ماجدة: مسكت جاكيت شبه بتاع جوزى وقلت دا «مجدى».. وواحدة تانية قالت لى «والمسيح دى جثة جوزى»
مجدى
من داخل بيته أمام كنيسة مارجرجس بطنطا، يجلس مجدى فوزى، 55 عاماً، على كنبة، ويرفع رجليه على المنضدة المواجهة له، وجهه شاحب، تعلو رأسه صورة المسيح، يقول: «نجيت من الموت.. ربنا العالم».
يقول «مجدى» إنه استيقظ من نومه فى الساعة السابعة صباحاً، حضّر فطوره المعتاد وارتدى ملابسه، وحاول أن يأخذ زوجته «ماجدة» معه للصلاة، ولكنها لم تستجِب، إذ كانت لا تزال تحت تأثير النوم، قالت له: «روح انت وأنا هقوم وأحصلك»، هذا ما يحكيه «مجدى»، أنه فور خروجه من بيته لم يدخل كنيسة مارجرجس للصلاة فيها كما اعتاد، وذهب إلى كنيسة العذراء التى تجاورها بعدة أمتار، يقول «مجدى» إن القدر حال بينه وبين دخول الكنيسة وقت الانفجار.
تجلس «ماجدة» وجسدها لا يزال يرتجف، وآثار «الكحل» تحيط بعينيها، ترد على مكالمات هاتفية من أقاربها لا تنقطع، لتطمئنهم على أهل بيتها، تبدأ المكالمة: «الحمد لله ربنا نجانا»، ثم تنتحب وتصف مشاهد الأشلاء والجثث، تقول «ماجدة»: «سمعت صوت الانفجار قمت هبّيت من مكانى»، وتضيف أنها دخلت تجرى وتهرول نحو الكنيسة، وبقيت تبحث فى وسط الأشلاء عن زوجها.
«مسكت جاكيت شبه بتاع مجدى جوزى بالظبط وقلت ده جوزى اللى مرمى فى الأرض.. وست تانية تقول لى: والمسيح ده جوزى وتمسح الدم من على وشه»، هكذا وصفت «ماجدة» المشهد من داخل الكنيسة بعد الانفجار فى ثوان، ترتجف وتبكى وتقول: إن الضحايا أعدادهم كبيرة والمشهد من الداخل كان كابوساً، لم تعرف متى صحت من نومها وكيف وجدت نفسها تبحث فى وسط الأشلاء.
تؤكد «ماجدة» أنها ظلت واقفة وسط الضحايا والأشلاء، لم تتمكن من الحركة، حتى جاءها صوت أختها وهى تصيح خلفها قائلة: «ما تقلقيش على مجدى كلمته فى التليفون وقال لى إنه عند العدرا»، تقول «ماجدة» إنها انفجرت فى البكاء واحتضنت شقيقتها فى طريق العودة إلى البيت، من هول صوت الانفجار والصدمة، خرجت للبحث عن زوجها داخل كنيسة مارجرجس المواجهة لها، ولم تفكر للحظة بالاتصال به هاتفياً.
يقاطعها «مجدى» قائلاً: «كل أولادنا مسافرين، محدش راح الكنيسة، ورجعت لقيت مراتى منهارة وبتعيط ومش مصدقة إنى عايش».