تصدع 3 منازل يشرد 12 أسرة بإمبابة.. و«الحى» غائب
الأهالى فى الشارع بعد تصدع منازلهم
فى شارع مدرسة الحداد الخاصة، فى حى إمبابة، حيث الشوارع ضيقة وأرضيتها غير ممهدة، والبيوت متلاصقة بجوار بعضها البعض، يظهر على جدرانها شروخ واضحة، تركها سكانها خوفاً من سقوطها فى أى لحظة، بعدما عانت المنطقة من تدهور الخدمات لسنوات طويلة، ولم يتم صرف مياه المجارى عنها، التى أسهمت فى تدهور حالها، ولذلك اضطرت الأسر إلى افتراش الأرض.
«الوطن» عايشت تلك الظروف الصعبة التى تعانى منها 12 أسرة، فى ظل غياب دور الحى، وأكد الأهالى أنهم يعانون من غياب تعاون «الحى» معهم، حيث تلقوا الكثير من الوعود خلال الفترة الماضية، حيث كان يقبل عليهم المسئولون ويرحلون دون أن يضعوا لمأساتهم حداً، أو يعدوهم بتغيير الأوضاع، بينما طالبهم رئيس الحى بالعودة للسكن فى الشقق الخاصة بهم، فى تجاهل منه للحالة الخطرة التى تهدد البيوت بالسقوط.
كما يعجز أبناؤهم عن الذهاب إلى مدارسهم، بسبب خطورة حالة مبنى المدرسة، كما أكد مديرها أنه يخشى سقوط المبنى والسقف على الأطفال فى أى لحظة، ولم يحصل على قرار من وزارة التربية والتعليم بغلقها حتى الآن.
«حرام اللى بيحصل فينا ده» بهذه الكلمات بدأت «هناء»، فى أواخر العشرينات أحد سكان شارع مدرسة الحداد الخاصة، حديثها قائلة: «إحنا فى الشارع من الساعة 3 الفجر، والساعة 2 الصبح حسينا بحاجات بتقع من الحيطان والسقف، افتكرناها قطط فى المنور، بصينا لقينا الحيطان بدأت تتشرخ، والشرخ بيزيد وبيوسع»، تتابع: «الحيطة مشقوقة بالعرض والسلالم درجاتها متكسرة ومشروخة والسلم واقع»، تكمل: «أنا ساكنة فى بيت عيلة 5 أدوار، الشرخ ظهر فى البيت كله مرة واحدة، وبيزيد كل ما تنزلى دور، أول ما حصل كده، خرجنا إلى الشارع، واتصلنا بشركة الغاز والكهربا ورئيس الحى»، وطبقاً لـ«هناء» عندما وصل رئيس الحى وجدهم مقيمين فى الشارع، ومنعهم من الصعود لمنازلهم: «طلعوا عاينوا البيوت وأخدوا بيانات من الأسر وعددهم وأسماءهم وصور البطايق ومشيوا من غير ما يقولوا لنا نعمل إيه»، وتضيف: «بعد شوية المحافظ جه، وعاين البيوت، وقال لنا لما ييجى مهندس الحى، هو اللى هيقرر، إذا كانت البيوت تتزال أو تترمم، فى خلال 48 ساعة هيكون المهندس جه، وبعده كده سابنا هو كمان ومشى».
من جانبه يضيف أبانوب شحاتة، 25 عاماً، قائلاً: «إحنا لما حسينا باللى حصل خرجنا للشارع، اتفاجئنا إننا مش لوحدنا، فيه كمان 3 بيوت حصل لهم كده، إحنا بيتنا نزل نحو 5 سم عن البيت اللى جنبنا، والحيطة اللى بينا انفصلت تماماً، السبب فى ده كله مياه المجارى، نزلنا حاجتنا فى الشارع، مفيش مكان تانى نروحه أنا اتجوزت فى شهر 11، وعايش مع والدى ووالدتى وأخواتى»، مضيفاً أن تلك الحياة ليست إنسانية، وأن واجب الحى توفير مكان إقامة لهم، مؤكداً أن أغلب المسئولين أعطوهم وعوداً بحل مشكلاتهم أثناء الزيارة، فى حين لم يقوموا بأى إجراءات فعلية لحل تلك الأزمة، ويختتم «أبانوب» حديثه قائلاً: «إحنا ناس على قد حالنا، مش معانا نشوف سكن تانى، ولا نقدر ندفع الإيجارات الجديدة».
وتقول ميرفت بشرى، فى العقد الثالث من عمرها: «امبارح بالليل، الساعة 2 الفجر، لقيت البيت جدرانه عمالة تتشرخ، وسيراميك الحمام بيقع، خرجت من الشارع، لقيت الناس مالية الشارع»، مشيرة إلى وجود مسئولين من الحى ومن قسم شرطة إمبابة والوراق، حيث أكدوا ضرورة إخلاء البيت نظراً لخطورة الوضع، وأنه آيل للسقوط.
ويضيف أحد الأهالى أنه يقيم هو وأسرته على حصيرة فى الشارع، حيث شُردت الأسرة فى ظروف غير إنسانية، وذلك بعد وعود من المسئولين بسرعة التدخل وإنقاذهم، بينما يمر عليهم الوقت فى تلك الحالة التى يفترشون بسببها الأرض، ويختتم حديثه: «إحنا هنا مش عايشين، ما بنتعاملش كبنى آدمين، رَميتنا فى الشارع محدش يتحملها».
بينما يقول ناجى فتحى: «الكل بيسيبنا وبيجرى، وإحنا اللى متبهدلين فى الشارع»، مضيفاً أن رئيس الحى عند زيارته طالبهم بالعودة للسكن فى البيوت لحل الأزمة، ولكن عندهم مخاوف من تهدم تلك المنازل عليهم وعلى أسرهم، ويؤكد أن سبب تلك الشروخ هى مياه المجارى والصرف الصحى، التى لم يتم نزحها خلال فترة طويلة.