مخاوف الأمهات: التوعية من التحرش تبدأ من KG1
تحرش
فى تلك اللحظة التى تختفى فيها الابتسامة ويحل الصمت، ويتحول صوت البراءة إلى أنين، ليصبح التحرش جريمة ترتكب فى دور الحضانة، هنا تقع الأمهات فى براثن الخوف الذى يصل إلى فزع على أطفال لا تتجاوز أعمارهم أصابع اليد الواحدة، فى السابق كان خوف الأمهات ونصائحهن المتكررة تستهدف الفتيات والشباب فى سن المراهقة، الآن أصبح الأطفال فى مرمى شباك المتحرشين والمغتصبين، ما أثار حيرة الأمهات وفزعهن: «طب العيال الصغيرة نفهمهم إزاى موضوع التحرش».
واقعة تعدى طفل عمره 5 سنوات على زميلته بالحضانة، وقبلها اغتصاب طفلة رضيعة، وغيرهما من الحوادث التى يروح ضحيتها الأطفال، جعل مروة محمد -ربة منزل- تخشى على طفلها من تعرضه لمثل هذه الحوادث: «كل يوم أنصحه وأقول له محدش يدخل معاك الحمام.. انت المسئول عن نفسك وبس.. محدش يهزر معاك بإيده فى حتة ممنوعة.. ممنوع حد يلمسك أو يبوسك من بقك»، مؤكدة: «كل ما أسمع عن البلاوى دى قلبى يوجعنى على ابنى».
راوية الشريف (31 عاماً)، تعتمد على إقامة علاقة قوية مع صغيرها حتى تحصل على تقرير يومى عن الساعات التى يقضيها داخل الحضانة: «طول ما أنا قاعدة أقول يا نوح ماما هتحبك لو سمعت كلامها ومرحتش مع أى حد.. ومنلعبش مع الناس الكبيرة.. ومنقعدش على رجل حد»، فما بين وجبتى الغداء والعشاء هناك 10 دقايق يومياً تقضيها «راوية» فى توجيه طفلها إلى ما يتوجب فعله، حتى لا يقع ضحية لمثل تلك الحوادث: «قلبى بيتقبض مع كل مرة بسمع فيها الحاجات دى».
وتوجه فاطمة عبدالغنى (29 عاماً) النصائح لطفلتها أثناء ذهابها وإيابها من الحضانة: «محدش يلعب معاكى استغماية ويقول لك تعالى ندور على حد.. مبنقعدش ع رجل حد.. مفيش دخول ع النت دا للناس الكبيرة بس»، فى محاولة منها أن تُبعدها عن تلك الشبهات.
«70% من سلوكيات الطفل الخاطئة مكتسبة من الإعلام المصرى»، كلمات أحمد مصيلحى، محامٍ فى الائتلاف المصرى للدفاع عن حقوق الطفل، حيث يرى أن الأفلام العدوانية والهابطة هى التى تدفع الطفل إلى التجريب، كما أن الأسرة يقع عليها عبء السلوك الناتج عن الأطفال، فى حال رؤيتهم للأب والأم يمارسان سلوكيات خاطئة، حيث يدفعهم الإدراك اللاواعى للتجربة.