تراجُع مظاهرات الإخوان ضد النظام وسياسيون: يعيشون مرحلة الضعف
صورة أرشيفية
تراجعت مظاهرات تنظيم الإخوان فى أمريكا، المعتادة ضد النظام المصرى، خلال الزيارة الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى واشنطن، واختفت عناصر التنظيم ومؤيدوه من أمام البيت الأبيض والكونجرس، فيما شارك عدد محدود من الإخوان فى تجمعات ووقفات لـ«الشو الإعلامى»، قالوا إنها لمعارضة سياسات النظام، دون أن يرفعوا شعارات التنظيم المعتادة، وعلامة «رابعة»، أو يطالبوا بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى. وهو ما أرجعه سياسيون وإسلاميون إلى تغير السياسة الأمريكية تجاه التنظيم بصعود دونالد ترامب رئيساً لأمريكا، فضلاً عن ضعف التنظيم وعدم سيطرته على الجاليات الإسلامية فى الخارج، وخشيته من التقارب بين الرئيسين الأمريكى والمصرى.
«فهمى»: الجماعة فقدت قنواتها داخل الميديا الأمريكية.. و«إبراهيم»: التنظيم يواجه انهياراً كاملاً
وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن حراك الإخوان فى الفترة الماضية ضعيف، نتيجة فقدان التنظيم قنوات التأثير داخل الميديا الأمريكية، وهذه الأمور مرتبطة بأداء الدولة المصرية، فهناك ثقة كبيرة فى مؤسسات الدولة داخل مصر وخارجها، لافتاً إلى أنه حتى «الشو الإعلامى» للإخوان انحسر، فى ظل التغطية المهنية للإعلام المصرى، ما يكشف عن تراجع الإخوان على الأرض، فضلاً عن التجاوب الأمريكى الرسمى، سواء على مستوى الإدارة أو الكونجرس أو الإعلام مع الدولة المصرية.
وقال الدكتور ناجح إبراهيم، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إن أظافر الإخوان تم تقليمها، خصوصاً بعد تراجع زخمهم وغطائهم السياسى المتمثل فى الإدارة السابقة، مضيفاً: «التنظيم يواجه انهياراً كاملاً بعد تغير الإدارة من أوباما إلى ترامب، وهى ترى الجماعة إرهابية وتسعى لدى مجلس الشيوخ لإقرار ذلك، لذلك فإن أى محاولة من التنظيم لحشد عناصره ستكون بمثابة الضربة القاضية له، وستدفع ترامب إلى استصدار قانون باعتبار عناصره إرهابيين، وهو ما يفسر انكماشهم، واستمرار الضغط سيحول دون رجعتهم».
وقال النائب محمد أبوحامد إن الإخوان يحشدون دائماً باستخدام الأموال وبتواطؤ من أجهزة وأنظمة الدولة التى يحشدون فيها، ومن الواضح أن التنظيم فقد دعم الدول بشكل كبير، مضيفاً: «الإخوان عندما تفقد القوة والتأثير وتفشل فى فرض إرادتها بالقوة تحاول الوجود ولو بالمظاهرات الهزيلة، وهدفها حالياً هو العودة للحياة السياسية والاجتماعية، وإن كان كيدهم لمصر وأهلها مستمر ولن يتغير، وعلى الدولة بأجهزتها المختلفة الانتباه لذلك».
وقال ثروت الخرباوى، القيادى الإخوانى المنشق، إن هناك توافقاً بين إدارة «ترامب» والدولة المصرية حول ضرورة مواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وهو ما جعل الإخوان فى حالة فزع ورعب، بدليل أن القيادى الإخوانى جمال حشمت صرح فى السابق بأنه «بعد فوز ترامب، عليهم من الآن الاعتماد على الله»، ومع ذلك «فالتنظيم يحاول الآن الظهور بصورة وسطية، وتبرئه نفسه من العنف، لكن لن يكون له مستقبل حركى أو سياسى على الإطلاق داخل المجتمع المصرى، والموضوع مسألة وقت».