رسام شارع «شهاب»: وجه محمد مرسى لا يصلح للرسم
يعرفه كل سكان شارع «شهاب» فى المهندسين، ويعرفه المارة وأصحاب السيارات الذين اعتادوا المرور فى الشارع، وكثيرا ما يلتفت خلفه ليجد شخصا يقف وراءه يتابع ما يفعله، وأحيانا يمر إلى جواره سائق سيارة فيحييه بـ«كلاكس».
هو «محمد نجيب»، شاب مصرى لم يجد عملا يناسب موهبته؛ فقرر أن يمارسها فى شارع «شهاب»، فعلى رصيفه أقام الأتيليه الخاص به. فرش لوحاته المرسومة بدقة لوجوه معروفة وأخرى غير معروفة: فنانون وزعماء سياسيون وبائعون وفتيات جميلات وأطفال. «محمد» لا ينشغل بمن حوله؛ فزحام الشارع لا يؤثر عليه، وتكدس السيارت فى إشارة مرور لا يقلقه. كل ما يشغله هو اللوحة التى يركز فيها لدرجة تفقده الإحساس بمن حوله.
اكتشف محمد موهبته صدفة بعد أن تعرض لحادث سيارة منذ أربع سنوات أقعده فى المنزل عامين فانقطع عن عمله فى مصنع للحلويات، ولم يجد ما يشغل وقته سوى الرسم. وقتها طلب من شقيقه ورق رسم وأخرج من مكتبه صورته وهو طفل فرسمها بدقة ثم بدأ يرسم من حوله، بعدها قرر دراسة الرسم فى كلية الفنون الجميلة كدراسات حرة، ولم يصدق زملاؤه أنه فى بداية الطريق وأنه اكتشف موهبته بالصدفة.
قرر «محمد» أن يكون الرسم «أكل عيشه»، فاختار منطقة المهندسين وجلس على الرصيف يعرض موهبته أمام المارة، لكن الثورة غيرت حاله؛ فقبلها كان الوجود العربى فى منطقة المهندسين مكثفا وكان هؤلاء هم أغلب زبائنه، وكان مكسبه وقتها يتجاوز 200 جنيه فى اليوم. واللوحة عند «محمد» تبدأ من 60 وحتى 80 جنيها حسب الحجم ونوع الشغل.. أبيض وأسود أم ألوان باستيل. وهو يتمنى أن يرسم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى؛ لأن وجهيهما معبران ومحددان، وكذلك الممثل خالد الصاوى، ويأتى على رأس الوجوه التى لا يتمنى رسمها وجه الدكتور محمد مرسى، لأن ملامحه غير معبرة وغير سهلة فى الرسم.