المدربون يشكون الإهمال.. ومشرف: «نطالب بتطوير الحمام منذ 9 سنين»
حمامات سباحة الأندية تبحث عن تطوير
عدّد مدربو السباحة داخل بعض الأندية ومراكز الشباب، الكثير من الأزمات التى يعانون منها منذ سنين طويلة، بعد تأكيدهم أن هذه الأزمات تُعد عوامل رئيسية مسبّبة لحوادث حمامات السباحة التى شهدتها مصر بكثرة خلال الأعوام الماضية، مشددين على ضرورة الاهتمام بهذا المجال بصورة أكبر لمنع مثل هذه الحوادث فى المستقبل.
يقول الكابتن «أسامة عطيتو»، مدرب سباحة، إن أهم المشكلات التى تعوق عمله فى أغلب حمامات السباحة فى مصر، عدم وجود اللوحات الإرشادية والتحذيرية التى توضح لمرتادى الحمام طريقة استخدامه، والتى تمنع، حسب قوله، أكثر من 50% من حوادث الغرق فى حمامات السباحة: «أنا دربت فى أماكن كتير فى مصر، وللأسف غالبية الأماكن دى ماكانش فيها إرشادات حمام السباحة بالشكل الكافى»، مشيراً إلى أن سلوك مرتادى حمام السباحة أنفسهم قد يشكّل عليهم نوعاً من أنواع الخطر، معبراً عن ذلك بقوله: «المصريين بياخدو الموضوع على إنه شجاعة وتلاقى هزارهم فى الميّه غريب مع إن ده من ضمن الممنوعات اللى مفروض ماتحصلش وممكن تكون سبب إن واحد يغرق أو يحصل له حاجة».
«عطيتو»: أغلب حمامات السباحة تخلو من اللوحات الإرشادية.. و«صبرى»: أى حد بيعرف يعوم بيشتغل مدرب.. للأسف غير المدربين شوهوا المهنة
وأوضح «عطيتو» أن خبرة مدرب السباحة تُعد من أهم العوامل التى يجب أخذها فى الاعتبار، وهو أمر لا يعيره كثيرون أهمية، حسب قوله: «كل مهنة فيها المحترف وفيها الهاوى، ولازم يكون فيه تعاون كامل بين أصحاب الخبرات والحديثين فى المجال، ولازم كمان يكون فيه فترة اختبارات قوية للمدرب وماتكتفيش إدارة المنشأة بإنه معاه شهادة وخلاص»، مشيراً إلى أن مصر تعانى من «أمية السباحة» بصورة كبيرة وعدم وجود وعى ثقافى بأهمية رياضة السباحة، معلقاً على حادث الاستاد بقوله: «مش منطقى إن واحد يفضل فى حمام السباحة 24 ساعة، وده يدل على الإهمال وإن الحمام ماكانش عليه أى مراقبة أو ملاحظة»، موضحاً أن نظام مراقبة حمام السباحة فى الآخر لا يعتمد فقط على مراقب الحمام وإنما ينبغى أن تكون هناك مراقبة إلكترونية من غرفة مخصصة لذلك: «للأسف ده مش عندنا فى مصر، وبتمنى إنها تتطبق لإنها هتقلل حالات الغرق بنسبة كبيرة».
ويقول مشرف حمام سباحة فى أحد الأندية، رفض ذكر اسمه، إن معظم المشكلات التى تواجه عملية توفير عوامل الأمن والسلامة داخل حمامات السباحة فى مصر تنحصر بشكل كبير فى الجانب المادى، لا سيما فى المنشآت التى تخضع للوائح الحكومية، حسب قوله، حيث تعانى هذه المنشآت من توفير النفقات اللازمة لعمليات تطوير حمام السباحة: «الحمام عشان يتم تطويره بيتكلف أكتر من 4 مليون جنيه، وإجراءات إنهاء حاجة زى دى بتكون للأسف بطيئة جداً، ودى مشكلة واحدة فى كل حمامات السباحة فى مصر، يعنى حمام السباحة اللى أنا بشرف عليه مثلاً بقاله أكتر من 9 سنين ماتطورش، وده لأن وزارة الشباب بتقول للإدارات فى حاجة زى دى اعتمدوا على نفسكم، ودخل الحمام بيتقسم بنسبة 30% للمنشأة يتصرفوا على الحمام والـ70% الباقيين بيروحوا للوزارة»، مشيراً إلى أن حمامات السباحة تُعد من أكثر النشاطات التى تدر دخلاً كبيراً على الأندية، سواء كانت هذه الأندية كبيرة أو صغيرة أو كانت مراكز الشباب: «ورغم كده مابنلاقيش اهتمام كافى، ولما بنطلب حاجة للحمام يفضلوا يماطلوا فينا، ويوم ما يتوافق على التطوير لازم تقدم طلب وبعد الطلب يتعمل مقايسة وتشوف العروض المتاحة إيه ولو اتقبل منهم حاجة حتى بتكون 90% من عمليات التطوير دى مالهاش لازمة وزى قلتها».
ويوضح أن هناك أزمات أخرى بجانب الأزمات المادية تعوق عمل حمام السباحة بالشكل المثالى، لا تقل أهمية عنها، متمثلة فى العامل البشرى، معبراً عن ذلك بقوله: «أغلب مراقبين الحمامات فى المؤسسات الحكومية بيتعاملوا على إنهم موظفين ومابيتعاملوش مع حمام السباحة ده على إنه حاجة مفروض تبقى كيان خاص، خاصة إن الغلطة فيه بتكون بموت».
ويؤكد الكابتن «سمير صبرى»، محاضر إسعافات أولية بالاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ، فكرة أن أغلب المسطحات المائية فى مصر تعانى من عدم توافر عوامل الأمن والسلامة، معبراً عن ذلك بقوله: «أغلب المنشآت بتجيب أى حد لمجرد إنه بيعرف يعوم وتشغّله منقذ من غير لا تأهيل ولا تدريب»، مشيراً إلى ضرورة الوعى بأهمية الإسعافات الأولية داخل المنشآت الرياضة والتى تساعد إلى حد كبير فى تقليل حوادث الغرق داخل حمامات السباحة: «أغلب المنشآت الرياضية بيستهينوا بالكلام ده ومايفكروش فى الحاجات دى إلا لما تحصل كارثة، مع إن تدريب الناس على الإسعافات الأولية لازم يكون لكل واحد فى المكان من أول المدير لأصغر واحد، ودى للأسف مابتحصلش خالص فى مصر، ولازم وزارة الصحة تتبنى الموضوع ده ويبقى مشروع قومى، وبالأخص فى الأماكن اللى فيها حمامات سباحة».
وأضاف «سمير» أن كل هذه الأزمات التى تواجه مدربى السباحة بسيطة ويمكن حلها إذا أرادت الجهات المسئولة ذلك، قائلاً فى تعليقه على حادث استاد القاهرة: «اللى حصل فى الاستاد ده اتجار بحياة البشر غير عادى مش مجرد إهمال، وللأسف غير المؤهلين اللى دخلوا المجال شوهوا العاملين فيه».