دبلوماسيون: الرئيس سيطالب «ترامب» باعتبار «الإخوان» منظمة إرهابية
وفد من جماعة الإخوان أثناء زيارة الكونجرس الأمريكى «صورة أرشيفية»
منذ لقائه الأول مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مدينة نيويورك -سبتمبر الماضى- تعهد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حين كان مرشحاً للمنصب، بالدفع بمشروع قانون يدرج الإخوان جماعة إرهابية فى الولايات المتحدة.. فهل يمكن تنفيذ تعهده إذا طالبه «السيسى» بذلك خلال زيارته الحالية لواشنطن؟
دبلوماسيون توقعوا أن يطالب الرئيس «السيسى» نظيره الأمريكى بضرورة التعامل مع قضية الإخوان على محمل من الجد وأن يتم اعتبار تنظيم الإخوان جماعة إرهابية محظورة داخل الولايات المتحدة، مثلما تتعامل الحكومة المصرية مع هذا التنظيم.
السفير كمال عبدالمتعال، مساعد وزير الخارجية الأسبق، يرى أنه من الضرورى أن يطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى الجانب الأمريكى باعتبار الإخوان منظمة إرهابية داخل الولايات المتحدة بعد العمليات الإرهابية التى تشهدها بعض الدول الأوروبية وتعرضت لها بعض المدن الأمريكية، ويقول: «الجماعات الإرهابية كلها تحمل نفس المنهج والفكر والإخوان خرجت من رحمها جماعات أخرى متطرفة».
ويوضح «عبدالمتعال» أن اتخاذ الولايات المتحدة هذه الخطوة سوف يساعد فى تعزيز العلاقات بين مصر والدول العربية الأخرى التى لا ترغب فى التعامل مع الإخوان لإدراكها مدى تطرف الجماعة الإرهابية وأنها تعمل وفقاً للتنظيم وليس من أجل الدولة التى تنتمى لها.
ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى سحب وزير الدفاع الأمريكى الأسبوع الماضى ترشيحه للسفيرة الأمريكية السابقة فى مصر آن باترسون لتولى منصب رفيع فى البنتاجون مساعدة للوزير فى الشئون السياسية، وذلك بعد مواجهة قوية بالرفض من الكونجرس، وذلك لدورها فى دعم الإخوان فى مصر، ولعدم ترحيب القاهرة ودول بالمنطقة للتعامل مع «باترسون»، وهذه بداية جادة لرؤية أخرى ترى أن مصلحة أمريكا فى مناهضة الجماعة بعد أن اتضح دورها فى الإرهاب الذى يشكل الخطر الأكبر على أمريكا.
وتوقع السفير ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن يتخذ الجانب الأمريكى هذه الخطوة من خلال التأكيد المصرى، ولكن يرى أن إدراج الإخوان منظمة إرهابية قد يستغرق المزيد من الوقت للتشاور حولها بين الدوائر السياسية الأمريكية، ولكن تقديم الجانب المصرى للمستندات الكافية سوف يساهم فى التعجيل باتخاذ مثل هذه الخطوة.
وأوضح «الغطريفى» أن الولايات المتحدة لا تخلو من صراعات سياسية بداخلها، بين الإدارة الأمريكية الجديدة وبين عناصر أخرى تنتمى للإدارة الأمريكية السابقة وتدعم الإخوان؛ لذلك سوف يستغرق الأمر بعض الوقت ولكن سوف يصل فى النهاية لاعتبار الإخوان منظمة إرهابية من خلال التحركات المصرية والعربية الأخرى التى سوف تنسق معاً لتحقيق هذه الخطوة.
ويشير مساعد وزير الخارجية إلى أن أولى المهام على أجندة لقاء الرئيسين السيسى وترامب، هى العمل على أن تتحول هذه المؤشرات إلى سياسة عملية واضحة، ينبغى أن يكون لمصر فيها دور بارز.
يذكر أن مستشار «ترامب» لشئون الشرق الأوسط وليد فارس أعلن فى تصريحات رسمية سابقة أن المرشح الجمهورى «يعتزم، فى حالة نجاحه، المبادرة بمشروع القرار الحالى المعروض على الكونجرس الأمريكى باعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية محظورة، لكن الأمر يتوقف فى النهاية على الأغلبية التى تمكنه من تحقيق ذلك فى غرفتى البرلمان».
وفى سبتمبر الماضى عقد السيسى لقاء مع ترامب لدقائق فى مقر إقامته فى نيويورك، وقالت حملة المرشح الجمهورى فى بيان إن ترامب أكد ضرورة العمل مع مصر من أجل هزيمة الإرهاب، كما تعهد بتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر، وتقديم الدعم الكامل للقاهرة فى مواجهة التحديات المختلفة.