العيد للمسيحيين والاحتفالات للجميع: مسلمون بيوزعوا هدايا.. وآخرون بيأمّنوا
على وأصدقاؤه يشاركون فى تجهيز احتفالات الأقباط
«عاش الهلال مع الصليب»، شعار فقد جزءاً كبيراً من قيمته بسبب فرط استخدامه، وربما استغلاله، فى أعمال تليفزيونية تارة ومؤتمرات ومناسبات سياسية ورسمية تارة أخرى، لكن على أرض الواقع يتجسد الشعار فى معانٍ حقيقية وتلقائية غير مرتبة أو مزيفة، «لقينا إخواتنا المسيحيين بيستعدوا للعيد فى الكنيسة، قُلنا نروح نساعدهم»، قالها حسام على، الشاب الذى قارب الثلاثين من عمره، وقرر بصحبة اثنين من أصدقائه المسلمين، مشاركة بعض جيرانه فى التجهيزات التى يقومون بها بمحيط كنيسة القديس الأنبا بولا بشبرا الخيمة، «عملنا ممرين، واحد لدخول وخروج الرجال، والتانى للسيدات، وحواجز فى محيط الكنيسة بمساعدة رجال الشرطة».
«على» يشارك فى تجهيزات قداس القيامة.. و«عم جرجس»: «دول المسلمين اللى بجد»
لم ينتهِ دور «حسام» وأصدقائه، حيث قرروا أن يشاركوا فى القداس الذى ستقيمه الكنيسة للاحتفال بعيد القيامة، «عمرنا ما حسينا بفرق عندنا بين مسلم ومسيحى، وهنحضر القداس وإن شاء الله هيبقى يوم جميل وكل حاجة هتمر بسلام»، بطرس أكد فرحته بقدوم بعض جيرانه المسلمين للمشاركة فى الاستعدادات، واعتبر أن هذا الموقف خفف من أحزانه على الأحداث الإرهابية التى وقعت قبل أيام بالإسكندرية وطنطا: «دخلة أى مسلم علينا فى الكنيسة علشان يهنى أو يساعد بتفرحنا جداً، وبتأكد إن مصر لسه بخير».
فى منطقة مسرة، التى تتجاور فيها صور المسيح والعذراء مع الآيات القرآنية وتضم الكثير من المنازل أسراً مسلمة ومسيحية معاً، قرر عدد من الأهالى من فئات عمرية مختلفة تهنئة المسيحيين باحتفالات بسيطة شملت كروت معايدة وبلالين وأفرع زينة علقوها على بعض البيوت وأبواب الكنائس: «دى حاجة بسيطة، وشوارعنا هتتزين فى كل عيد، سواء للمسلمين أو المسيحيين»، تحدث محمد سعيد الذى تولى توزيع بعض الهدايا: «بنقول كل سنة وانت طيب، سواء محمد أو مينا، مش بنسأل على الاسم، المهم الفرحة تعم على الجميع»، الاحتفالات البسيطة فى مسرة استقبلها الأهالى من المسيحيين بسعادة كبيرة، منهم عم جرجس صاحب محل أدوات منزلية بمسرة، يقول: «هم دول المسلمين اللى بجد اللى عشنا سوا طوال السنين اللى فاتت، لكن اللى بيسبب أذى لأخوه الإنسان ده لا له دين ولا يعرف رب».