خضار «على النوتة»: خذ اللى يكفيك.. والحساب آخر الشهر
«مجدى» بائع خضار فى عين شمس
يجلس على الرصيف بين أقفاص الطماطم والخيار والكوسة والبطاطس، وفى يده دفتر يدوّن فيه البضاعة التى تخرج من فرشته دون مقابل، فبعد ارتفاع أسعار الخضراوات وجد نفسه مضطراً إلى البيع «ع النوتة»، أفضل من تراكم البضاعة وتلفها عنده. مجدى جلال، 73 عاماً، لجأ إلى هذه الطريقة رغم أنه ليس لديه محل، حتى يخفف العبء عن الزبائن وعن نفسه.
يقدم «أبوعماد» لكل زبون من زبائنه ورقة حساب كل شهر مدوناً فيها كل ما سحبه خلال الشهر، ليكون السداد بالنسبة له كراتب شهرى ينفق منه طيلة الثلاثين يوماً: «بحس إنى موظف وباخد مرتبى زى أى حد شغال فى شركة، ببيع لأى زبون اللى هو عايزه حتى لو مش معاه فلوس، وأدوّن فى النوتة ونتحاسب أول الشهر».
يفترش «أبوعماد» أحد أرصفة شارع مساكن عثمان بمنطقة عين شمس، منذ التاسعة صباحاً، وحتى غروب الشمس، يأتى بالخضار الطازج من صفط اللبن بمحافظة الجيزة، فى آخر اليوم يبيع بواقى الخضار بأسعار تختلف عن أول النهار: «اللى بنبيعه غالى الصبح بالليل ببيعه بالرخيص عشان بيبقى بواقى».
«رحم الله عبداً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى».. حديث شريف يتعامل به الرجل السبعينى مع زبائنه حتى لا يزيد من أعبائهم، فبعد موجة ارتفاع الأسعار التى تشهدها أسواق الخضار مؤخراً، لم يجد أمامه ما يخفف عنهم معاناة الشراء سوى «التقييد ع النوتة»، رغم أنه لا يجيد القراءة والكتابة: «بطلب من كل واحد يكتب اسمه فى النوتة وقدامها الأصناف اللى اشتراها وأسعارها، ولما يشترى تانى يكتب الجديد فى نفس الصفحة».