بالصور| طوبى للمصلّين رغم أوجاعهم
جثامين الشهداء تشيع بدون قداس بالدموع والآهات والصلوات مستمرة.. وأحد الشعانين وأربعاء أيوب وخميس العهد والجمعة العظيمة أيام الحزن الكبير
صلوات لا تنقطع.. ترانيم ترتفع للسماء معلنة بداية أسبوع الآلام، المسيح يدخل أورشليم على حمار، ليستقبله أهالى المدينة بالسعف وأغصان الزيتون «خلصنا»، السعف يتلون بالدم على أبواب كنيستى مارمرقس بالإسكندرية ومارجرجس بطنطا، وصورة المسيح المرسومة على الجدران تطولها أشلاء الشهداء، الصلاة مستمرة، والسعف مرفوع فى اتجاه السماء، الآلام تتواصل منذ أكثر من ألفى عام فى أسبوع واحد: «أحد الشعانين»، و«اثنين وثلاثاء البصخة»، و«أربعاء أيوب»، و«خميس العهد»، و«الجمعة العظيمة»، و«سبت النور»..
يسير المسيح فى شوارع أورشليم «جئت إلى العالم نوراً، فمن آمن بى لا يبقى فى الظلام»، الأنغام تتصاعد، والصلوات تعانق الأجراس، الأكف مرفوعة بالدعاء، والعيون مغلقة خشوعاً ورهبة، السعف على الرؤوس وحول المعاصم، وفى الأصابع..
الجرح ينبض بالدم والحناجر تردد بعذوبة: «يا ملك السلام أعطنا سلامك».. ولن تغلق الكنائس أبوابها ولن تطوى الأناجيل مهما تواصلت هجمات الإرهاب الغادر
أصداء التفجيرات الإرهابية التى استهدفت الكنائس المصرية فى مفتتح الأسبوع الحزين تتسلل إلى داخل الهياكل المقدسة، لكنها لا تمنع الصلاة، صوت الشمامسة أعلى، والحزن ليس جديداً، بل لعله الدافع للاستمرار فى الصلاة، لن يقام قداس لشهيد، هكذا تفرض العقيدة طالما حدث الانتقال خلال أيام الحزن، المسيح يواصل السير «مبارك الآتى باسم الرب»، ينتهى الصوم الكبير، وتبدأ الاحتفالات، وربما تغيب هذا العام، لكن لا مفر من إقامة الصلوات، لن تترك الكنائس خاوية، لن يهجرها أصحابها، ولن تغلق الأبواب، لن يتوقف الإنشاد، ولن تُطوى الأناجيل، الجرح مفتوح على اتساعه، ينبض بالدم، والشهداء سيُشيَّعون بالدموع والآهات، فيما الحناجر تردد بكل عذوبة «يا ملك السلام.. أعطنا سلامك».