خبراء علوم استراتيجية لـ«الوطن»: «السيسى» يعتمد «سياسة المصارحة» فى التعامل مع المصريين
محمد الغباري ومحمد الشهاوي
قال خبراء فى العلوم الاستراتيجية إن مصارحة الرئيس عبدالفتاح السيسى للشعب بمدى صعوبة الواقع المصرى الراهن وفق أدق الأرقام والتفاصيل، على هامش مشاركته فى «المؤتمر الوطنى الدورى الثالث للشباب» بمدينة الإسماعيلية، أمر يصب فى صالح استقرار الجبهة الداخلية للبلاد، ويعمل على تدعيم الأمن القومى للبلاد، مشيرين إلى أن رد الفعل المنتظر من المصريين بعد «المصارحة» هو دعم بلادهم مثلما اعتادوا أن يقفوا خلف وطنهم يداً واحدة فى أوقات الأزمات.
وقال اللواء دكتور محمد الغبارى، أستاذ الأمن القومى والعلوم الاستراتيجية ومدير كلية «الدفاع الوطنى» الأسبق، إن «انفعال الرئيس السيسى خلال مصارحته للشعب بصعوبة الواقع المصرى ظهر للعيان بسبب نفاد صبره من التحرك الانفعالى لبعض الشباب دون وعى أو فهم، ليكون الوطن هو الضحية فى النهاية»، مشدداً على أن «كشف الرئيس للحقائق أمام الشباب خلال كلماته فى المؤتمر ستستقطب أغلبية الشعب المصرى بمن فيهم أعداد من معارضى الرئيس لدعم الوطن فى هذه المرحلة».
«الشهاوى»: الرئيس أعطى للمواطنين محاضرة شاملة عن «حروب الجيل الرابع» فى دقائق معدودة.. «الغبارى»: تداول الشائعات لم يعد مقبولاً فى هذه المرحلة وعلى المصريين أن ينتفضوا ويعملوا
وأضاف «الغبارى»، لـ«الوطن»، أن «الشائعات لم تعد مقبولة فى تلك المرحلة الحساسة فى تاريخ الوطن، وهو ما ظهر فى تعقيب الرئيس على شابة تحدثت عن إمكانية إدخال مليارات من خام الفوسفات فقط، حين عقب عليها بأن الأرقام غير دقيقة، وأنه يجب أن يلتزم الناس بالأرقام والبيانات الصحيحة قبل الحديث عن أى موضوع، وفى الوقت ذاته فإن المعارضة الوطنية ستظل محل ترحاب لو كان هدفها هو مصلحة الوطن».
وشدد «الغبارى» على أنه «لم يعد أمام الوطن وقت ليضيعه، وينبغى أن ينتفض المصريون ويعملوا بجد حتى نخرج من كبوتنا الراهنة»، لافتاً إلى «أهمية رسائل الرئيس الداخلية والخارجية خلال كلماته، والتى كان من أهمها أنه لا تراجع عن طريق الإصلاح الاقتصادى، وأننا يجب أن نتحمل جميعاً بهدف التمهيد لمستقبل أفضل، بالإضافة إلى حديثه بطريقة دبلوماسية عن قضايا خارجية، توصل رسالة محددة إلى الأطراف المعنية».
من جانبه، قال اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان بالقوات المسلحة، إن «مصارحة الرئيس السيسى للشعب هى مدخل إقناعى بطبيعة وحجم التحديات الرهيبة التى تواجه وتستهدف الدولة المصرية، بما يشكل وعياً حقيقياً لديهم بعيداً عن الحرب النفسية التى تتبع الأكاذيب والشائعات ضد الدولة ومؤسساتها، بما يجعل المصريين يقفون صفاً واحداً خلف قياداتهم لبناء مستقبل أفضل لمصر».
وأوضح «الشهاوى» أن «حديث الرئيس بصراحة يعتبر تدعيماً لموقف الجبهة الداخلية للوطن، وللأمن القومى المصرى، حيث إنه يستنفر الهمم لمواجهة كل التحديات الراهنة، كما أنه يعمل على اتخاذ إجراءات حتى ولو كانت صعبة، ولكنها تحقق الأمن القومى الاقتصادى على المديين المتوسط والبعيد، بما يؤكد أن هناك رؤية اقتصادية شاملة للقيادة السياسية الحالية، لكنها لا تستطيع أن تنجز شيئاً بمفردها، ولكن يجب أن يشاركها الشعب فى ذلك، وهو ما يحدث بالفعل حين يتحمل آثار الإصلاح الاقتصادى».
ولفت «الشهاوى» إلى أن الرئيس أعطى محاضرة شاملة عن «حروب الجيل الرابع» بطريقة مبسطة للمواطنين فى دقائق معدودة، حين تحدث عن تكلفة الحروب المباشرة الحالية، وأن الأشكال الحديثة من الحروب تتم عبر هدم الدول من الداخل، والحروب غير المباشرة عبر الإرهاب.
وأشار «الشهاوى» إلى أن هناك أطرافاً خارجية وأجهزة استخبارات أجنبية تحاول تشكيك الشعب المصرى فى قياداته، وبث الإحباط واليأس فيهم؛ لتحييدهم فى معركة خطيرة تعيشها مصر لا تقل خطورة عن المعارك السابقة التى خاضتها، وهو ما يتطلب تماسك شعبنا، والعمل بأقصى طاقاته للبناء.