«محمود»: «أبويا جاله نزيف فى المخ لما عرف بالردم.. أكل عيشنا ضاع»
محمود زكريا حسن
«أبويا جاله نزيف فى المخ، ومات لما عرف إن البحيرة بتتردم والسمك بتاعنا مات تحت الردم»، هكذا بدأ محمود زكريا حسن، 54 سنة، حديثه عن وفاة والده حزناً على ردم بحيرة المنزلة، قبل نحو شهرين، وقال إن والده لم يتحمل الصدمة فور علمه بقيام الشركة المسئولة عن الردم فى البحيرة بردم المنطقة التى كان ينصب حولها شباك الصيد «التحاويط»، مع أبنائه وأحفاده العشرة، ومساحتها نحو 15 فداناً، وأضاف أنهم «لم ينتظروا حتى نخرج السمك من الشباك، وهددونا بشرطة قسم الجنوب».
وتابع «محمود» حديثه عن مأساة أسرته وقال بنبرة يملأها الحزن: «بعد سماع والدى بالخبر أصيب بالصدمة ودخل حجرته، وناديته فلم يجب، ووجدته ملقى على الأرض، فأسرعنا بنقله إلى المستشفى بواسطة سيارة إسعاف، وأكد لنا الطبيب إصابته بنزيف فى المخ، ولم يطلع عليه نهار اليوم التالى»، محملاً محافظ بورسعيد مسئولية وفاة والده، وأضاف: «ليس لنا معاش أو تأمينات أو أى مصدر دخل آخر».
«ليس لنا معاش أو تأمينات أو أى مصدر دخل آخر»
وتساءل بقوله: «هل الأولوية لمن يأكل أم لمن يسكن؟.. أولادى أخدوا الشهادات وقعدوا فى البيت بدون عمل، فقط نريد أن نأكل ونشرب لا أكثر، لكن المحافظ يدوس على الغلبان، ولا أعتقد أن الرئيس يرضى بأن الغلبان ينداس عليه»، وتابع بقوله: «المحافظ لا يهمه قانون أو غليان، المحافظ فوق القانون، ويرفض يقابلنا، رغم أنه عندما يتحدث يقول بالقانون، ولكنه لا يطبقه، فالقانون يمنع ردم البحيرة».
وأعرب «محمود» عن تحديه للمحافظ بأن يظهر أى قرار من رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء بردم المكان الذى قامت المحافظة بردمه لإنشاء مدينة «بورسعيد الجديدة»، مؤكداً أن كل ما يطلبه هو أن «يعاملنا بالقانون»، مشيراً إلى أن المحافظ اتخذ من صيادين «القابوطى» خصوماً له لأنهم يبحثون عن «لقمة العيش»، وأكد أن مشكلة ردم بحيرة المنزلة ليست مشكلة فردية، وإنما تضر بأرزاق أكثر من 20 ألف صياد، وتوجه للمحافظ متسائلاً: «لما تردم البحيرة هناكل منين؟»، وأضاف أن المحافظ «تسبب فى تشريدنا، إخوتى يبحثون الآن عن عمل فى مكان آخر، بعد ردم مكان أكل عيشنا، نحن لسنا مهربين للبضائع الأجنبية أو بلطجية، ورغم ذلك فقد أصبحنا الآن فى صفوف العاطلين».
كما توجه بمناشدة للرئيس عبدالفتاح السيسى، قال فيها: «عايزين نقابلك يا ريس، ويجب أن يصل صوتنا للرئيس السيسى، المحافظ مكروه فى الشارع، ومتعنت فى آرائه»، مطالباً الرئيس بأن يصدر أمراً مباشراً بوقف كافة أعمال الردم فى بحيرة المنزلة.