الأسطى رضا العجلاتى: أنا أستاذة «نفخ»
«اصطبحنا واصطبح الملك لله» عبارة تهمهم بها وهى ترفع الباب الحديدى، فيضىء نور الصباح محلها المظلم، هى سيدة أربعينية ترتدى عباءة وطرحة سوداوين، تخفيان فيهما أى معالم لكونها امرأة.. هى ليست «الست رضا»، بل «الأسطى رضا العجلاتى».
طفل صغير يحمل عجلته ويهرول نحوها: «والنبى يا خالتى انفخيلى العجلة».. تحملها عنه وتضحك: «والله إنت اللى تستاهل النفخ»، ضحكة «رضا» ليست صافية لكنها تحاول من خلالها أن تثبت عكس ذلك، فهى العائل الوحيد لأسرتها المكونة من زوج مريض وثلاث بنات وولد عاطل، تجمعوا لينسجوا «هم» رضا الجاثم على صدرها.
«البسكلتة.. البسكلتة بتمشى ع الأرض وع الحيط».. أغنية «اللمبى» الشهيرة تتردد فى المحل من خلال جهاز كاسيت: «يعنى بتوع العجل مالهمش نفس يسمعوا أغانى».. بهذه الكلمات دافعت «رضا» عن مهنة امتهنتها بالصدفة: «المحل ده بتاع جوزى.. جاله القلب.. مابقاش يقدر ينفخ عجل».
لم تكن «رضا» تتصور أن تنهى حياتها بلقب «الأسطى العجلاتى»، فسنوات عمرها ضاعت فى حمل هموم أسرتها: «زمان كنت باهرب من المدرسة وماكنتش عارفة قيمة التعليم.. وأهلى جوزونى عشان يخلصوا منى».
دموع رضا التى أغرقت عينيها وهى تحكى عن محاولاتها الفاشلة لاستكمال تعليمها، تجعلك تشعر بمأساتها الشديدة وهى تحاول اصطناع ابتسامة تخفى عجزها: «ماحدش بياخد غير نصيبه».
رضا التى لا تستطيع القراءة أو الكتابة أعطت صوتها الانتخابى لمن تشعر أنه يستحق: «ماحدش هيضحك عليا.. وماحدش يشترى صوتى.. أنا صوت للى أنا عايزاه ونفسى فى رئيس يمحى أمية الناس.. نفسى أعرف أقرا الجورنان».