الشمامسة أول ضحايا التفجيرات.. «خدمة على أعتاب الشهادة»
شمامسة الكنيسة الذين استشهد بعضهم وأصيب آخرون فى الحادث
«اذكرونا أمام عرش النعمة» تناقلت الألسن الجملة، مرفقة معها صور ملابس الشمامسة الذين سقطوا ضحية للحادث الإرهابى بطنطا، مختلطة بالدم وسط الزعف، يترحم عليهم الجميع، مؤكدين أنهم أكثر الضحايا سقوطاً، متمنين لهم النعيم فى السماء، بعدما اغتالتهم أيدى الإرهاب، إلا أن سقوط العدد الأكبر منهم يشير إلى أن الانفجار كان بالقرب من الهيكل داخل الكنيسة.
القس فايز: «دورهم مساعدة الكاهن فى القداس ومعنى قتل عدد كبير منهم أن الانفجار كان فى عمق الكنيسة»
بأصوات جميلة، يقفون فى صف منتظم بملابس بيضاء مميزة نُقشت عليها الصلبان، يساعدون الكاهن فى تأدية القداس، ويقومون بالتراتيل والشدو بالألحان، يحفظونها فى سن صغيرة ويتعلمون مساعدة الكاهن عبر منهج كنسى لإعداد خدام للكنيسة، ولهم حياتهم الشخصية تماماً بدءاً من التعليم والوظائف إلى الزواج، إلا أنهم كانوا أول من سقط فى الانفجار: «غالبية الشهداء من الشمامسة، ودول ناس أطهار وبيقوموا بدور خدمى بحت، وبدون أى مقابل، ولا ينتظرون شكراً من أحد، حرام اللى حصل فيهم» قالها مايكل منير، عبر صفحته الشخصية، مضيفاً: «كانوا بيرتلوا ألحان استقبال المسيح، فاستقبلهم هوه بنفسه» بينما نُشرت صور لبعض الشمامسة الذين سقطوا ضحية الانفجار، كُتب تحت إحداها: «عادل سليمان، فخرى لطيف، صموئيل جورج، شادى كمال، دى أسماء شمامسة ماتوا على الخورص، ودى دلالة على إن اللى فجّر نفسه أو الشىء اللى زرعه قريب منهم جداً».
القس فايز نادى ميخائيل أوضح أن عمل الشماس يكمن فى خدمة الكنيسة بكافة الأشكال، وأنهم يبغون بذلك الثواب من الله، ويتم تدريبهم فى سن صغيرة على معاونة القس فى التراتيل والألحان: «اللغة القبطية صعبة وبالتالى بيبدأوا فى تعلمها وهم صغار»، يحكى راعى الكنيسة الأسقفية بمدينة السلام، مشيراً إلى أنهم يخضعون لدورات تدريبية مكثفة ليقوموا بالـ«مردات» وهى ترديد لصلوات الكاهن، مشيراً إلى أن المذبح لا يدخله سوى الكاهن ومجموعة من الشمامسة الذين يساعدونه فى تقديم الذبيحة وغيره من الأمور التى يطلبها: «بيبقوا على قدر كبير من الخلق والدين والمسامحة، والشماس مالوش سن معينة، قد يكون شاباً وقد يكون كهلاً كبيراً، وبيبقى اسمه أرشيدياكون، وهو كبير الشمامسة»، منوهاً بأن أن وفاتهم تعنى وجود الشخص الانتحارى أو المادة المتفجرة قرب المذبح.