"ركن السيدات" يمنع عائلة شهيد الجيش في تفجير طنطا من صحبته إلى السماء
عائلة الشهيد "مدحت موسي "
في منزل من 3 طوابق تسكن عائلة الشهيد مدحت موسى ضابط بالقوات المسلحة بالمعاش، والذي استشهد عقب حادث تفجير كنيسة ماري جرجس الإرهابي الخسيس، والذي أسفر عن استشهاد 27 شهيدًا وأكثر من 76 مصابًا، فيما خيمت حالة من الوجيعة على أفراد العائلة الذين افترشوا حديقة المنزل التي حولوها إلى سرادق عزاء توافد عليه العشرات من المسلمين من جيرانه لمواساتهم في أحزانهم والتأكيد على روح الوحدة الوطنية القائمة بين نسيج الوطن الواحد.
مسلمون يتوافدون لتقديم العزاء فى الشهيد فى منزل السكني على بعد 250 متر من موقع التفجير .
وانتقلت "الوطن" إلى منزل عائلة الشهيد، حيث قال جرجس حلمي جرجس صهر ابنة الشهيد: "أنا مش عارف أعبر عن مدى الحزن العميق اللي جوايا إحنا فقدنا أخ عزيز علينا ولازم نكون كلنا إيد واحدة فحادث تفجير كنيسة ماري جرجس هو حادث إجرامي نحتسب ضحاياه مسلمين ومسيحيين عند ربنا مع روح القدس في النعيم ودار الحق".
وأضاف "جرجس" أن أفراد العائلة تلقت خبر استشهاده عقب سماع دوي الانفجار الضخم الذي أرهب كل سكان ورواد الكنيسة، مشيرًا إلى أن الرب كتب الحياة مره أخرى لزوجته ونجلته مريم وأولاده يوسف وعماد، مؤكدا نجاتهم من الحادث الغاشم كونهم جلسوا في الركن المخصص للسيدات أثناء إقامة فعاليات صلوات الشعانين في أول اسبوع الآلام والصوم العظيم حسب قوله.
زوجة الشهيد لـ"الوطن " : "احنا كنا رايحين نشارك فى صلاة العظه ومعانا ولادنا وفجأه الانفجار دمر كل شىء وحسبي الله ونعم الوكيل " .
وأوضح ماجد موسى شقيق الشهيد وهو يبكي وتنهر دموعه بقوله "الشهيد كان دامس الخلق وعطوف ومناضل وصاحب حب وريادة داخل كنيسة ماري جرجس، لافتا إلى أن هناك محاولات خادعة بعض الجماعات الإرهابية يسعون إلى زرع الفتنه بين صفوف المجتمع المصري مؤكدا "عاش شعب مصر برئيسها السيسي ويسقط الإرهاب العنيد المتسلط وكلنا إيد واحدة".
وتابع شقيق الشهيد "أحنا كل يوم أحد بنتوجه إلى الكنيسة عشان الصلاة والمرة دي أخويا ذهب ومعاه ولاده وفجأه سمعنا صوت انفجار القنابل وجرينا ننقل الضحايا والمصابين" مشيرًا أن جميع الأديان السماوية تدعو إلى المحبة والعرفان وكل المصريين عارفين أن أي محاولات تحاول القضاء على أمن واستقرار الوطن سنفديه جميعا كمسلمين وأقباطا بصدورنا".
في المقابل قال "يوسف" نجل الشهيد الأصغر وهو يحمل صورته "بابا راح مننا وإن شاء الله في الجنة ونعيمها وملعون أبو الإرهاب" متابعا وهو يقف بجوار والدته وشقيقته أن والده نصحه قبل الوفاة بضرورة "الوقوف بجوار العائلة كسند لأشقائه والاستمرار في الاجتهاد في الدراسة والصلاة إلى الرب كي يكون شخصا ناجحا في المستقبل".
في ذات السياق أكد عماد موسى نجل الشهيد الأكبر، أن العمليات الإرهابية لن تنتنهي وعلى الحكومة وضع حلول عاجلة لمواجهة استهداف دور العبادة، مضيفا "عاوزين حراسات أمنية مشددة مش نتحرك بعد كل كارثة تحصل وأرواح تموت أنا بطالب بالقصاص لدماء شهداء ومصابي كنيسة طنطا".
وتابع الشاب: "كلنا تعبنا وكنا في انهيار كامل مفيش نوم ولا راحة عشان نطمن على دفن أبويا اللى خدم البلد وهو فى الجيش ورفع رأس مصر ورفع رأسنا كونه بطلا وشهيدا في حادث الكنيسه ولازم كلنا نفوق ونصحى عشان مصر في خطر وعدونا شرس وكلنا لازم نواجهه" .
وشقيق الشهيد لـ"الوطن" : كلنا وراء السيسي عشان نقتلع جذور الإرهاب ومهما عملوا فينا كلنا مسلمين وأقباط إيدا واحدة " .
واختتمت نبيلة زوجة الشهيد باكية: "الرب عارف أن روحنا بين إيديه وزوجي في الجنة ونعيمها وإحنا مش مسامحين الارهابيين الخونه العملاء وكلنا بنقول ربنا ينصر مصر ويعينا على أيامنا الجايه ومش قادرة اعبر عن حزني عن ضياع صاحب عشرة العمل قداما عينيا واحنا بنصلي شىء صعب .
وتابعت "إحنا كنا رايحين نشارك في صلاة العظة ومعانا ولادنا وفجأة الانفجار دمر كل شيء وحسبي الله ونعم الوكيل".