الرئيس «باكياً»: الشهداء أشرف أبناء الوطن دافعوا عن الـ90 مليوناً.. وأبناؤهم أولادى وأولاد كل المصريين
الرئيس السيسى يحتضن نجل أحد الشهداء
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، إن الدولة حريصة على رعاية جميع أهالى الشهداء والمصابين، وإن حق الشهداء الأبرار على الدولة لا يقتصر فقط على رعاية أهلهم وذويهم، بل يشمل مواصلة العمل على الحفاظ على الوطن من خلال تحلّى جميع أفراد الشعب المصرى بالصبر والعمل والأمانة والجد والشرف، جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، الندوة التثقيفية الخامسة والعشرين «يوم الشهيد» التى تنظمها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، وقد تأثر الرئيس خلال رؤيته الفيلم التسجيلى الذى روى قصة بطولات هؤلاء الشهداء.
ووجَّه الرئيس بحل كل المعوقات التى تواجه أهالى الشهداء وأسرهم من القوات المسلحة، قائلاً: «وزير الداخلية بيقول إحنا عاملين، والقوات المسلحة عايزين يزودوا ويأسّسوا حاجة شبيهة بكده»، مُضيفاً: «نسقوا بين القوات المسلحة والداخلية، لأنه فى الآخر مَن يسقط هو ابننا شهيد ومصاب، ويجب أن نعمل حاجة متكاملة ونستفيد من خبرة بعض فى الموضوع».
«السيسى» يكرم أسر الشهداء.. ويقرر مضاعفة أموال جمعية المحاربين القدماء اعتباراً من الشهر المقبل من ميزانية القوات المسلحة
وتوجّه الرئيس، خلال الندوة، لقيادات «الداخلية» والقوات المسلحة، قائلاً: «جميل إنكم تعملوا ده، وهيبقى عظيم»، ليستطرد باكياً: «ولاد كل شهيد دول ولادى.. ومش ولادى أنا بس، دول ولاد كل المصريين».
وقال الرئيس السيسى فى كلمته، إنه خلال السنوات الماضية كان يقول إن الشهيد هو الذى يرفع راية الحق سبحانه وتعالى.
وأضاف: «شاهدوا حجم الإساءة التى تتم باسم الدين فى العالم كله، الشهداء أشرف أبناء الوطن يدافعون عن مصر والـ90 مليون مصرى»، مضيفاً: «عيب علينا إن لم نجعل من تضحيات أبناء الوطن نبراساً للتقدم والتنمية وجعل مصر فى المقدمة».
وأشار الرئيس إلى أن تضحيات الشهداء الأبرار حافظت على الشعب المصرى، مؤكداً أن مصر تحارب الإرهاب بوجه واحد وليس وجهين، وشدد أيضاً على أن الشهداء الأبطال هم حماة الشعب، مؤكداً أن شعب مصر لم ولن يُروع أو يُدمر أو يضيع طالما ظل أبناء مصر الأوفياء رافعين لراية الحق والبناء والتعمير. وأضاف الرئيس أن الإرهاب أصبح يُهدد العالم بأكمله، مؤكداً أن مصر تدين بأشد العبارات جميع الأعمال الإرهابية التى تقع فى مختلف أنحاء العالم، وآخرها الحادث الإرهابى الذى وقع بمدينة لندن، كما لفت إلى أن الشعب المصرى بأكمله يتصدى للإرهاب.
وعقب استماع الرئيس للعرض الذى قدمه مدير جمعية المحاربين القدماء حول أنشطة الجمعية فى سبيل رعاية أسر وأهالى الشهداء والمصابين، أعلن الرئيس أنه ستتم مضاعفة ميزانية الجمعية اعتباراً من الشهر القادم من ميزانية القوات المسلحة. وأكد أهمية تكثيف دور الجمعية مع المجتمع المدنى وتعزيز تواصلها مع مختلف فئات الشعب لتعزيز التلاحم الوطنى، مشيراً إلى ضرورة عرض النماذج المشرفة لتضحيات وبطولات الشهداء فى المدارس والجامعات وتوفير البيانات اللازمة عنها. وعبّر الرئيس عن استعداده للمشاركة فى الفعاليات التى ستُقيمها الجمعية من أجل التعريف بدور الشهداء وبطولاتهم، وتأكيد تقدير الدولة لما قدموه لوطنهم، كما وجه بمضاعفة أعداد وحدات الغسيل الكلوى المخصصة لأسر المحاربين القدماء من 15 إلى 30 وحدة، فضلاً عن توفير جميع الأجهزة والخدمات الطبية اللازمة لهم. وأكد أهمية قيام وزارتى الدفاع والداخلية بالتنسيق اللازم من أجل إنشاء كيان متكامل لرعاية شهداء ومصابى القوات المسلحة والشرطة معاً، خاصةً أنهم جميعاً أبناء مصر.
وحرص الرئيس «السيسى» على تقديم التحية لزوجة الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد الدرديرى، أحد أبطال معركة كمائن الرفاعى، بعد أدائها كلمة مؤثرة عن قصة استشهاد زوجها، وقبَّل الرئيس نجل الشهيد الراحل. وأدى نجل الشهيد التحية العسكرية للرئيس السيسى، وسط تصفيق حاد من الحضور بالندوة التثقيفية الـ24 للقوات المسلحة.
وتأثر الرئيس السيسى خلال كلمته، وقال «باكيا»: «ولاد كل شهيد ولادى، ومش ولادى أنا بس، دول ولاد كل المصريين».
وخاطب الرئيس السيسى، فى كلمته بفعاليات الندوة التثقيفية الـ25 التى تنظمها القوات المسلحة المصرية، الشعب المصرى قائلاً: «لازم نخلى بالنا من بلدنا ونحافظ عليها، لأن الشهداء ذهبوا إلى ربهم من أجل الحفاظ عليها». وكرم الرئيس نحو 33 من أسر الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لمصر وشعبها العظيم، سواء منهم شهداء حربى أكتوبر والاستنزاف وعدد من مصابيها، أو الشهداء من الضباط والصف والجنود من قوات إنفاذ القانون بسيناء، وكذا الأم المثالية لأسر الشهداء، وهى بهية طه محمد، والدة الشهيد الرائد مصطفى حجازى، ولبَّى الرئيس طلب إحدى الأسر بالتصوير معهم. وترجل الرئيس السيسى من على المنصة لاستقبال زوجة أحد المصابين، لم تستطِع الصعود إلى منصة التكريم، وهتف أحد الحضور: «مصر محفوظة بك يا ريس».
وألقى الدكتور أسامة الأزهرى محاضرة بعنوان «منزلة الشهيد عند الله»، تحدث خلالها عن خصال النفس البشرية التى إما تقود صاحبها إلى المعصية والفجور والإفساد فى الأرض، أو تكون نورانية تهدى إلى الحق واليقين، ويخرج منها العلماء والأولياء والصالحون، وأكد أن الشهداء الحق هم من يدافعون عن الأوطان ويقدمون أرواحهم من أجل أن ينعم غيرهم بالحياة والأمن والاستقرار، وليس مَن يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ويسعون إلى القتل والترويع وتخريب الأوطان، مشيراً إلى فضل ومكانة الشهيد وجزائه عند الله، بما قدمه من بطولة وتضحية من أجل إعلاء كلمة الحق والدفاع عن الوطن وصون مقدساته.
وتضمنت الندوة التثقيفية الخامسة والعشرون فقرة بعنوان «ذكريات لا تنسى» تحدثت خلالها زوجة العقيد الشهيد أحمد عبدالحميد الدرديرى، ووالدة الرائد الشهيد مصطفى حجاجى حلمى محمد، عن بعض المواقف التى لا تنسى فى حياة هؤلاء الأبطال الذين لبوا نداء الواجب، وكانوا طوال حياتهم نموذجاً للقيم والمبادئ الأصيلة وقدوة يحتذى بها لكل من حولهم فى الإيمان والوفاء وحب الوطن، كذلك الشهيد محمد المعتز محمد رشاد الذى أخفى عن أسرته مكان خدمته العسكرية فى سيناء، وأصيب فى إحدى العمليات لينقل بعدها إلى المستشفى ويلبى نداء ربه بين يدى والده الذى كان بالمصادفة ضمن الفريق الجراحى الذى حاول إنقاذ حياته.
وحضر الندوة الدكتور الفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من الوزراء وقادة الأفرع الرئيسية، وعدد من كبار رجال الدولة وقادة وضباط القوات المسلحة والشرطة، وعدد من أعضاء مجلس النواب ورموز من الصحافة والإعلام، وعدد من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية وطلبة الجامعات المصرية.