جنوب إفريقيا بين رئيسين.. وداع أسطوري لـ"مانديلا" ومطالبة بتنحي "زوما"
تأبين نيلسون مانديلا ومظاهرات ضد زوما
أكثر من 3 سنوات مرَّت على خروج مواطني دولة جنوب إفريقيا لنعي رئيسهم الأسبق نيلسون مانديلا، مُلئت الطرقات بكل أطياف الشعب حاملين نعش مكافح الفصل العنصري لإيصاله إلى مثواه الأخير، بينما خرج الشعب ذاته اليوم، للمطالبة بتنحي رئيس البلاد جاكوب زوما حاملين لافتات "زوما يجب أن يرحل".
في 6 ديسمبر عام 2013 خرج مواطنو جنوب إفريقيا لنعي رئيسهم الأسبق نيلسون مانديلا، حيث مُلئت الشوارع والأزقة والطرقات بالمواطنين الذين قاموا بالرقص والغناء تعبيرا منهم على حزنهم لفراق بطل مكافحة الفصل العنصري، حتى شعر بعضهم بالقلق من أن تصبح بلادهم عرضة للتوترات العنصرية والاجتماعية بعد وفاته.
أعلن رئيس البلاد عقد مراسم تأبين للزعيم الراحل يوم 10 ديسمبر في استاد كرة القدم بجوهانسبرج والذي شهد مباراة النهائي لكأس العالم في عام 2010، وأكد زوما "سنقضي الأسبوع في حداد على رحيله، وسنقضيه أيضا في الاحتفال بحياة طيبة حياها مانديلا".
دفن جثمان المناضل الشهير نيلسون مانديلا أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا في قرية "كونو" بمسقط رأسه الواقعة على مسافة 700 كيلومتر جنوبي جوهانسبرج في أرض تخص عائلته والتي دفن فيها 3 من أبنائه وعدد من أقربائه الآخرين.
تكرر المشهد ذاته من احتشاد المواطنين في الطرقات بعد وفاة مانديلا بعامين، حيث شهدت العاصمة الإدارية لجنوب إفريقيا "بريتوريا" مظاهرات حاشدة ومسيرات جابت شوارع المدينة مطالبة باستقالة الرئيس جاكوب زوما، حتى تجمعت أحزاب المعارضة في جنوب إفريقيا بساحة الكنيسة "تشرشل سكوير" وبدأت مسيرات مناهضة لـ"زوما" وسط ضغوط متزايدة على الرئيس للتنحي، والتي توافقت مع يوم ميلاد الرئيس الجنوب إفريقي الـ75.
تولى زوما رئاسة جنوب إفريقيا في عام 2009، ويواجه حاليا تهما بشأن الفساد الحكومي وسوء الإدارة، ومع تصاعد الاحتجاجات ضده ومطالبته بالاستقالة فورا من منصبه، قال جودريتش جاردي السكرتير العام للاتحاد الأوروبي، إن زوما يجب أن يتخلى عن منصبه بشرف والذي تجمع مع المتظاهرين وقال: "يجب أن يسلم السلطة لأشخاص آخرين ويجب عليه التنحي".