شاب بالصف يقتل شقيقته خنقاً بعد هروبها 15 يوماً مع صديقها
قبل 22 يوماً.. فى قرية عرب «اسكر» بمنطقة الصف بالجيزة، اعتلى شاب سطح منزله، رافعاً راية بيضاء، كان يلوّح بها فى تقليد شعبى لدى أهالى تلك المنطقة معلناً «غسل عاره بيديه» بدم شقيقته الفاجرة.
كان الشاب، ويدعى «أحمد. ر»، قد انتهى لتوه من قتل شقيقته «مروة»، 17 سنة، خنقاً بإيشارب عقاباً لها على هروبها مع عشيقها إلى الإسكندرية.. وهو، بحسب اعترافات أحمد، ما جلب لأسرته العار ولطخ سمعتها بالوحل، ولدى عودتها بعد 15 يوماً من الغياب فى أحضان العشيق فوجئ القاتل بعودة شقيقته فجراً، لم يكتف بضربها، وبعد 3 أيام كان قد أنهى حياتها خنقاً.[FirstQuote]
التفاصيل، كما وردت على لسان عشيقها «هشام»، 21 سنة، لا تشبه لا بدايات ولا نهايات تلك العلاقات.. وصفها بأنها أطهر من قابل من البشر فى حياته وانتهى بوصلة بكاء لم يقطعها إلا لتوجيه اللعنات لشقيقها الذى اعتلى منزله ذات يوم مزهواً بسفك دمائها البريئة.
«كانت الساعة تجاوزت السابعة والنصف صباحاً يوم الأحد 11 أغسطس 2012، يحكى هشام: وقفت مروة طالبة الثانوى لتستقل سيارة أجرة للوصول إلى مدرستها، كانت تلك أول مرة أشاهدها فيها، لم تعرنى أى اهتمام، لكنى تتبعتها وركبت السيارة وجلست فى المقعد الأخير بالميكروباص وقلت لها: على فكرة أنا مش باعاكسك أنا معجب بيكى ومن القرية اللى جنبك وباراقبك بقالى شهر ونصف.. وعايز اتقدم لك للجواز.
بعد مرور 3 أشهر بدأ الشباب من أقارب مروة يتقدمون إليها بقصد الزواج وهى ترفض بحجة التعليم، ويوم 10 فبراير الماضى، توجهت إلى السوبر ماركت الذى يمتلكه شقيقها الأكبر أحمد، 28 سنة، وتعرفتُ عليه ثم طلبتُ منه يد شقيقته مروة للزواج فرفض بحجة أن نجل عمها يرغب بالزواج منها وأن بنات العائلة من الأعراب لا يتزوجن إلا أقاربهن وليس من الفلاحين».
الهروب
«فى نفس اليوم حدث اتصال بينى وبين مروة ورويت لها ما حدث وانتهى الحوار بيننا على الهرب إلى مدينة الإسكندرية والإقامة هناك للضغط على أسرتها للموافقة على الزواج، قمت بسرقة 10 آلاف جنيه من والدى ثم أخذت مروة وحجزنا مقعدين فى القطار من محطة الجيزة وتوجهنا إلى منطقة كرموز بالإسكندرية واستأجرت غرفتين فى فندق.
فى ذلك الوقت تجمع أشقاؤها الثلاثة داخل المنزل بالإضافة إلى العشرات من أفراد أسرة وأهالى القرية، واتفق الجميع على أننى وراء واقعة هروبها، وتم تحرير محضر فى قسم الشرطة واتهمونى بأننى السبب وراء اختفاء مروة، فاستدعت الشرطة والدى وأكد بأنه لا يعرف شيئاً عن الحادث، وداخل القسم وقعت مشادة بين أفراد الأسرتين، تدخلت قيادات الأمن وفضت الخلاف وأكدوا أنهم سوف يتابعون البحث».[SecondQuote]
الخطف
«صباح يوم 22 فبراير، فوجئ ضباط المباحث ببلاغ يفيد بقيام شقيق مروة باختطاف والدى و2 آخرين، وبعد الاتصال بهم وتدخل كبار العائلات تم إطلاق سراحهم بعد مرور 48 ساعة».. مضت أيام وصباح 3 مارس الماضى، وفى الساعة السادسة صباحاً، فوجئ شقيق الفتاة المختفية (المتهم) بطرقات على باب منزله، ثم فوجئ بحضور شقيقته وهى بحالة جيدة، لقّنها علقة ساخنة لتأديبها ثم اصطحبها إلى قسم الشرطة وحرر محضراً بعودتها، وروت له ما حدث وأكدت ندمها على فعلتها، فقام المقدم محمد مختار رئيس المباحث بتحرير محضر لأسرة الفتاة والشاب يفيد بعدم إيذائهما، ووُقع على المحضر وتسلم كل نجله.
الفضيحة
عادت طالبة الثانوى بصحبة أشقائها من قسم الشرطة إلى المنزل، ثم اصطحبها خالها ووالدتها إلى المستشفى العام وتم إجراء الكشف الطبى عليها، وجاء تقرير الطبيب بأن ابنتهم ما زالت عذراء، واتفق هو وأشقاؤه على أن شقيقتهم جلبت لهم الفضيحة وتم منعها من مغادرة باب المنزل، وبعد مرور أيام خرجت لغسل الأطباق أمام باب المنزل، فشاهدها شقيقها الأكبر ولقنها علقة ساخنة وقام بربطها بالحبال لمدة 10 أيام متواصلة، ولكن نظرات أهالى القرية لشقيقها الأكبر أشعلت النار فى عقله وقلبه.
يوم 20 مارس وقعت مشادة كلامية بين شقيق الفتاة وأحد أهالى القرية بسبب سعر كيلو سكر، ففوجئ بالأهالى يقولون له: «شوف بيتك حصل فيه إيه بدل ما انت بتعمل علينا راجل»، وعلى أثرها أغلق شقيق الفتاة محل البقالة الذى يمتلكه وحبس نفسه فى البيت.[ThirdQuote]
غسل العار
«جلست داخل المنزل لا أستطيع أن أرفع رأسى فى وجه أحد ومش قادر أبص فى وش أختى.. الجريمة نفذتها منذ 22 يوماً، الحديث للمتهم، كان بعد صلاة المغرب، استغليت عدم وجود والدتى وأشقائى ودخلت عليها الغرفة بتاعتها، ما اتكلمتش معاها، قلت لها: «سامحينى يا اختى ويا بنتى بس انتى اللى عملتى فينا كده وأجبرتينى أعمل كده.
مسكت شال كان معايا ولفيته على رقبتها وبدأت أخنقها، هى محاولتش تقاومنى لحد روحها ما طلعت فى إيدى، جلست بجوار جثتها لمدة نص ساعة وانا مش قادر أتكلم والدموع بتنزل من عينيّه، اتصلت بخالى وقلت له: أنا غسلت شرف العائلة وتعالى على البيت».
الراية البيضاء
«تمالكت أعصابى وحملتها وتوجهت بها إلى حوض مياه داخل المنزل وصنعت خشبة ونزعت عنها جميع ملابسها وتركت عورتها مستورة، وانتهيت من الغسل ثم طلبت من خالى أن يرفع راية بيضاء فوق سطح المنزل وتركناها لمدة يوم كامل، ثم أحضر خالى سيارة نصف نقل وحملنا الجثة بعد تكفينها وذهبنا إلى مدافن الأسرة، ولم نصلِّ عليها».
تمكّن فريق المباحث من كشف اللغز بعد ورود معلومات للعميد رشدى همام مفتش المباحث تفيد بقيام أسرة الفتاة التى اختفت من قبل برفع راية بيضاء، وهذا يدل على أن أفراد أسرتها قتلوها. تم تشكيل فريق من ضباط مباحث مركز الصف ضم العميد محمود شوقى مأمور القسم، والمقدم محمد مختار رئيس المباحث، والنقباء أحمد فاروق ومؤمن نصار وأحمد الحمزاوى، وأكدت التحريات صحة المعلومات، وألقى القبض على المتهم وأرشد عن الجثة، وبعد استصدار إذن من النيابة من قبَل محمد هانى وكيل أول النيابة استُخرجت الجثة وتبين أنها متحللة، وأمر هانى شتا رئيس النيابة انتداب فريق من الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة، واعترف المتهم بتفاصيل الجريمة وقررت النيابة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.