«العربية الأمريكية» للسيارات: ننتج 40 سيارة «جيب» مدنية وعسكرية فى اليوم
عامل أثناء اختبار جودة إحدى مراحل التصنيع
على مشارف طريق «القاهرة - السويس» الصحراوى، تقبع الشركة العربية الأمريكية للسيارات، التابعة للهيئة العربية للتصنيع، فى مجمع مصانع «الهيئة» منذ سنوات، والتى تم تأسيسها منذ قرابة الـ40 عاماً بغرض إنتاج عربات الـ«جيب» لخدمة القوات المسلحة للدول المؤسسة لـ«الهيئة»، وهى مصر، وقطر، والسعودية، والإمارات.
مسئولو «الشركة» استقبلوا محرر «الوطن»، وقدموا عرضاً تقديمياً عنها فى بداية جولتنا بداخلها، وحسب العرض؛ فإن الشركة منذ إنشائها تُصنع عربات الجيب العسكرية، وبدأت منذ عام 1982، فى الإنتاج المدنى للسيارات لاستغلال طاقاتها الإنتاجية الفائضة من الإنتاج العسكرى لها، لتتعاون مع عدة شركات عالمية فى إنتاج سيارات مختلفة مثل «فيات، وبيجو، وكيا، وستروين، وهيونداى، وكرايزلر، وتويوتا».
رئيس «الإنتاج»: عملنا يُقاس بـ«المللى متر».. والسيارة محمية تماماً من الصدأ.. ومديرة بالشركة: جودة عملنا لا تقل عن «إنتاج أمريكا»
وحسب «العرض»؛ فإن حجم العمالة بـ«الشركة» نحو 646 عاملاً، يستطيعون إنتاج نحو 12 ألفاً و600 سيارة سنوياً للوردية الواحدة، وفقاً للطاقة الإنتاجية، والإمكانيات التكنولوجية، وخطوط الإنتاج المتوفرة لدى «العربية الأمريكية للسيارات».
وعن العربة العسكرية «J8»، أكد مسئولو الشركة أنهم الجهة الوحيدة بالعالم التى تنتجها منذ عام 2011، لتتيح لهم درجة تنافسية كبيرة، مكنتهم من تسويقها فى الخارج بالتنسيق والتعاون مع الشريك الأجنبى لهم، والتعاقد على عدد من الصفقات لتصديرها للجيوش، فضلاً عن إمكانية استخدام أحد طرازاتها فى القطاع المدنى.
وعن مواصفاتها الفنية فإنها تحتوى على 5 سرعات أمامية، وسرعة خلفية، مع نظام لمواجهة الغرز داخل الرمال، والمناطق الوعرة، مع قدرتها على الصعود على منحدرات حتى درجة ميل 60%.
وتمتلك السيارة الـ«J8»، خزان وقود سعة 83.3 لتر فلتر وقود مزدوج، يمكنها من السير لمسافة 650 كيلومتراً على الطرق الأسفلتية دون الحاجة لإعادة ملء خزان الوقود، ومسافة 550 كيلومتراً على الطرق غير الممهدة، بسرعة تحرك تبلغ 140 كيلومتراً فى الساعة، وتمتلك نظاماً للتهوية مصمماً للعمل على أقصى الظروف الصعبة، بدءاً من مراوح التهوية، وحتى تكييف الفريون. وتمتلك العربة تصميمات مختلفة، إذ إنه ينتج منها عربة بابين فقط، تستطيع نقل 8 ركاب، وأخرى للقيادة والسيطرة بـ4 أبواب، تستطيع نقل 5 ركاب بداخلها، مع إمكانية تركيب «دريكسيون» السيارة على الجانب الأيمن منها لو طلب العميل ذلك. أما عن القدرات الإنتاجية لـ«خطوط الإنتاج»؛ فقال المهندس عادل سلامة، رئيس قطاع الإنتاج فى الشركة، إنها تمتلك 8 خطوط لحام لجسم السيارات المختلفة المنتجة بداخلها، قادرة على إنتاج عدة موديلات فى وقت واحد، أحدثها خط تجميع جسم العربة «الجراند شيروكى»، وكذلك خط دهان بالغمر لحماية جسم السيارة من الصدأ بإضافة طبقة بالترسيب الكهربائى، مكون من 11 حوضاً يتم غمر جسم العربية فيها آلياً، بالإضافة إلى خطوط، وكبائن دهان مختلفة، ومحطات لتجميع «الشاسيه»، ومختلف أجزاء السيارة ببعضها البعض، مع امتلاك مضمار اختبار سيارات بطول كيلومتر مصمم طبقاً لأحدث المعايير العالمية.
أضاف «سلامة»، لـ«الوطن»، أن هناك فصلاً دراسياً جانبياً موجوداً داخل الورش الإنتاجية، يهدف لتعليم العامل أعلى المواصفات العالمية للعمل فى 10 أقسام، الأولى هى الأمن الصناعى، والسلامة، والصيانة الاحترافية، ومراقبة الجودة، وإدارة المعدات، وغيرها من الأقسام، لافتاً إلى أن عملهم يُقاس بالمللى متر، وأنه يتم اختبار كل خطوة عقب الانتهاء منها سواء فى الإنتاج العسكرى أو المدنى داخل الشركة العربية الأمريكية للسيارات.
وأشار رئيس قطاع الإنتاج إلى أن أجزاء السيارات تأتى لمصنعه من الخارج، وأنه يتم لحامها، وتحصينها من الصدأ طوال فترة عمر السيارة، ثم دهانها بأكثر من طبقة حتى اللون الذى يريده العميل، ثم تركيب الأجزاء الداخلية، وكافة التفاصيل المتعلقة بالسيارة، وأشار رئيس قطاع الإنتاج إلى أن شركته تنتج قرابة الـ40 سيارة يومياً من مختلف الأنواع سواء المدنية أو العسكرية، وذلك خلال فترة عمل من 7 ونصف صباحاً حتى قرابة الساعة الرابعة عصراً، موضحاً أنه لو وجد ضغط عمل فإنهم يعملون لوقت إضافى بـ«أوفر تايم».
من جانبها، قالت المهندسة هناء فتحى، مدير خطوط الإنتاج بالشركة، إن كل خطوة من مراحل عمل الشركة لإنتاج السيارات يكون لديها ما يشبه «شهادة ميلاد»، بحيث يسجل عليها كافة البيانات المتعلقة بالسيارة بدءاً من رقم الموتور، ومختلف البيانات المتعلقة بها، مع ضرورة توقيع مفتش الجودة على كل مرحلة حتى يضمن المصنع جودة العمل الموجودة فى السيارة المنتجة.
أضافت «هناء»، فى تصريح لـ«الوطن»، أنه يجرى التفتيش الإلكترونى، والفنى من العمالة الموجودة داخل المصنع على كل خطوة تتم، وبعد انتهاء تجميع السيارة ترسل إلى منطقة «إصلاح واحد»، وفيها يجرى تفتيش أكثر دقة، ثم تحول لمنطقة «إصلاح 2»، وفيها يجرى اختبار السيارة على الطريق لضمان عدم وجود صوت الموتور أو وجود عيب فى السيارة، مردفةً: «والطبيعى مايبقاش فيه عيب ولكن لازم تبقى كل حاجة دقيقة 100%»، ثم تذهب لمنطقة تفحص السيارة بـ«عين الزبون» حتى تكون بمظهر مشرف، يليق بالشركة، وجودتها.
ولفتت مدير خطوط الإنتاج إلى تطبيق المصنع لنظام يسهل العمل على المهندسين، والعاملين بخطوط الإنتاج، إذ إنه توجد لوحة معلقة فى كل ورشة أو قسم إنتاجى بالمصنع، وعليها «كتالوج العمل»، وهو الخطوات الواجب اتخاذها فى العمل سواء بتفاصيل دقيقة، أو نقاط رئيسية للعمل، مع ترجمتها للغة العربية لتكون بسيطة، وسهلة على العامل. وشددت «هناء» على أن جودة العمل داخل المناطق الإنتاجية للشركة لا تقل جودة عن سيارات الجيب المصنعة فى أمريكا، مشيرة إلى أن العمالة الموجودة داخل الشركة على درجة عالية للغاية من الكفاءة، وأنه يوجد خطط تدريب لكل عامل حتى يستكمل ما يحتاجه من مهارات تساعد على كفاءة العمل.
«هناء» تشرح لمحرر «الوطن» سيستم العمل بالمصنع