التحقيقات: خليتا «المرقسية والبطرسية» دواعش
آثار الدمار الذى لحق بكنيسة مارجرجس عقب الحادث الإرهابى
كشفت مصادر قضائية أن تحقيقات قضية البؤرة الإرهابية التى ينتمى لها الانتحارى المتهم بتنفيذ حادث الكنيسة المرقسية بالإسكندرية محمود حسن مبارك عبدالله، تتكون من نحو 50 عضواً من معتنقى الأفكار التكفيرية والمنتمين لتنظيم «داعش» الإرهابى، وأن هؤلاء المتهمين من أعضاء البؤرة كوّنوا فيما بينهم عدة خلايا متصلة منفصلة لتنفيذ عمليات إرهابية كان من بينها حادثا تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة قبل عدة أشهر، والكنيسة المرقسية بالإسكندرية، لإيقاع عدد كبير من الضحايا من المسيحيين الذين يعتبرهم أعضاء البؤرة أعداء لهم، وأوضحت المصادر أن التحقيقات الأولية للنيابة بعد كشف هوية منفذ حادث الكنيسة المرقسية الإرهابى بالإسكندرية تشير إلى ارتباط الخليتين المنفذتين معاً فى إطار انضمامهما للبؤرة الأم التى تنتمى لها الخلايا.
مصادر: البؤرة الإرهابية المنتمى لها منفذ تفجير الإسكندرية تضم 50 عنصراً.. وبعضهم تلقى تدريبات فى سيناء
وأضافت: «ظهرت الخيوط الأولى لتلك البؤرة بعد كشف هوية الانتحارى محمود شفيق، منفذ حادث الكنيسة البطرسية، إذ أفادت التحقيقات أنه عضو فى إحدى البؤر التى تعتنق الأفكار التكفيرية لتنظيم «داعش»، وبتوالى القبض على عدد من أعضاء البؤرة والتحقيق معهم تبين أن عدداً من الخلايا المرتبطة معاً فى إطار استهداف قوات الجيش والشرطة ومؤسساتهما ارتبطت تنظيمياً للتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية كبرى تجاه مؤسسات الدولة ودور عبادة المسيحيين ونقاط تمركز القوات الأمنية فى عدة مناطق، ومن بين الأعمال التى ارتكبوها عملية إرهابية استهدفت كمين النقب واستشهاد عدد من قوة الكمين فى يناير الماضى وسقوط إرهابيين من أعضاء التنظيم قتيلين أثناء المواجهات مع الإرهابيين المنفذين، وبعد وقوع حادث استهداف الكنيسة المرقسية وكنيسة مارجرجس بطنطا الأحد الماضى، كان أحد الخطوط هو تبعية المنفذ للبؤرة التى نفذت حادث الكنيسة البطرسية أو أحد أعضائها المنتمين لها، فعملت جهات البحث والتحقيق على جمع المعلومات والتحريات التى توصلت إلى هوية المتهم الذى أعلن عنه بعد مطابقة نتائج عينات الحمض النووى للأشلاء التى عثر عليها فى مكان الحادث مع نتيجة العينات التى تم تحليلها لأقاربه». وقالت المصادر إن قرابة 20 متهماً من أعضاء البؤرة الإرهابية التى تنتمى لها خلايا التفجيرات صدر قرار بحبسهم على ذمة التحقيقات بتهمة الانضمام لتنظيم «داعش» الإرهابى والتخطيط والمشاركة فى تنفيذ عمليات إرهابية، وأن المتهم بتفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية كان واحداً من بين المطلوبين على ذمة القضية الخاصة بهم، والتى تحمل رقم 1040 لسنة 2016 وتتضمن تحقيقاتها عدداً من الحوادث الإرهابية، منها حادث الكنيسة البطرسية، وحادث كمين النقب الإرهابيين».
وأوضحت المصادر أن عدداً من أعضاء البؤرة المنتمين لـ«داعش» وجدوا فى فترات سابقة فى سيناء وتلقوا تدريبات على استخدام الأحزمة الناسفة وطرق تلافى الرصد الأمنى وطرق التواصل مع قيادات الخلايا وقياديى البؤرة التى تتضمن تلك الخلايا وكيفية نقل وتصنيع المواد المتفجرة التى تصنع منها الأحزمة الناسفة ونقلها لمناطق قريبة من مناطق تنفيذ العمليات الإرهابية، ومنها إلى مناطق التنفيذ.
ولفتت المصادر إلى أن الاتهامات التى يواجهها أعضاء البؤرة التى نفذت تلك الأحداث تتعلق بتأسيس جماعة إرهابية تنتمى لتنظيم «داعش» التى تعتنق الأفكار التكفيرية المتطرفة القائمة على تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه بدعوى عدم تطبيقه الشريعة الإسلامية وتتولى تنفيذ أعمال عدائية ضد أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة واستباحة دماء المسيحيين ودور عبادتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، بغرض إسقاط الدولة والتأثير على مقوماتها الاقتصادية والاجتماعية والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى.
وقالت المصادر إن تحقيقات تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا أشارت إلى رصد كاميرات المراقبة للانتحارى الذى نفذ الحادث أثناء دخوله وحتى تفجير نفسه، وأن الانتحارى تمكن من الوصول لداخل قاعة الصلاة، دون أن يوقفه أحد، بعدما تمكن من الدخول من الجانب الأيسر للقاعة مرتدياً حزامه الناسف حتى فجره فى المصلين. وأوضحت المصادر أن جهات البحث تعمل خلال الساعات المقبلة على كشف هوية الانتحارى المنفذ بعد ظهور نتائج تحليل عينة الحمض النووى DNA المأخوذة من أشلائه، مرجحة أن يتم تحديد هويته خلال الساعات المقبلة باستخدام طريقة مضاهاة نتائج عينات الحمض النووى، كما حدث مع الانتحارى المتهم بتنفيذ حادث الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. وتواصل نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء الدين وفريق المحققين بالنيابة تحقيقاتها فى حادثى طنطا والإسكندرية، وكذلك حادث الكنيسة البطرسية بالقاهرة.