كواليس تفجير «المرقسية»: انتهاء القداس قبل موعده بـ45 دقيقة منع «مجزرة»
البابا «تواضروس» خلال استقباله وفداً من «الفاتيكان»
كشف القمص «رويس مرقس»، وكيل بطريركية الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس، الذى كان يشارك البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ترؤس قداس أحد السعف وطقس التجنيز العام الذى وقع خلاله الانفجار فى الكنيسة المرقسية فى الإسكندرية، كواليس الانفجار وموقف البابا من انفجارى طنطا والإسكندرية، وماذا فعل بعد الانفجار.
وقال وكيل البطريركية، فى عظة لأقباط الإسكندرية نشرتها بطريركية الإسكندرية، بعنوان «توثيقاً للتاريخ»، حصلت «الوطن» على فيديو لها: «إن يوم أحد السعف كان يوماً صعباً، وأن أى مسيحى يتمنى أن يكون شهيداً، ونحن لا نخاف ولا نرتعد، وصوت القنبلة والحزام الناسف أقوى من صوت جرس الكنيسة فى دعوتنا للكنيسة، بل إن الكنائس تزدحم على آخرها بعد كل حادث أو انفجار، فنحن لا نخاف من الموت، بل نقول له مرحباً».
البابا «تواضروس» رفض مغادرة الكنيسة رغم علمه بوقوع حادث طنطا.. والحارس «نسيم» أصر على دخول الإرهابى من البوابة الإلكترونية وأنقذ أرواح المصلين
وروى وكيل بطريركية الإسكندرية، أحداث انفجار الكنيسة المرقسية، مشيراً إلى أن موعد القداس الذى ترأسه البابا كان محدداً له أن يبدأ السادسة صباحاً، وينتهى الواحدة ظهراً، وبدأ البابا القداس فى السادسة والثلث صباحاً، وسار داخل الكنيسة بصليب من السعف، وحينما وقع انفجار كنيسة مارجرجس بطنطا فضل المشاركون فى القداس عدم إخبار البابا بالحادث بعد وقوعه مباشرة، وتمهلنا حتى قام بغسل أوانى القداس، ورغم إخباره لاحقاً استمر فى القداس وطقس التجنيز العام ولم يعجل به، كما قيل، بل انتهى بشكل طبيعى فى الثانية عشرة ظهراً، وقبل الموعد المحدد له بساعة، بتدابير من الله فقط.
وتابع «مرقس»: «عقب القداس رفض البابا الأكل بسبب حزنه على حادث طنطا، ولكن مع إصرار الموجودين بدأ فى تناول الإفطار»، وطلب بعد ذلك أن يذهب لمكتبه فى المقر البابوى بالكنيسة، وكانت الساعة وقتها الواحدة إلا الربع ظهراً، وحينما جلس البابا فى مكتبه وكان معه فى ذلك الوقت سكرتيره القس أمونيوس عادل، وأنا، وقع الانفجار الذى هز المبنى كاملاً».
وأوضح وكيل البطريركية أنه عقب الانفجار خرج يجرى إلى الشارع ليفاجأ بالدخان الذى تسبب فى سقوطه وإصابته فى قدمه، ليفاجأ بمنظر الدماء التى اختلطت بالمياه بسبب انكسار ماسورة مياه من شدة الانفجار، ووجد الجثث والأشلاء فى كل مكان، وظل يتابع نقل الجثث والمصابين بسيارات الإسعاف، وفى تلك الأثناء لم يغادر البابا الكنيسة كما أشيع وافترى عليه البعض بأنه ترك أولاده، ولم يتحرك البابا من مكتبه وجلس منتظراً حتى يرى ماذا سيحدث، وذلك لمدة تراوحت ما بين 3 إلى 4 ساعات بعد الانفجار، وبعدها غادر الإسكندرية تماماً.
وأشار «مرقس» إلى أن حارس الكنيسة «نسيم» هو من أنقذ الكنيسة من مجزرة، وليس كما قيل ضابط شرطة، لافتاً إلى أن هذا الحارس كان يوم الأحد إجازته، ولكن طُلب منه مساء السبت المساعدة فى تأمين هذا اليوم، حيث كان هو من طلب من الإرهابى الدخول من خلال البوابة الإلكترونية، ليكون هو من يحمى الكنيسة.
وأردف وكيل البطريركية: «ذلك لا يجعلنا ننكر عمل الشرطة، ولكن للحقيقة فإن الضابط الذى استشهد مات على الرصيف المواجه للكنيسة على كرسيه بسبب شظايا فى المخ، وبلغت حصيلة شهداء الحادث 7 من الشرطة و11 من الأقباط، وتم التعرف على 7 أقباط هم من أقيمت لهم الصلاة أمس الأول بدير مارمينا بكينج مريوط، وتتبقى 4 جثث لم يستدل على هويتها بسبب تحول الأجساد لأشلاء، وتعمل الدولة على تحديد هويتها».
وقال «مرقس»: إن 45 دقيقة أنقذت الكنيسة والأقباط من مجزرة محققة، فلولا قدر الله بإنهاء القداس فى الثانية عشرة ظهراً، وقبل الموعد المحدد له بساعة، كان الانفجار قد وقع أثناء ختام القداس، وهو ما كان سيتسبب فى وقوع مجزرة لا يقل عدد ضحاياها عن 200 أو 300 شخص، ولكن الله لم يسمح بذلك».
وأضاف وكيل البطريركية: «هذا الإرهابى بلا دين أو عقل أو إنسانية، والرئيس عبدالفتاح السيسى لا يألو جهداً فى محاربة الإرهاب ويقود حرباً يومية ضد الإرهاب فى سيناء، وسبق وتحدث مع الأزهر مرات عديدة بضرورة تحسين الخطاب الدينى، فضلاً عن قراره الأخير بتشكيل مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب، وهذا كله شىء جيد، ولكنى أناشد الرئيس أن يجرم ليس الإرهابى الذى عمل ذلك، ولكن من غسل مخه وعرّفه بأنه بقتل الناس سيحصل على مفتاح الجنة وينعم بالحور، على الرئيس أن يجرم من علّم الإرهابى وشجعه ووعده وأمره بتنفيذ ذلك وهم موجودون وبكثرة، وأن يجرم من يحرم المعايدة على المسيحيين وعامل نفسه (مستشيخ) وهو لا يعرف ديناً، هؤلاء هم من يجب أن يحاكموا ويعدموا وليس من نفذوا، فهم آخر المشكلة، وإنما المشكلة هى من شجع ومن وعد، والذين يفترض عمل قانون مخصوص لإعدامهم حتى نجعل مصر جميلة».
وتابع: «حتى نصبح دولة تحترم الآخر وحقوق المواطنة ونرتقى للأمام ولا نصبح حيوانات تعيش فى غابة يجب النظر لكل تلك الأمور».
واختتم وكيل البطريركية تصريحاته بالقول: «هنواصل جهادنا بدون سلاح، كما اتهمونا من قبل بوجود أسلحة فى الكنائس، وهم من لديهم الأسلحة فى أماكن صلواتهم، ولكنهم يريدون إسقاط ما فيهم علينا، ولن يجعلنا الحادث نخاف أو لا نصلى ونذهب للكنائس، بل نحن اليوم نشكر الإرهابيين، لأنهم يعطوننا فرصة لتصدير الناس بسرعة إلى السماء، وهذا أجمل شىء نقدمه هدية لربنا، ونحن نرحب بأفعالكم، ولن نعود للوراء».
من جهة أخرى، أعلن القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن البابا تواضروس الثانى، استقبل أمس بالمقر البابوى بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون وفداً من الفاتيكان، لنقل تعازى البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، فى شهداء طنطا والإسكندرية الذين استشهدوا فى التفجيرين اللذين طالا الكنيستين يوم أحد الشعانين.
وأعلن الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا وأبوقرقاص، عن قصر احتفالات عيد القيامة الذى سيحتفل به الأقباط الأحد المقبل، وستقام قداساته مساء السبت، على الصلوات الطقسية دون مظاهر احتفالية، تقديراً للموقف، كما أعلن عن اعتذار المطرانية عن عدم استقبال المهنئين، سواء الرسميون أو أفراد الشعب القبطى.