الجهاز الجديد يتولى المواجهة الفكرية بدلاً من الأزهر
الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بالأزهر
ثلاثة أعوام من الطلب والرجاء، والشد والجذب، دعا فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأزهرَ وشيخه وقياداته أكثر من مرة لتجديد الخطاب الدينى، وإعادة تقديمه متوافقاً مع تطورات العصر وأحداث الواقع، خصوصاً أن القاعدة الفقهية تشير إلى تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان.
ووفقاً لأزهريين، فإن فشل الأزهر فى تجديد الخطاب وانغلاقه على التراث، بما فيه من اجتهادات وآراء، يستند إلى بعضها المتطرفون والمتشددون فى إرهابهم، فإن الرئيس عبدالفتاح السيسى اضطر إلى إنشاء المجلس القومى الأعلى لمكافحة الإرهاب، ليكون منوطاً بمواجهته أمنياً وتشريعياً، وفكرياً، بعد تكرار العمليات الإرهابية، وخصوصاً الانتحارية، التى تكشف عن استغراق منفذيها فى الأفكار المتطرفة، نتيجة فشل المؤسسات الدينية فى تفنيدها والرد عليها وبيان شذوذها، وتقديم خطاب وسطى، يكشف سماحة الإسلام ورحابته.
أزهريون: المشيخة فشلت فى تجديد الخطاب الدينى
الدكتورة آمنة نُصير، أستاذ الفقه المقارن بالأزهر وعضو مجلس النواب، أكدت لـ«الوطن»، أن تشكيل مجلس أعلى لمواجهة الإرهاب والتطرف خطوة ضرورية فى المرحلة الحالية، بعد أن فشلت قيادات الأزهر فى ملف تجديد الخطاب الدينى، وتوصيل وسطية الإسلام وسماحته للشباب والعامة.
وأضافت: «المحتوى العلمى الذى يُقدم ويُدرس داخل جامعة الأزهر يحتاج إلى تجديد وتطوير، وقد طالبت بذلك كثيراً، إلا أن القيادات الحالية متمسكة بالجمود والانغلاق، ومستغرقة فى التراث، رغم ما فيه من آراء يستند إليها المتطرفون فى الترويج لعنفهم، لذا أرى أن خطوة الرئيس السيسى جاءت انطلاقاً من استشعاره خطورة عدم مواكبة الخطاب المعاصر للقضايا الحالية».
وقال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن إعلان الرئيس عن إنشاء هذا المجلس هو بمثابة شهادة رسوب للأزهر فى مواجهة التطرف والإرهاب فكرياً، مضيفاً: «منذ ثلاث سنوات لم تقدم قيادات المشيخة رؤية واضحة لتطوير الملف الدينى وتجديد الخطاب الدعوى، ونشر وسطية الدين وبيان سماحته ورحابته، واستيعابه للتنوع والاختلاف»، وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بالأزهر، إن هناك «إخوان وسلفيين» داخل مؤسسات الدولة، وخصوصاً الأزهر المفترض فيه أن يكون منارة الوسطية والسماحة فى مصر والعالم، ولا بد من إبعاد هؤلاء عن العمل الدعوى والمؤسسات التعليمية، لأنه لم يعد هناك مكان لأنصاف الحلول. وطالب «كريمة» بمواجهة التطرف بين الشباب، بعد أن أصبحت الجماعات الإرهابية أقرب إليهم من مؤسسات الدولة الدينية، واصفاً التأخر فى تلك الخطوة، وإبقاء التجديد حبيساً لأدراج المشيخة، هو إهدار لدور الأزهر، ولعقول الشباب وللمجتمع كله.