خبراء إعلام يختلفون حول «استضافة الفضائيات أهالى الإرهابيين»
صورة أرشيفية
اختلف عدد من خبراء الإعلام فى تقييمهم لاستضافة عدد من القنوات الفضائية، أمس، أفراداً من أسر مرتكبى تفجيرات كنيسة «مارجرجس» بطنطا والكنيسة «المرقسية» فى الإسكندرية، ما بين مرحب وفق شروط معينة، وبين معارض باعتبار أن ذلك قد يخلق تعطافاً مع هؤلاء الإرهابيين.
واعتبر الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، أن جزءاً أساسياً من مهمة ودور الإعلام هو استكشاف البيئة التى أفرزت هؤلاء المتطرفين لمعرفة كيف نشأوا والعوامل التى أدت إلى تحول فكرهم بهذه الطريقة ليتم التعامل معها، خاصة أن الأزمة الحقيقية فى هذه القضية هى أزمة فكر، وليست «حزام ناسف».
«عبدالعزيز»: دور الإعلام استكشاف بيئة المتطرفين.. و«عبدالمجيد»: تؤثر على سير القضية
واستدرك عبدالعزيز مؤكداً أن: «استضافة هذا الطرف (وهو أسر الإرهابيين) يجب أن يتم وفق معايير معينة وموضوعية، نظراً لخطورة هذا الأمر على الرأى العام». وتابع: «استضافة الإعلام لهؤلاء به احتمالية كبيرة لأن يغيّر ذلك فى توجهات الجمهور نحو القضية والتأثير فيها، ويجب على الإعلام فى هذه الحالة أن يكون متوازناً ومتكافئاً فى عرض الآراء دون إفراط ودون توجيه، وعليهم تحمُّل المسئولية تجاه الوطن فى ظل هذه المرحلة العصيبة من تاريخه». وقالت الدكتورة سوزان القلينى، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن استضافة القنوات الفضائية لأهالى الإرهابيين مهمة واستكشاف البيئة التى نشأ فيها هؤلاء المتطرفون أحد أدوار الإعلام. وأضافت «القلينى» لـ«الوطن»: «مهمة الإعلام فى هذه الفترة هامة للغاية، وعليه دور كبير فى تعريف المجتمع بالسلبيات التى وصلت بهؤلاء الشباب إلى أن يفجروا أنفسهم، واستضافة أفراد من أسر هؤلاء المتطرفين تحقق هدف نشر الوعى بين الأهالى للانتباه لتحركات أبنائهم». وتابعت: «هذا جزء من التوعية، لكن لا بد أن يكون وفق معايير محددة، وأن يكون الهدف والرسالة من ذلك واضحة للرأى العام حتى لا تؤثر الرسالة بالسلب وتؤدى لتعاطف الجمهور مع الإرهابيين». فى المقابل قالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد إن استضافة القنوات الفضائية لأهالى الإرهابيين لا تجوز وفقاً لقانون العقوبات، لأن قضيتهم قيد التحقيق، وخروج هؤلاء على الشاشات يُعد تدخلاً فى التحقيقات وتعطيلاً لسيرها، ولا يمكن قبول مبررات فى هذا الشأن. وأضافت «عبدالمجيد» لـ«الوطن»: «استضافة البرامج المختلفة لهؤلاء أمر مرفوض، وكان يجب على الإعلام أن يتناول الموضوع بما يخدم مواجهة الدولة لهؤلاء المتطرفين، وليس تسليط الضوء على البيئة التى خرج منها الإرهابيون، لأن ذلك يعطل الدولة فى حربها على التطرف والعنف، خاصة أن جزءاً كبيراً من المواجهة هو (تغيير الفكر)، وما حدث يثير تعاطف الرأى العام مع هؤلاء المتطرفين، وهذا أمر خطير». وأشارت إلى ضرورة أن يتعامل الإعلام مع الأزمة التى تواجهنا جميعاً بوعى ومسئولية وأن نقف بجانب الدولة فى أزمتها.
وقال هشام قاسم، الخبير الإعلامى: استضافة هؤلاء على الشاشات قد تثير تعاطف الجمهور مع الإرهابيين، وهذا أمر فى غاية الخطورة وقد يعرقل برامج تغيير الفكر التى تسعى الدولة لتنفيذها، وعلى الإعلام عدم التطرق لمثل هذه الأمور ومساعدة الدولة فى توعية الناس بالفكر الصحيح.