«السيسى» فى واشنطن: الاقتصاد يسبق السياسة
الرئيس «السيسى» خلال لقائه مع مسئولى جنرال إليكتريك
استهل الرئيس عبدالفتاح السيسى لقاءاته الرسمية خلال زيارته للعاصمة الأمريكية واشنطن بلقاء الدكتور جيم يونج كيم، رئيس البنك الدولى، ثم جيف أميلات، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذى لشركة جنرال إليكتريك، وحتى مثول الجريدة للطبع، كان من المنتظر أن يلتقى الرئيس ممثلى الجالية المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وكان «السيسى» وصل مساء أمس الأول إلى قاعدة أندروز العسكرية فى واشنطن فى أول زيارة رسمية له إلى الولايات المتحدة الأمريكية، منذ توليه الرئاسة، على رأس وفد رفيع المستوى، يضم كلاً من الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، وسامح شكرى، وزير الخارجية، والمهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، وعمرو الجارحى، وزير المالية، وخالد فوزى، رئيس المخابرات العامة.
«السيسى» يبدأ برنامج زيارته لواشنطن بلقاء رئيس البنك الدولى.. وقمة مع الرئيس الأمريكى اليوم
واستقبل «السيسى» فور وصوله كل من السفير ياسر رضا، سفير مصر لدى واشنطن، وروز مارى بولى، مدير مراسم الخارجية الأمريكية، والكابتن سكوت فولار، القائد البحرى لقاعدة أندروز العسكرية، والشيخ طارق الجوهرى، ممثل مسلمى الجالية المصرية، والأنبا توماس مخلوف، ممثل أقباط الجالية المصرية، وأعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية فى واشنطن.
وفور وصوله إلى مقر إقامته فى واشنطن، استقبله المئات من أعضاء الجالية المصرية بالأعلام وهتافات الترحيب، وبادلهم الرئيس التحية، فيما أغلقت شرطة واشنطن المنطقة المحيطة بالفندق أمام السيارات والمارة وفرضت «كوردون أمنى» على المنطقة المحيطة، والذى سبقه عمليات تأمين كاملة من طائرات الهليكوبتر التى رافقت موكب الرئيس فى طريقه من المطار وحتى مقر إقامته.
ويعقد الرئيس، اليوم، قمة مع نظيره الأمريكى، دونالد ترامب، فى البيت الأبيض، لبحث عدد من القضايا الثنائية والإقليمية، بما فى ذلك محاربة تنظيم داعش ودعم السلام والاستقرار فى المنطقة، ومن المتوقع أن تتناول المحادثات أيضاً آفاق تعزيز العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ومصر.
ومن المنتظر أن يبحث خلالها الرئيسان الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إضافة إلى مكافحة الإرهاب، فى ظل ما أعلنه مسئول بالبيت الأبيض من أن «ترامب» يؤيد نهج «السيسى» فى مكافحة الإرهاب الذى يشمل الجهود العسكرية والسياسية، إضافة إلى مساعيه لإصلاح اقتصاد مصر ودعواته إلى إصلاح وتجديد الخطاب الدينى.
الجالية المصرية تستقبل الرئيس بالأعلام.. وطائرات الهليكوبتر ترافق الموكب من المطار حتى مقر الإقامة... والمتحدث باسم الرئاسة: الرئيس سيعقد لقاءات مع أعضاء الكونجرس الأمريكى ورؤساء اللجان المختلفة ولقاء مع مديرة صندوق النقد لمتابعة ما تم تحقيقه خلال برنامج الإصلاح الاقتصادى
ومن المتوقع أن يتطرق الرئيسان إلى مناقشة الأزمة السورية، وضرورة طرح مبادرة عربية لحل الأزمة، وتكون مبادرة توافقية عربية، وذلك حتى يتسنى الحفاظ على الوحدة السورية، حيث إن هناك توجهاً مصرياً أمريكياً بضرورة الحفاظ على الجيش السورى وعدم تقسيم سوريا.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الزيارة الحالية للرئيس السيسى لواشنطن تأتى فى إطار زيارة عمل للولايات المتحدة فى أول لقاء مع الإدارة الأمريكية الجديدة فى إطار روابط الشراكة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين على مدى عقود طويلة.
وأشار السفير علاء يوسف، فى تصريحات للوفد الإعلامى، أمس، إلى أن هذه العلاقات دائماً ما كانت عنصراً رئيسياً فى إرساء دعائم السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط على مدى السنوات الماضية.
وأوضح أن الزيارة تهدف إلى بدء التنسيق والتشاور مع الإدارة الأمريكية الجديدة وإطلاعها على أهم التطورات السياسية والاقتصادية التى تشهدها مصر، بالإضافة إلى تبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية وأهم التطورات التى تشهدها النزاعات فى الشرق الأوسط.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة أنه إلى جانب لقاءات الرئيس السيسى مع الإدارة الأمريكية، ستكون هناك أيضاً لقاءات على مستوى الكونجرس الأمريكى وأعضاء ورؤساء اللجان المختلفة فى مجلسَى الشيوخ والنواب الأمريكيين، وكذلك لقاءات مع مجتمع الأعمال الأمريكى ومع أعضاء غرفة التجارة وأهم الشركات التى تعمل فى مصر أو ترغب فى الدخول إلى السوق المصرية.
«نيوزويك» تصف الرئيس بالرجل القوى والقائد.. ومسئول بالبيت الأبيض: الرئيسان يبحثان تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية.. و«ترامب» سيستمع إلى آراء «السيسى» حول «التنظيم»
وأشار إلى أن الرئيس السيسى سيعقد أيضاً لقاء مع مديرة صندوق النقد لمتابعة ما تم تحقيقه خلال تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى بدأته الحكومة المصرية فى شهر نوفمبر من العام الماضى. وشدد على أن زيارة الرئيس السيسى للولايات المتحدة تكتسب أهمية كبيرة لأنها تأتى فى وقت تتزايد فيه التحديات فى منطقة الشرق الأوسط، وهناك تحديات مشتركة تواجهها مصر مع الولايات المتحدة وعلى رأسها تحدى الإرهاب، حيث ستكون الزيارة فرصة لإطلاع الجانب الأمريكى على مواقف الجانب المصرى ورؤية مصر لسبل حل هذه المشكلة التى أصبحت آفة يجب العمل على القضاء عليها من خلال جهد دولى واستراتيجية شاملة لا تقتصر فقط على الجوانب الأمنية والعسكرية وإنما تغطى أيضاً الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية.
وأشار المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إلى أن الجانب الاقتصادى جانب هام من مباحثات الرئيس السيسى مع كبار المسئولين الأمريكيين ليس فقط لإطلاعهم على خطوات الإصلاح الاقتصادى فى مصر وإنما أيضاً لتقييم برامج المساعدات التى قدمتها الولايات المتحدة لمصر على مدى عقود طويلة والعمل على تطويرها وتحسينها لتحقق الفائدة المرجوة منها، فالإدارة الأمريكية الجديدة فى مرحلة بلورة تصورها لهذه المساعدات.
وقال «يوسف» إن البيت الأبيض أصدر بالأمس بياناً يؤكد دعم الولايات المتحدة لمصر لتحقيق برنامج الإصلاح الاقتصادى ودفع مسيرة التنمية الاقتصادية فى مصر ومد اليد لمصر لمساعدتها على التنفيذ الكامل لبرنامج الإصلاح الاقتصادى.
وأكد «يوسف» أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الرئيسية لمصر وتحتل مرتبة متقدمة فى السياسة الخارجية المصرية وأن مصر لم تألُ أى جهد على مدى سنوات طويلة من أجل العمل على التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة تقوم على قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، لافتاً إلى أن الاجتماع الثلاثى التنسيقى الذى عقده الرئيس السيسى على هامش القمة العربية فى الأردن مع الملك عبدالله الثانى والرئيس محمود عباس كان فرصة للتشاور بشأن سبل دفع عملية السلام.
وفيما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان، قال «يوسف»: «سيتناول الرئيس السيسى خلال الزيارة كافة التطورات السياسية فى مصر، وستكون فرصة لإطلاع الأمريكيين مباشرة على حقيقة الوضع فى مصر والاستماع إلى ملاحظاتهم والرد عليها».
وحول ما يثار بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قال علاء يوسف إن الرئيس السيسى سيُطلع الجانب الأمريكى على موقف مصر ورؤيتها لكافة جوانب المسألة باعتبار ما لمصر من اطلاع على الأوضاع فى المنطقة.
وأضاف أن القضايا الإقليمية تمثل عنصراً رئيسياً فى مباحثات السيسى فى الولايات المتحدة لإطلاع المسئولين الأمريكيين على موقف مصر الداعم للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمات فى المنطقة باعتبارها السبيل الوحيد لإنهاء العنف ووقف إراقة الدماء، فضلاً عن التأكيد على موقف مصر بضرورة اعتبار كل التنظيمات المتطرفة فى المنطقة على أنها وجه واحد بمسميات مختلفة.
وأشار إلى أن الرئيس سيلتقى خلال الزيارة بعدد من الشخصيات المؤثرة وذات النفوذ فى المجتمع الأمريكى والعديد من الشركات الأمريكية الراغبة فى الاستثمار فى مصر، حيث تسعى مصر من أجل العمل على زيادة التبادل التجارى ونشاط الشركات الأمريكية فى مصر والمساهمة فى المشروعات القومية الكبرى فى مصر، لافتاً إلى أن الاستثمارات الأمريكية فى مصر وحدها تمثل ٣٣٪ من إجمالى الاستثمارات الأمريكية فى القارة الأفريقية. ولفت إلى أن الرئيس السيسى سبق أن وجّه الدعوة لترامب لزيارة مصر عندما هنّأه بتولى منصبه الجديد، وشدد على أن مصر منفتحة على الجميع وتعمل من أجل البناء والتنمية.
وأكد سامح شكرى، وزير الخارجية، أن العلاقات «المصرية الأمريكية» متشعبة وعميقة على مدى عقود طويلة، مشيراً إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى سيركز خلال زيارته على الجانب الاقتصادى، وذلك حتى تنطلق مصر نحو وضع أفضل يحقق طموحات الشعب المصرى. وقال «شكرى» فى تصريح خاص للتليفزيون المصرى، أمس، إن العلاقات بين البلدين لها مناح عديدة، مشيراً إلى أن صناعة القرار فى الولايات المتحدة تتم من خلال الإدارة الأمريكية والكونجرس وأيضاً هناك تأثير للمراكز البحثية والمنظمات المجتمعية التى تعمل فى الإطار السياسى.
وأضاف «شكرى» أن الرئيس عبدالفتاح السيسى سيلتقى مع قطاع عريض من متخذى القرار فى الإدارة ومراكز الأبحاث، لافتاً فى الوقت نفسه إلى وجود تواصل مع كبرى الشركات الأمريكية، وأن الرئيس السيسى سيلقى كلمة فى غرفة التجارة الأمريكية، وذلك على مسمع من قطاع عريض من شركات هامة فى الولايات المتحدة، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تملك قدرة اقتصادية ضخمة يمكن أن تساهم فى دعم الاقتصاد المصرى من خلال زيادة الاستثمارات المباشرة وإتاحة الفرصة أمام مصر للتفاعل مع المؤسسات الائتمانية الدولية، موضحاً أن هذه الأمور حيوية بالنسبة لخطة إصلاح الاقتصاد المصرى.
ووصفت مجلة «نيوزويك» الأمريكية فى تقرير مطول لها، أمس، الرئيس عبدالفتاح السيسى بالرجل القوى والقائد الذى استطاع تحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقالت إن «دعوة الرئيس دونالد ترامب للرئيس عبدالفتاح السيسى تأتى فى إطار إحياء العلاقة بعد تجمدها خلال فترة أوباما».
ونقلت المجلة تصريح مسئول بالبيت الأبيض، قوله: «إن المسائل الأمنية ستكون محور الاجتماع»، وأضاف أن «ترامب يدعم دعوة السيسى إلى إصلاح الخطاب الدينى فى مصر، وسيستمع إلى آراء السيسى حول جماعة الإخوان، ومناقشته فى تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية».