بالصور| صالون تواصل الحضارات يناقش تناول الإعلام العربى لأحداث العراق
صالون تواصل الحضارات يناقش تناول الإعلام العربى لأحداث العراق
عُقد الجزء الرابع من صالون تواصل الحضارات الذي يقيمه ممثل كتلة المواطن البرلمانية العراقية في مصر الدكتور محمد ابو كلل، فى القاهرة، مساء أمس، تحت عنوان "الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.. آليات لاحتواء الأزمات لم لصناعتها"،
وحضر عدد من الشخصيات الإعلامية اللامعة وعلى رأسهم وزيرة الإعلام المصرية السابقة الدكتورة درية شرف الدين، والإعلامى عمرو الكحكى، والإعلامي سيد علي والإعلامية دينا فاروق والدكتورة لمياء محمود رئيسة شبكة إذاعة صوت العرب، والصحفي الكبير علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام المسائي.
"محجوب": واجهنا محنة التخلى العربى عن العراق بصعوبة.. والقنوات كانت ملك رجال أعمال يبتزون السياسيين لتحقيق أرباح
وشهد الصالون حضور ضيف الشرف الدكتور أحمد محجوب المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب العراقي، وكذلك الكاتب والإعلامى السعودي خالد المجرشى وممثل الحزب الديمقراطى الكردستاني الأستاذ شيركو حبيب، وعدد من الكتاب والإعلاميين، وعدد من أركان السفارة العراقية في القاهرة.
من جهته، تناول الدكتور أحمد محجوب، أزمة تناول الإعلام العربى لأحداث العراق منذ دخول القوات الأمريكية واحتلالها العراق فى 2003، ملقيا اللوم على وسائل الإعلام العربى لتجاهلها ما يعود بالنفع على الشعب العراقى والمواطن الذى وضع تحت ظروف صعبة، مؤكدا أن الأزمة تمتد إلى 14 عاما وبعد التغيير الذى حدث بالعراق وحتى اليوم يعانى العراق بسبب الإعلام بشكل كبير، وفى نفس الوقت يستفيد منه من ناحية أخرى، مشيراً إلى أنه فى بعض الأوقات كاد الإعلام أن يودى بدولة العراق، وأنه فى مرحلة من المراحل كان خبر واحد يكاد يطيح بتماسك الشارع العراقى فى لحظة ما.
وبشر "محجوب"، باقتراب ساعة تحرير الموصل كليا، بقوله: "أخبركم أو أبشركم أن الجنود العراقيين أوشكوا أن على أن ينهوا معركتهم فى الموصل ولا أريد أن أستبق الأحداث التى وصلتنى قبل ساعة من الآن، أننا بصدد الحديث عن الوثبة الأخيرة فى مدينة الموصل، فيما تبقى من المنطقة الحمراء، من المدينة التى يوجد فيها الإرهاب وإن شاء الله لا ندرى وربما نسمع غدا أو بعد غد، خبر جيد ولكننا بالتأكيد سنسمع هذا الأسبوع خبر مفرح لكل الشرفاء، فى العالم فى البدء بصفحة جديدة بنهاية الإرهاب".
وقال "محجوب" إن الإعلام هو المحرك الأساسى للفعل السياسى والثورى وحتى الثقافى والفكر، وأن الإعلام أيضا سلاح خطير جدا يفعل ما لا تفعله الصواريخ فى بعض الأحيان، وإنه فى أحيان أخرى يقف بعض الصحفيين والإعلاميين على أرض المعركة ليؤدوا واجبهم ويدفعوا دمائهم مثل الصحفية الكردية شفاء كردى التى استشهدت قبل أسابيع قليلة، والصحفية الجزائرية سميرة مواقى، مشيرا إلى أن عدد من الصحفيين العرب يتواجدون الآن فى المعركة وينقلون الحقائق عن الحرب والجنود وأنه مصدر فخر واعتزاز.
وشرح "محجوب" مسيرة الأزمة التى مرت بها العراق وتناول الإعلام لها، أنه فى البداية وقع الإعلام العربى فى حرج شديد جدا، عندما تم التغيير فى العراق ركز كثيرا على جدلية المحتل، واستنزف الكثير من قدراته فى الحديث عن المشكلة من الخارج وليس من الداخل، مشيرًا إلى أنه هناك احترام لوجهات النظر المختلفة حيال دخول القوات الأمريكية للعراق وهل كانت هى قوات محررة أو محتلة، وأن هذه جدلية لا تنهتى، - بحسب قوله -، مضيفا أنه ربما الإنسان مع ذاته يختلف مرة بعد مرة فمرة يقول لقد حررونا من الديكتاتورية ومرة أخرى يقول لقد دخلوا إلى العراق واحتلوا العراق وهذه قضية تعود لوجهة النظر الشخصية، لكن الإعلام العربى ركز كثيرا عليها وأغفل عن الكثير مما كان يجب أن يفعل فى دعم العملية السياسية فى تلك المرحلة والتى كانت بحاجة إلى كلمة واحدة من الإعلام العربى.
"محجوب": سنسمع خبرا سارا عن تحرير الموصل خلال الأيام القليلة المقبلة.. وحكومة الوحدة الوطنية وحدت الشارع العراقى
وتابع المستشار الإعلامى لرئيس مجلس النواب العراقى: "كنا نتكئ على أنفسنا وننتظر أى كلمة تقدمنا إلى الأمام فى مواجهة التحديات التى تقف أمامنا وفى مقدمتها التخلى العربى عن العراق، وصدورنا عارية مرة أما الإرهاب ومرة أخرى لحظة انقضاض على القضية العراقية أو العملية السياسية فى العراق، والعراق يتأجرح بين هذا وذاك"، وأضاف "وسائل الإعلام مارست دورا سلبيا كبيرا خصوصا فى مرحلة ما بين 2005 إلى 2014، إبان حكم الولايتين للسيد المالكى التى رافقها رئاساتان للشرطة التشريعية المتشنجة مثلها فحدث هذا الشد بين السلطة التنفيذية والتشريعية نضرب مثلا إبان وجود السيد النجيفى على رأس السلطة التشريعية، والسيد المالكى على رأس السلطة التنفيذية لم يلتقوا إلا مرة أو مرتين خلال حكمهم لأربع سنوات والتصريحات تصدر من المكتبين الإعلامين وتتقاذف السلطتين الأحجار داخل المنطقة الخضراء، مما انعكس على الشارع العراقى بشكل سلبي وسئ جدا وانتشر الإرهاب والعصابات وانتشر الانتقام، وبدأت التيرة الطائفية تزداد شيئا فشيئا ، ويوما بعد أخر والإعلام العربي يلتهم هذه المادة وكأنه متلزز بما يحدث فى العراق مما يجرى من عمليات شد بين الطوائف العراق".
درية شرف الدين: وسائل التواصل الاجتماعى "إعلام شعبى" يجب مراقبته من الدولة.. الدولة العربية الوحيدة التى أقامت معسكر معالجة الإدمان الإلكترونى هى الجزائر
وأضاف "محجوب" أنه بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة التى يرأسها السيد حيدر العبادى، وعلى رأس السلطة التشريعية الدكتور سليم الجبورى، تمكنا من خلال خطابهما الهادئ إلى تهدأة الشارع العراقى، وعلم كل الأطراف الخارجية أن هذه الحكومة لا يمكن اسقاطها وأنه لابد من التعامل والتواصل معها بل ويدعموها، مشيرًا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى ساهمت فى وحدة الشعب العراقى من خلال تناول الأخبار الإيجابية والمواقف المشرفة للشعب العراقى على الجبهات وحتى فى إيواء النازحين.
واستكملت الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام السابقة، الحديث عن دور وسائل التواصل الاجتماعى، بأنها أصبحت إحدى روافد الإعلام الرسمى وأنه يمكن تسميته بـ"الإعلام الشعبى" وأنه يمكن أن يؤجج الأزمات وفى نفس الوقت يمكن أن يسهم فى حلها، مشيرة إلى أن انتشار التواصل الاجتماعى أصبح بشكل كبير جدا، واختلط بالإعلام الرسمى بشكله القديم والتقليدى، وهى وسيلة تتجه إلى المواطنين بشكل خاص، وأصبح المواطن يمتلك جهازه الإعلامى الخاص فى يده عبر هاتفه المحمول، وبإمكانه أن يؤتى بالمعلومة أو يخزنها ويتفاعل معها وشارك فيها، ويتلقى إجابات من أطراف عدة.
"أبوكلل": العراق ليس دولة مهترئة أو مفككة وهناك تعليمات عليا بأن لا ترفع راية سوى العلم العراقى
وقالت "شرف الدين": "أعتقد الآن أصحاب الإعلام الرسمى فى الدولة يلجأون إليه فى بعض الأحيان ولم يقتصر على المواطنين فقط، فأصبح الاستخدام من قبل الجهات الرسمية وهذا يؤكد أن هناك مسؤولية على هذه الأجهزة أن عليها مراقبة وسائل التواصل الاجتماعى، وأن تكون فى كثير من الأحيان أسرع منه، فمن خلال وسائل التواصل الاجتماعى، من المكن أن تكون هناك أشياء جيدة أو تدخل البلد فى مأزق كبير"، مشيرة إلى أن القنوات التليفزيونية الخاصة أصبحت ملك شخصيات بعينها وهذا فى العالم العربى فقط، على عكس العالم الغربى الذى ينظم عملية امتلاك القنوات الفضائية الخاصة، مضيفة أننا لو راقبنا مجموعة من القنوات الفضائية العربية على سبيل التحديد قي تناول حدث عربى واحد، فنجد أن لكل قناة وجهة نظر خاصة، رغم أن الحدث واحد، وأن مثلا تحرير الموصل سيكون هناك وجهات نظر لبعض القنوات العربية فى هذا الحدث وليس وجهة نظر واحدة فى التناول، معلقة بقولها: " الحقيقة المواطن العربى الله يكون فى عونه، لأنه عليه أن يمتلك من القدرة والثقافة والمعرفة أن يميز بين الجيد والسيئ فى ظل انتشار كل هذه القنوات ووسائل التواصل الاجتماعى"، مشيرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى أصبحت جزءا من حياة بعض الناس حتى أصبح هناك إدمان للتواصل الاجتماعى ودولا أقامت معسكرات للاستشفاء من هذا الإدمان الإلكترونى والدولة العربية الوحيدة التى أقامت معسكر مثل هذا هى الجزائر.
"الكحكى": التطاحن على الكحكة الإعلامية جعلت الإثارة وخلط الخبر بالرأى وسيلة للنجاح.. ومعظم القنوات تعكس وجهة نظر الدولة الممولة لها
من جهته قال الإعلامى عمرو الكحكى، أن فى الماضى كان الإعلام يتناول المعلومة المجردة إذا كانت فى الأخبار، وإذا كان هناك رأى فكان يوضع على أنه رأى ويمثل صاحبه أو الجهة التى يمثلها هذا الشخص، مشيراً إلى أنه الآن ومع التطور فى الإعلام والتطاحن على الكحكة الإعلانية أدى هذا إلى خلط الخبر بالرأى وأصبحت الإثارة هى الوسيلة للنجاح، مشيرًا إلى أن مناهج التعليم فى الكليات به عوار كبير، لأنه ما زالت النظرية كما هى منذ أن وضعت من سنوات طويلة، رغم بعض المحاولات المحترمة، من بعض الناس للتطوير، وبالتالى الشاب التى يخرج من كلية الإعلام، يخرج وهو غير جاهز للعمل، بل يأخذ التليفزيون كمدرسة فيقلدها وبالتقالى يستمر الأمر حتى تنخفض جودة المنتج النابع من تقليد التقليد، حتى يصل فى النهاية بأنه بلا طعم أو رائحة.
وأضاف "الكحكى" أن هناك اقتتال على مجمل الأراضى العربية فى الوقت الراهن، ولكنه من المؤكد أن وسائل الإعلام لم تتناول الشأن العراقى من وجهة نظر واحدة، وكل وسيلة تمول من دولة ولها سياستها، وأن أغلب الوسائل الكبرى ممولة من دولها التى نشأت من خلالها، فتعبر عن وجهة النظر الدولة وسياستها، متابعًا: "ستجد خط قناة كذا ممولة من دولة كذا والتى مصدر رأس مالها من دولة كذا، ونفس الأمر مع دولة ثانية وثالثة".
واختتم الدكتور محمد أبوكلل، ممثل كتلة المواطن العراقى فى مصر، والداعى للصالون، بكلمته بأن العراق ليس كما يعتقد البعض أنها دولة مفككة أو مهترئة أو متحاربة، وأنه قبل أن يقر قانون الحشد الشعبى وهناك تعليمات واضحة من مؤسس هذا الكيان السيد السستانى، بتوجيه كل قيادات الحشد الشعبى بأن العلم الوحيد المرفوع فى فصائد الحشد هو العلم العراقى ومنع رفع حتى صورته وهو مؤسس الحشد، قائلًا: "نحن نقاتل داعش تحت راية الله أكبر العراق، التى نفديها بدمائنا ولن نقبل بغيرها أى راية وهذا العراق الذى نريده، نضحى اليوم بدمائنا من أجله من الفاو إلى زاخو شيعة وسنة وكرد وأيزيدين وصابئة وتركمان وكل مكونات الشعب العراقى الكريم، الذى لم ينهض العراق إلا بوجود المجتمعين كما اجتمعنا نحن هنا على ضفاف النيل".