سكان «المطار» بالإسكندرية يواجهون الموت على قضبان القطارات
أهالى «المطار» يعبرون شريط السكة الحديد يومياً
على طول أكثر من 20 كيلومتراً، يقطن ما يقرب من 60 ألف مواطن، يعيشون داخل أكثر من 150 «بلوك سكنى» على جانبى الطريق المطل على شريط القطارات المفتوح من جميع الجوانب، فى منطقة «المطار»، شرق الإسكندرية، بدون أسوار تحول بين الخط الحديدى ومساكنهم، بينهم مئات الأطفال والتلاميذ الذين يضطرون إلى عبور القضبان يومياً ذهاباً وإياباً، إضافة إلى آلاف الرجال والنساء وكبار السن، مما يؤدى إلى سقوط العديد من الضحايا تحت عجلات القطار أسبوعياً.
ورصدت «الوطن» خلال زيارتها للمنطقة، عدم وجود أى أسوار أو حواجز على شريط السكك الحديدية، مما يشكل خطورة على سكان المنطقة، ويتسبب فى تحويل قضبان القطارات إلى «ممر للموت» ليلاً، خاصةً أن عدداً كبيراً من المنازل يلاصق الخط الحديدى، لمسافة نحو 5 أمتار، دون أى أسوار فاصلة، كما لا توجد أى أجهزة إنذار يعرف سكان تلك المنازل من خلالها باقتراب مرور القطارات، سواء المتجهة إلى مرسى مطروح، أو قطارات البضائع المتجهة إلى مختلف المحافظات، بمعدل قطار كل 30 دقيقة.
وقال «محمد عبدالرحيم»، أحد سكان المنطقة، إن «الأهالى يطلقون على شريط القطار خط الموت، نظراً لما يحصده من أرواح بشكل مستمر، دون أدنى اهتمام من الحكومة أو وزارة النقل، وكأن الطريق آمن ومطابق للمواصفات»، بحسب قوله، مشيراً إلى أن ابن أخيه لقى مصرعه دهساً تحت عجلات القطار العام الماضى، وتابع بقوله إن «القطار يمر مسرعاً من غير صوت، وقد لا ينتبه إليه كثير من المارة، خاصةً الأطفال، ليفاجئوا بوجودهم أمام القطار المقبل بسرعة هائلة».
وأضاف «أحمد فوزى»، من أهالى منطقة «المطار» قائلاً: «كدت أتعرض للموت تحت القطار أكثر من مرة، بس ربنا بيسترها، المشكلة فى عدم وجود أمان أثناء المرور على القضبان، بالرغم من وجود ما يزيد على 150 بلوكاً سكنياً، يعنى آلاف المواطنين الذين يتعرضون للحوادث بشكل يومى»، وقال: «كل ما نحتاجه مجرد أسوار، وإنذار بمرور القطار، وطرق خاصة للمرور عليها، حتى ننقذ أهلنا وأطفالنا من الموت»، وأشار «محمود عبدالحكيم»، قيادى بأحد الأحزاب السياسية بالإسكندرية ومن أبناء المنطقة، إلى أنه «تم إرسال عشرات الاستغاثات إلى المحافظ وهيئة السكك الحديدية، لمطالبتهم بإيجاد حل لإنهاء حالة الفزع التى تخيم على سكان المنطقة، بسبب الموت الذى يهدد أبناءهم يومياً، إلا أنه لم يتم الالتفات إلى هذه الاستغاثات حتى الآن»، على حد تعبيره.
ومن جانبه، قال رئيس حى «شرق الإسكندرية»، وحيد المتولى، إن أكثر من 100 منزل تطل على الشريط الحديدى من الجانبين، تمر أمامها عشرات القطارات يومياً، مما يعرضهم للحوادث بشكل مستمر، نتيجة عدم وجود وسائل أمان كافية لحمايتهم.
وفى المقابل، قال مصدر بهيئة السكك الحديدية إن الهيئة ترصد جميع المناطق غير المؤمنة، لزيادة تأمينها، خاصة فى الأماكن القريبة من المناطق السكنية، وأضاف أن هناك بعض التعديات التى تحدث على حرم السكة الحديد فى بعض المناطق، ما يمنع الهيئة من إقامة أسوار بتلك المناطق.