بروفايل: «قلاش».. لم شمل المهنة
صورة تعبيرية
لديه تاريخ طويل من العمل النقابى، تدرب على المواجهة وكيفية حماية حقوق زملائه، ثار ودافع عن مهنته، ليرتبط اسم يحيى قلاش نقيب الصحفيين السابق بأشهر قضايا المهنة التى رفض فيها اقتحام الشرطة لقلعة الحريات أثناء إلقاء القبض على اثنين من الصحفيين، كانا متهمين بالتحريض على التظاهر ونشر أخبار وشائعات كاذبة.
ليواجه «قلاش» بعدها سهام الاتهام من قبل شيوخ المهنة وزملائه الصحفيين الذين عبروا عن رفضهم لطريقة إدارة الأزمة، واتهموه بأنه كان سبباً فى الوقيعة بين الدولة والنقابة، منتقدين شكل التفاوض الذى أداره «قلاش» وقتها.
لم يكن هذا الموقف الوحيد الذى تصدى له «قلاش» ودافع من خلاله عن النقابة، لديه باع طويل من العمل النقابى المشرف، إذ إنه شارك فى إدارة أزمة القانون 93 لعام 1995 الذى أطلق عليه «قانون حماية الفساد»، عندما كان عضواً بمجلس النقابة، ودعا كبار الكتاب للمشاركة بآرائهم فى الأزمة، وخاطب الأستاذ الراحل محمد حسنين هيكل الذى لم يكن تربطه به أى علاقة مباشرة فى ذلك الوقت، للإدلاء برأيه فى الأزمة والمشاركة، واتصل به وأعطاه كلمة لإلقائها باسمه موجهة للجمعية العمومية، وكان لها صدى كبير، خاصة فى الكلمة التى قالها قلاش متحدثاً عن نظام مبارك نقلاً عن هيكل «سلطة شاخت فى مواقعها».
بدأ «قلاش» حياته المهنية فى جريدة «الجمهورية» منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً، وترقى فى المناصب إلى أن أصبح نائب رئيس تحرير الجريدة، وكان عاشقاً للعمل النقابى مدافعاً قوياً عن زملائه الذين تم حبسهم على ذمة قضايا نشر، وتعرض للاعتداء عليه أثناء زيارته لزملائه المحبوسين على خلفية قضايا النشر فى سجن مزرعة طرة، فبدأ عمله النقابى منذ شبابه وعاصر عدداً كبيراً من شيوخ المهنة ومنهم الملقب بنقيب النقباء الراحل كامل زهيرى. قضية «قلاش»، التى صدر فيها الحكم بحبسه سنة مع إيقاف التنفيذ، كانت سبباً فى لم شمل أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، الذين انقسموا على أنفسهم منذ أيام قليلة، وانسحب عدد منهم من اجتماع تشكيل هيئة المكتب، اعتراضاً على هذا التشكيل، ورغم أنه لم يمر سوى يومين على هذه الخلافات، إلا أنهم قرروا أن يلقوا هذه الخلافات وراء ظهرهم، ودعوا لاجتماع عاجل للدفاع عنه وعن أبناء المهنة.