غضب بين الأزهريين والنواب والمثقفين بعد وصف «كبار العلماء» لمنتقديهم بـ«أعداء الإسلام»
«الطيب» خلال اجتماع هيئة كبار العلماء بالأزهر «صورة أرشيفية»
أثار بيان «هيئة كبار العلماء»، أمس الأول، الذى هاجمت فيه منتقدى مناهج التعليم الأزهرى، واصفة إياهم بـ«المُدلسين والمزيفين وأعداء الإسلام» غضباً عارماً لدى أزهريين ونواب ومثقفين، متهمين «الجناح الإخوانى» بالمشيخة بالمسئولية عن صدور هذا البيان، مطالبين بوقفة معهم.
«أبوحامد»: تدليس وتزييف.. و«هندى»: يجب الإطاحة بالقيادات المنتمية للإخوان.. و«بحيرى»: ترك الأزهر بوضعه الحالى سيكون سبباً فى خراب مصر
وطالبت النائبة الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بالأزهر، الهيئة بالاعتذار الواضح عما وصفته بـ«كارثة بيان أمس الأول»، وما جاء به من أوصاف مبالغة وعنيفة. وقال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن ما جاء فى بيان الهيئة بمثابة تهور كبير وإلقاء للاتهامات بشكل لا يليق برجال دين، مشيراً إلى أنه فى الوقت الذى حرَّم فيه الأزهر تكفير «داعش» فإنه يتهم منتقديه بالعداوة للدين، وهو ما يوجب النقد الذاتى والإطاحة بالقيادات المنتمية لجماعة الإخوان التى تتخذ من الأزهر ستاراً لنشر أفكارها.
وتابع: «لابد أن يُعيد الأزهر صياغة علاقته بمؤسسات الدولة، فهو فى خلاف مع الجميع بسبب أفعاله وفشل قياداته فى المهمة الوحيدة الموكلة لهم، والفاجعة أنه يدعى المظلومية ويهاجم المنتقدين ويصفهم بأعداء الإسلام، قائلاً: «لقد طفح كيل الجميع ولابد من الإطاحة بكاتب هذا البيان والمتحدثين باسم المشيخة، الذين يثبتون فى كل ظهور لهم الفشل الذى تعيشه المشيخة».
وقال النائب محمد أبوحامد إن اعتبار هيئة كبار العلماء الدعوة لتطوير مناهج الأزهر معاداة للإسلام هو التدليس والتزييف الذى يحتاج لوقفة حاسمة مع المشيخة وقيادات الأزهر، معتبراً أن المنطق الذى تم به صياغة بيان هيئة كبار العلماء يؤكد أنه لا أمل أبداً فى أن تقوم هذه الهيئة بأى خطوة فى سبيل التطوير المنشود للخطاب الدينى، داعياً الهيئة التى استشهدت بالإمام محمد عبده أن تقرأ رأيه فى مناهج الأزهر وماذا قال عنها ونقده لها. وتابع: «ما يحدث من الإعلام هو نقد بناء لا علاقة له بالهجوم على الدين، ولابد من وقف الخلط بين الدين والمصلحة الشخصية، لاسيما أن هذه السلوكيات تشبه ما عشناه مع جماعة الإخوان وجماعات الإسلام السياسى أثناء حكم الإخوان الذى ثار عليه الشعب فى 30 يونيو».
وقال الكاتب الصحفى، خالد منتصر على حسابه فى موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، إن لغة البيان الصادر عن اجتماع هيئة كبار العلماء برئاسة الدكتور أحمد الطيب، فى منتهى الخطورة، وقبولها وسريانها فى جسد المجتمع والتآلف معها سيكون آخر مسمار فى نعش الدولة المدنية.
وأضاف: «هل شيوخ الأزهر صار يهبط عليهم الوحى -حاشا لله- وصاروا لا يُسألون عما يفعلون؟!، هل صار كلامهم وحياً لا رأياً، هل صار انتقادهم من الكبائر؟!، هل صارت هيئة كبار العلماء من بقية الصحابة؟!، إن شيخ الأزهر له الاحترام لكن ليست له القداسة، وكل شيوخ الأزهر بشر، نحن نردد كل لحظة مقولة الإسلام ليس به كهنوت، ولا واسطة بين العبد وربه، ولكن بيان اليوم أسس الكهنوت والواسطة وصكوك الغفران ومحاكم التفتيش». وقال الباحث إسلام بحيرى: «المذهل المفجع الصادم فى البيان أنهم يقولون بالنص إن أعداء الأزهر هم أعداء الإسلام، موضحاً: «هذا السطر يلخص كل أذى حلَّ على مصر والإسلام والإنسانية بسبب أشخاص الأزهر الحاليين».
وأضاف: «التدليس وصل إلى أنهم جعلوا من انتقاد الأشخاص وفكرهم انتقاداً للمؤسسة، ثم فى مرحلة أعلى جعلوا انتقاد المؤسسة عداء للإسلام كله»، قائلاً: «ترك الأزهر على حاله، كما هو الآن، بأشخاصه ومناهجه، سيكون سبباً مباشراً فى خراب مصر».