نواب ومفكرون: قيادات الأزهر تسير على خُطى الإخوان فى استغلال الدين
عباس شومان، وكيل الأزهر
أكد نواب وأزهريون ومثقفون أن اعتبار قيادات مشيخة الأزهر أى انتقاد يوجه إليهم هجوماً على الإسلام، ما هو إلا محاولة لفرض الكهنوت وجعل أنفسهم أوصياء فوق الانتقاد والتوجيه، وكأنهم لا يخطئون، وهو نفس المنهج الذى يتبعه تنظيم الإخوان والجماعات الإسلامية، فى استخدام الدين لخدمة كياناتهم ومصالحهم الخاصة والسياسية، وتصوير أنفسهم على أنهم خلفاء الله فى الأرض.
وفى ندوة بأكاديمية الشرطة، الأسبوع الماضى، هاجم عباس شومان، وكيل الأزهر، منتقدى المشيخة والتعليم الأزهرى، واصفاً الانتقادات الموجهة إلى الأزهر ومناهجه من المفكرين والمثقفين بأنها «الحرب على الإسلام».
وأشار الأزهريون والنواب إلى أن موقف «شومان» لا يقل خطورة عن مواقف الإخوانى الهارب يوسف القرضاوى، رئيس ما يسمى «اتحاد علماء المسلمين»، الذى استغل الإسلام للترويج لدستور الرئيس التركى رجب أردوغان، حيث دعا «القرضاوى» فى بيان لاتحاده لـ«الوقوف مع تركيا والتضامن معها، وخصوصاً أن النظام الذى يدعو إليه أردوغان يتفق مع التعاليم الإسلامية، وهو الأقرب إليها، ويجعل أمير المؤمنين أو الرئيس الأعلى هو رقم (1) فى السلطة».
«شومان» يصف انتقاد المشيخة بـ«الحرب على الإسلام» و«القرضاوى» مدافعاً عن «أردوغان»: هو الأقرب للدين
وقال محمد أبوحامد، عضو مجلس النواب، لـ«الوطن»: إن قيادات الأزهر تستخدم الدين صراحة للدفاع عن مصالحها، وهو ما سبقهم إليه الإخوان، ووصفها الهجوم عليها أو انتقادها بأنه استهداف للدين الإسلامى، لا يختلف عما عشناه خلال فترة حكم الإخوان، من تسييس للدين، وإظهار أنفسهم وكأنهم خلفاء الله فى الأرض وأوصياؤه على الناس، وهى الطريقة التى ثار عليها الشعب فى 30 يونيو، ولن يقبل عودتها مجدداً.
وأضاف «أبوحامد» أنه لا يوجد هجوم على الأزهر، لكى يخرج وكيله بهذا التصريح، والجميع تابعوا لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، وشيخ الأزهر، وتأكيده بشكل واضح أن الأزهر سيظل فى مكانته ومنزلته محلياً وعالمياً، وأنه محل تقدير، متابعاً: «لو أن شومان يرى المطالبة بإجراء تعديل على قانون الأزهر، الذى لم يُنظر فيه منذ أكثر من 50 عاماً هجوماً على الأزهر والإسلام، فهذه كارثة، فالكل يريد دعم الأزهر، سواء بالنقد الإيجابى أو بالمطالب التشريعية، ووصف الانتقاد بالحرب على الإسلام ما هو إلا لتغليب مصلحتهم الشخصية على حساب الأزهر نفسه والدين، وأرى أن هذا الموقف لا يختلف كثيراً عن موقف القرضاوى الذى يروج لدستور أردوغان بأنه متوافق مع الدين، بينما يضر فى الحقيقة بالإسلام وصورته ويسىء إليه».
وحذر «أبوحامد» قيادات الأزهر من الاستمرار فى هذا الأسلوب الذى يرفضه المصريون، وكل الشعوب، متابعاً: «الشعب ثار على من جعلوا أنفسهم أوصياء على الدين، ولم يعد أحد يخشى هذا الأسلوب، وسنستمر فى ممارسة أدوارنا المجتمعية والدستورية والتشريعية، شاءوا أو أبوا ولن نعبأ أو نتفاعل مع كلامهم».
وقالت النائبة الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بالأزهر، إن ما فعله «القرضاوى» عارٌ، وكأن الفقه والدين أصبحا مجرد تجارة عند «القرضاوى وجماعته»، يسترزق منه، مضيفة: «هؤلاء يسعون لتوظيف الدين وفقاً لكل مرحلة، من أجل مصالحهم الشخصية والسياسية، والقرضاوى مرتزق فقه، يبيع الرأى لمن يجد مصلحته معه، وهى تجارة يجيدها، أما اعتبار قيادات الأزهر أن انتقادهم حرب على الإسلام، لا يختلف عن محاولات فرض الكهنوت، والأزهر إن كان مؤسسة علمية دينية، نحمل لها كل التقدير والاحترام، لما لها من تاريخ تليد، إلا أن القول بأنه الإسلام مبالغة مرفوضة، والنقد مباح ما دام هدفه البناء والتصحيح والتطوير، وجاء بلا تجريح أو رغبة فى الهدم».
وقال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن حديث وكيل الأزهر و«القرضاوى» متشابه إلى حد كبير، مضيفاً: «أتعجب من وصف شومان أى هجوم على قيادات الأزهر بالحرب على الإسلام، فى حين أن هيئاته مُتعثرة فى ملف التجديد وصفوفه الداخلية مخترَقة من الإخوان، حتى إن أحد القيادات المهمة داخل المشيخة خرج بالصوت والصورة، ليمدح محمد مرسى، الرئيس المعزول، ويرفع شأنه فوق البشر، وهو ما لا يخفى على شومان».