من "البطرسية" لـ"المرقسية".. عقارب الساعة شاهدة على جرائم الإرهاب
ساعة الكنيسة المرقسية بالعباسية ومار جرجس بطنطا
تسير عقارب الساعات مثلما اعتادت دوما دون توقف أو انقطاع، تتلاقى عقاربها داخل الكنائس كما المساجد لتظهر توقيتات إقامة الصلاة وتعلم المسيحيين أوقات بدء القداس مثلما تعلم المسلمين أوقات بدء الصلاوات الخمس، تسير عقاربها في صورة متجانسة حتى يجلس حاضروا الكنائس لتلقي الموعظة من البابا، ولكن وبدون سابق إنظار تتوقف لتعلن عدم عملها مرة أخرى وتكون واحدة من الشواهد على حدوث انفجار هائل هز كيان الكنيسة سواء أكان في الكنيسة المرقسية بالعباسية أو نظيرتها مارجرجس بطنطا، لتكون ساعة الحائط هي الوثيقة التي تؤرخ للحظات تلك الانفجارات المروعة.
أربعة أشهر كانت فاصلا زمنيا بين توقف عقارب ساعة الكنيسة المرقسية بمنطقة العباسية بالقاهرة، والتي وقع تفجيرها في 11 ديسمبر من العام الماضي في تمام الـ9.57 صباحا، وراح ضحيته 29 شخصاً وأصيب 31 آخرين في الكاتدرائية المرقسية في العباسية بمدينة القاهرة، بسبب عبوة ناسفة تزن 12 كيلوجراما. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تفجير هذه الكنيسة.
ساعات كنيسة مارجرجس بطنطا تتوقف عند الساعة الـ9.04 دقائق صباحا لتعلن موعد تفجير آخر لحق بكيانها والذي قتل فيه 27 شخصا فيما أصيب 78 آخرين بانفجار داخل الكنيسة، وذلك بعدما تواجد مئات الأقباط للاحتفال بعيد السعف (الشعانين)، حتى هرعت سيارات الإسعاف للمكان لنقل المصابين والقتلى، والتي تكشف بشاعة التفجير الإرهابي الذي استهدف الأقباط خلال احتفالهم بـ"أحد السعف".