مصادر: ملف «المساعدات» سيكون الأبرز على مائدة النقاش
اجتماع سابق لـ«الكونجرس الأمريكى» «صورة أرشيفية»
ملفات عدة ستكون على طاولة الرئيس «السيسى» ونظيره الأمريكى «ترامب» فى لقائهما الأول داخل البيت الأبيض خلال الزيارة الأولى للسيسى إلى واشنطن منذ توليه منصبه الرئاسى، ومن بين هذه الملفات المهمة للجانب المصرى هو ملف المساعدات الاقتصادية التى أعلنت الإدارة الأمريكية وجود مقترح بتخفيضها خلال الفترة المقبلة.
وجاء اقتراح الرئيس دونالد ترامب بخفض ميزانية الوكالة الأمريكية من أجل زيادة الإنفاق العسكرى لمواجهة الإرهاب، مما يؤثر بشكل مباشر على الجانب المصرى الذى يتلقى سنوياً ما يقرب من 250 مليون دولار مساعدات تنموية بناء على اتفاقية كامب ديفيد المبرمة بين مصر وإسرائيل، فى الوقت التى تحدث فيها مسئولون أمريكيون عن عدم تأثر إسرائيل بخفض الميزانية.
«شكرى» أثار ملف المعونات الإقتصادية فى أكثر من زيارة.. وتلقى وعوداً ببحث الأمر فى «الكونجرس»
مصادر دبلوماسية أكدت أن ملف المساعدات سيكون له حضور بارز على طاولة المباحثات التى ستجمع الرئيسين عبدالفتاح السيسى ودونالد ترامب، لما تمثله تلك المساعدات من أهمية بالغة فى مجال التعليم والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، التى تسهم فى توفير المزيد من فرص العمل وتعزيز البنية التحتية فى مصر.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن الجانب المصرى سوف يؤكد ضرورة استمرار المساعدات مثلما ستستمر للجانب الإسرائيلى بناء على الاتفاقية الموقعة بين الأطراف الثلاثة (مصر وإسرائيل وأمريكا) وعدم الإخلال بها بما يحافظ على مصالح الدول الثلاث والعلاقات بينها. وأشارت المصادر إلى أن وزير الخارجية سامح شكرى تناول ملف المساعدات أكثر من مرة خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، وتلقى وعوداً ببحث الملف داخل لجان الكونجرس، ولكن التأكيد كان ناحية إمكانية تعزيز المساعدات العسكرية لمواجهة الإرهاب فى سيناء وتعزيز أمن المنطقة، ولم يتم التأكيد بشأن المساعدات الاقتصادية التى تتلقاها مصر منذ سنوات طويلة.
وأكدت المصادر الدبلوماسية أن الجانب المصرى سوف يطلب ضرورة تعزيز الاستثمارات الأمريكية فى حالة وجود قرار بخفض المساعدات التنموية للوكالة الأمريكية التى تقوم بالعديد من المشروعات فى مصر.
«العدوى»: أتوقع خفض المساعدات المقدمة لدول أخرى
ويرجح السفير عادل العدوى مساعد وزير الخارجية الأسبق، عدم اتجاه الولايات المتحدة إلى خفض المساعدات الاقتصادية المقدمة إلى مصر، ويرى أن الجانب الأمريكى يدرك أهمية دور مصر فى المنطقة خلال الوقت الراهن، وكذلك ما تمر به مصر من ظروف صعبة على الصعيد الاقتصادى ومكافحة الإرهاب. وتوقع «العدوى» عدم اتجاه واشنطن ممثلة فى الإدارة الأمريكية الجديدة إلى تخفيض المساعدات التنموية المقررة لمصر فى الوقت الحالى، وقال: «قد يكون خفض المساعدات الأمريكية لدول أخرى من الدول التى تساعدها الولايات المتحدة مثل لبنان وتونس والعراق واليمن وباكستان وغيرها من الدول الأخرى». وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن الأمر سيكون محل نقاش أساسى فى المباحثات التى ستجرى بين الجانبين خلال زيارة الرئيس السيسى إلى الولايات المتحدة.
واعتبر مسئولون أمريكيون أن قرار خفض الميزانية سيكون له أثر سلبى على مجال التنمية الذى يدعم الاستقرار فى الدول التى تشهد تهديدات والسعى لتحويلها من ساحة للقتال إلى دول ذات استقرار دائم، وقال عضو مجلس الشيوخ فى ولاية فلوريدا ماركو روبيو: «لا أؤيد اقتراح خفض ميزانية الشئون الدولية بنسبة 28٪ وتخفيض ميزانية البرامج التنموية التى تقودها وزارة الخارجية، لأن هذه البرامج جزء لا يتجزأ من أمننا القومى». وبحسب البنك الدولى فى تقرير نشره مؤخراً تلقت أفريقيا 9.3 مليار دولار من القروض الأمريكية المعتمدة لـ109 مشاريع فى السنة المالية لعام 2016، كما وافق البنك على ضخ 7.5 مليار دولار لـ41 مشروعاً فى منطقة شرق آسيا خلال الفترة الأخيرة.