تركيا تبحث التصعيد ضد دمشق وتدعو «الناتو» للاجتماع غداً
دعت تركيا أمس حلف شمال الأطلسى (ناتو) للاجتماع بعد أن اتهمت سوريا بإسقاط طائرة استطلاع عسكرية لها فى المجال الجوى الدولى، مُحذرة دمشق من تحدى الجيش التركى، فيما شددت المعارضة السورية من حملتها على جيش الأسد وتمكنت من قتل 16 جندياً نظامياً بحلب وأسر 11 جندياً بريف دمشق.
ووفقاً لمصدر دبلوماسى تركى (طلب عدم الكشف عن اسمه) فقد طلبت أنقرة أمس عقد اجتماع عاجل لحلف الناتو بعد إسقاط الطائرة التركية الجمعة الماضى استناداً إلى المادة 4 فى معاهدة الحلف التى تجيز للدول الأعضاء رفع مسألة لمجلس الحلف ومناقشتها مع حلفائها، مشيراً إلى أن الاجتماع سيعقد غداً «الثلاثاء».
وتنص المادة 4 على «أن يتشاور الأطراف، بناء على رأى أحدهم، فى كل مرة يبرز فيها تهديد للوحدة والسلامة الترابية، والاستقلال السياسى أو أمن أحد هذه الأطراف».
بدوره، قال وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو فى حديث مع محطة «تى آر تى» التركية، إنه «لا ينبغى لأحد أن يسمح لنفسه بأن يتحدى القدرات (العسكرية) لتركيا»، مضيفاً «حسب استنتاجاتنا فإن طائرتنا أسقطت فى المجال الجوى الدولى على بعد 13 ميلاً بحرياً عن سوريا»، إلا أن أوغلو اعترف بأن الطائرة دخلت لفترة وجيزة المجال الجوى السورى لتسقط بعدها بحوالى 15 دقيقة.
من جهته، قال النائب التركى السابق عن حزب العدالة والتنمية رسول طوسون، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنه من الواضح أن هناك قرارا مهما سيُتخذ خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن ملف الطائرة التركية لأنه بعد الاجتماع الذى عقده رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أمس الأول مع زعماء الأمن والمخابرات التقى أمس زعماء المعارضة التركية، مشيراً إلى أن لقاء المعارضة هو الذى سيُحدد ما إذا كان هناك تدخل عسكرى ضد سوريا من عدمه وليس اجتماع الناتو.
ميدانياً، قال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن 16 من الجنود النظاميين قتلوا فجر أمس فى «اشتباكات عند كتيبة الصواريخ فى بلدة دارة عزة بين الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية وعند حاجز للقوات النظامية فى محيط بلدة الأتارب وحاجز للقوات النظامية فى قرية كفر حلب»، مؤكداً «انشقاق عدد من جنود القوات النظامية والاستيلاء على الكثير من الأسلحة».
كما أفاد المرصد باستشهاد أربعة أشخاص فى محافظة حمص واللاذقية، مشيراً إلى تعرض حى الخالدية أمس إلى قصف عنيف بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات الأمن وجيش النظام.
وبحسب الهيئة العامة للثورة السورية، فقد تعرضت قرية بلدة حاس بريف إدلب (شمال غرب) ودير الزور (شرق) لهجوم بالطيران المروحى، كما شهد ريف دمشق قصفا وإطلاق رصاص عشوائى من الحواجز المحيطة بالبلدة باتجاه المنازل السكنية وتعرضت كفرنبل لقصف عنيف بالرشاشات الثقيلة.
فى غضون ذلك، قامت كتيبة «النور» بمهاجمة مخزن للسلاح فى منطقة النبك الموالية للنظام بريف دمشق، مُعلنة «أسر 11 جنديا وقتل كل من كانوا فى الموقع العسكرى (710) والاستيلاء على السلاح والانسحاب من دون إصابات»، فيما انشق ثلاثة طيارين سوريين عن الجيش النظامى ونجحوا فى الوصول إلى الأردن عبر السلك الحدودى.