قرية «المنية» تغوص فى «المجارى».. و«عم عزت» هو الحل
شوارع قرية «المنية» تغرق فى مياه المجارى
ارتباط شرطى بين شوارع قرية المنية بالقليوبية وبين مياه الصرف الصحى، فالقرية الغارقة فى «المجارى» لم ينج شارع بها من تلك الأزمة التى جعلت من رقم هاتف «عم عزت» قاسماً مشتركاً بين هواتف الجيران، ما إن تفيض البالوعات بمحتواها حتى يتلقى الرجل اتصالاً مستغيثاً: «والنبى يا عم عزت تلحقنا».
صاحب أحد المصانع: «الراجل بينقذنا.. وجزمته فوق دماغنا»
لا تكاد تمر عشر دقائق بين المكالمة والاستجابة «مقدرش أتأخر على الناس»، يتحدث الرجل الذى لا يتردد فى خلع ملابسه من أجل الغوص فى المجارى لإزالة سبب الانسداد، وسط نظرات التعجب والاندهاش، خاصة هؤلاء الذين يرونه للمرة الأولى، لكنه لا يهتم سوى بتلك البقايا التى تسببت فى سد البلاعة «بفرح لما أحل المشكلة والناس تدعيلى».
أصبح «العم عزت» كما يناديه أهل المنطقة «بطلهم الأثير»، مينا سمير، المهندس الذى يمتلك مصنعاً للألوميتال، يعتبره منقذ «المنية»، ما إن ترد سيرة الرجل حتى يؤكد: «جزمته فوق دماغنا كلنا، مع احترامى للوزراء والمحافظين وكل الرؤوس الكبيرة ومسئولى القرية والصرف عندنا، بس يوم ما نتزنق ما بيلحقناش غيره، ومفيش حد بيتحرك»، المهندس الثلاثينى الذى يشكو حال شوارع قريته يتندر: «لو دخلنا شارع فى المنطقة ولقيناه ناشف بنقول خير يا رب».
بطولة لم يكتسبها «عزت» من فراغ، فجميع جيرانه يؤكدون تعاونه ومهارته فى مواجهة بالوعات الصرف الطافحة، «فى الأعياد فى نص الليل فى أى وقت عمره ما اتأخر وعمره ما مد إيده يطلب مقابل، لو اديناه إكرامية أو شاى بيحمد ربنا وعمره ما يطلب زيادة»، يشهد «مينا» للرجل الذى ضحى من قبل بالسفر إلى أسرته فى الصعيد بسبب مشكلة فى مجارى القرية: «بطلنا اللى بنتعلم منه القوة والتحمل ربنا يديه الصحة وطول العمر».