باحث في الشأن الإفريقي: السودان يلوح بورقة "حلايب" قلقا من التقارب المصري مع دولة الجنوب
أحمد عسكر
اعتبر الباحث المساعد والمتخصص في الشأن الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات أحمد عسكر، أن إثارة المسؤولين في السودان من وقت لآخر مسألة "حلايب" تأتي في إطار القلق السوداني من التقارب المصري مع دولة جنوب السودان.
عسكر: يجب التأكيد على تاريخية وأبدية العلاقات المصرية السودانية
وقال عسكر، في اتصال لـ"الوطن": "اعتاد نظام الإنقاذ في السودان التلويح بورقة حلايب وشلاتين مع نشوب أي أزمة بين النظامين المصري والسوداني، أو كمحاولة منه في تصدير أزماته الداخلية إلى الخارج".
وأضح أن "الحديث مؤخرا في الأوساط السياسية السودانية عن تشكيل الحكومة السودانية لجنة من عدد من الجهات المعنية السودانية، من أجل إنهاء الوجود المصري على حد زعمها يعود السبب الرئيسي لذلك، في القلق السوداني من التقارب المصري الجنوب سوداني خلال الفترة الأخيرة، وتبادل زيارات المسئولين بين الجانبين".
وأضاف الباحث المتخصص في الشأن الإفريقي: "يضاف إلى ذلك أيضا الغضب الذي عم الأوساط السودانية مما أسموه تطاول الإعلام المصري مؤخرا ضد السودان، خاصة بعد زيارة الشيخة موزا بنت ناصر المسند رئيسة مؤسسة صلتك القطرية إلى السودان، ما سبب انزعاجا لدى كثيرين في الدولة الشقيقة".
وقال عسكر: "لا شك أن التحركات المصرية خلال الفترة الأخيرة في منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي تمثل ورقة ضاغطة على عدد من الأنظمة الإقليمية، منها نظام الإنقاذ في السودن، والذي يعتبر أن التحرك المصري في المنطقة من شأنه تهديد الأمن القومي السوداني".
وتابع: "فضلا عن المواءمات الإقليمية بين نظام الإنقاذ السوداني والنظام الإثيوبي والذي ظهر جليا في أزمة سد النهضة خلال الفترة الأخيرة من المفاوضات بشأن سد النهضة والجنوح السوداني الواضح للجانب الإثيوبي ضد مصر".
واستدرك عسكر، في ختام تعليقه: "لكن يجب التأكيد دوما على تاريخية وأبدية العلاقات المصرية السودانية، التي تمتد جذورها إلى قرون مضت، وأن مصر حريصة على دعم دولة السودان وأمنها كونها تمثل الفناء الخلفي للأمن القومي المصري".
وحركت وزارة الخارجية السودانية مؤخرا جهات حكومية سودانية لوضع ما أسمته "خارطة طريق لإنهاء الوجود المصرى في منطقة حلايب"، وفق مسئول سوداني، وهي التصريحات التي تأتي بعد تناول وسائل إعلام مصرية لزيارة موزا المسند، والدة أمير قطر إلى السودان.
كما وصف وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان، مساء أمس الأول، تعليقات صدرت من وسائل إعلام مصرية، بالمسيئة إلى حضارة وآثار السودان، مؤكدا أن "الخرطوم" ستتعامل معها بكل جدية وحسم.