل القمة العربية ليأتى لقمة عمان أواخر مارس الحالى ويضع القادة العرب فى صورة نتائج الزيارة للبناء عليها.
وأفاد تقرير دولى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلى تستهدف عشرات التجمعات البدوية الفلسطينية فى الضفة الغربية المحتلة بهدف تهجير سكانها إلى مناطق بديلة، وذكر تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة أن السلطات الإسرائيلية أصدرت فى 5 مارس أوامر هدم نهائية ضد جميع مبانى تجمّع الخان الأحمر- أبوالحلو البدوى البالغة 140 مبنى تقريباً (محافظة القدس) من بينها مدرسة ابتدائية تبرعت بها جهات مانحة يدرس فيها 170 طفلاً.
من جانبه، اعتبر وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلى، أوفير أكونيس أن إسرائيل تدعو دائماً إلى المفاوضات المباشرة مع جيرانها للتوصل إلى اتفاق سلام. وقال «أكونيس» فى تصريحات للإذاعة الإسرائيلية العامة أمس: «إن مبدأ حل الدولتين لم يرد فى البيان الذى أصدره البيت الأبيض عقب المحادثة الهاتفية التى أجريت بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس»، زاعماً أن «فكرة حل الدولتين خاطئة وستظل كذلك». من جانبه، قال وزير المواصلات والشئون الاستخبارية يسرائيل كاتس إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجّه الدعوة مرات عديدة إلى رئيس السلطة الفلسطينية للحضور إلى القدس لإجراء مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة، فيما جددت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين أمس اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحراسة عناصر كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلى رافقتهم وأحاطت بهم خلال تجوالهم فى ساحات المسجد.