عائلة سكندرية تتوارث صناعة «الحنطور الملكى»: احموا تراثكم من الانقراض
الحاج «على» أمام إحدى العربات
فى أحد أزقة شارع الخديوى وسط الإسكندرية، جلس الحاج على جابر، صاحب الـ68 خريفاً، القرفصاء ممسكاً بأدواته بتركيز لا ينقطع على مدار أكثر من 15 ساعة فى اليوم، لإحياء صناعة أوشكت على الانقراض، تعلمها والده وجده من اليونانيين والإيطاليين، الذين استقروا فى مصر أثناء العهد الملكى.
«لو كل صنايعى عمل شغله بفن ماكانش فى مهن تندثر.. إحنا مصممين نعيد مهنة عربات الحنطور الملكى لإسكندرية إحياءً لتراث أجدادنا ودعماً للسياحة».. كلمات «الحاج على» المهتم اهتماماً شديداً بإعادة صناعة عربات الحنطور الملكية التى كانت تغزو كورنيش الإسكندرية منذ عقود، واندثرت تحت تأثير الأشكال الحديثة وازدحام طريق البحر بالسيارات والمارة: «جدى الحاج حسن سليم كان شريك خواجة إيطالى واتعلم منه الصنعة، وكان أول مصرى يحترف صناعة عربات الحنطور وافتتح أول ورشة لتصنيعها سنة 1880 فى شارع الخديوى بالإسكندرية، ثم امتد نشاطه إلى العاصمة، حتى أصبحت أشهر ورشة فى مصر، يتهافت عليها الزبائن والمهتمون بالتراث المصرى».
وحسب تأكيده فإن جده هو الذى صنع فى آخر عمره حنطور الملك فاروق والملكة فيكتوريا والفنان محمد عبدالوهاب والكثير من رجال حكم العصر الملكى، ثم انتقلت المهنة من جده إلى والده ثم إليه ليصبح صاحب أقدم ورشة لصناعة عربات الحنطور: «الورشة فى أربعينات وخمسينات القرن الماضى كانت قائمة على 50 صنايعى فنان، وتعمل على مدار الـ24 ساعة، أما الآن فهى لا تحتمل أكثر من 3 صنايعية بسبب ظروف السوق».
يرى «الحاج على» أن عربات الحنطور الملكية هى خير وسيلة لجذب السياح، إذ يحرص السائحون على التقاط الصور التذكارية داخلها على الكورنيش وفى مدخل قلعة قايتباى وأمام مسجد المرسى أبوالعباس.