عضو مجلس الإفتاء الأردنى: مواجهة التطرف يجب أن تنطلق من أساس معرفى وفكرى
![عبدالناصر أبوبصل](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/7428213141493404190.jpg)
عبدالناصر أبوبصل
أكد عبدالناصر أبوبصل، الأستاذ بجامعة اليرموك عضو مجلس الإفتاء الأردنى والقيادى الإسلامى السنى البارز، أن محاربة التطرف والعنف هى رسالة الأنبياء جميعاً، ولا بُدَّ أن تنطلق مواجهة الإرهاب من أساس معرفى وفكرى، للارتقاء بفكر الأمة وتصحيح تصور الإنسان فى هذا الزمان نحو التحديات المعاصرة، مشدداً على ضرورة توافق الخطاب الدينى مع الواقع وانطلاقه منه، لضبط حركة الحياة، وعلى العلماء والمجتهدين أن يوافقوا فى تفكيرهم واجتهادهم حركة الحياة من أجل تحقق مصالح الناس فى الدنيا والآخرة.
■ ما أسباب التطرف والعنف؟ وكيف يمكننا محاربته؟
- محاربة التطرف والعنف هى رسالة الأنبياء جميعاً، ونحن نعلم أن الرسالة المنوطة بالمؤسسات التعليمية الدينية الإسلامية، كالأزهر وغيره من المؤسسات التربوية، تحمل على عاتقها وضع المناهج ومواجهة التطرف ومحاربة أسبابه، خصوصاً أننا بصدد مجموعة من الأسباب المتداخلة، منها المحتوى الإعلامى المقدم للمجتمعات، إضافة إلى العديد من المشاكل والقضايا التى تسهم بشكل أو آخر فى انحراف الشباب فكرياً وانخراط بعضهم فى أعمال العنف والتطرف، وبعض تلك المشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية وغيرها.
«أبوبصل»: الأنبياء والرسل حملوا رسالة محاربة «العنف والتطرف» للارتقاء بفكر الأمة
■ وماذا عن مواجهة تلك المشاكل ضمن الحرب على العنف والتطرف؟
- الأساس الذى يجب أن تنطلق منه المواجهة، هو الأساس المعرفى والفكرى، من أجل الارتقاء بفكر الأمة، وتصحيح تصور الإنسان فى هذا الزمان تجاه التحديات المعاصرة، وماهية التدين الحقيقى المطلوب من الإنسان.
■ هل الخطاب الدينى يحتاج إلى تجديد على المستوى العالمى سواء كان خطاباً إسلامياً أو مسيحياً؟
- ليست القضية تجديد الخطاب الدينى، وإنما فى أن يكون الخطاب موافقاً ومنطلقاً من الواقع، فالدين وأنا أتحدث عن الإسلام بشكل خاص، جاء ليضبط حركة الحياة لذا ينبغى على العلماء والمجتهدين أن يكون تفكيرهم واجتهادهم موافقاً لما يحكم حركة الحياة، ونحن لا نريد أن نطوع الدين، وإنما إصلاح مسيرة الحياة بما يحقق مصالح الناس فى الدنيا والآخرة.
مبادرات الحوار التى أطلقها الأزهر تخدم جميع الأديان وتقود إلى الخروج من أزماتنا.. وعلينا الاهتمام بالتعليم لدعم ثقافة العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين
■ هل نحتاج إلى تغيير حضارى قبل التجديد الدينى؟
- أعتقد أننا بحاجة إلى خطاب إسلامى واقعى منهجى، ينطلق من المُسلمات والثوابت، حتى نصل إلى فقه للتدين يستطيع الإنسان الوسطى من خلاله أن يعيش هذه الحياة وفق تصور صحيح.
■ وما الأساسيات التى نحتاجها لتحقيق ذلك؟
- هناك مشكلة تتعلق بالتعصب وأخرى بالجهل ودخول بعض من ليس له قدرة على الإفتاء إلى مجال الإفتاء، وإلقاء الدروس، ونحن بحاجة إلى العودة للمنهجية الإسلامية الصحيحة، التى ربى النبى عليها الصحابة، وعلمهم كيف يتعاملون مع القرآن والسنة، وكيف يواجهون الواقع، نريد من الإنسان أن يعيش واقعه، لأن الإنسان الذى لا يستطيع أن يعيش واقعه يعيش بالتاريخ وينفصل عن هذه الحياة، والإسلام كان يحكم حركة الحياة بمنهج وسطى وعلمى، ينبذ الخرافة والتقول على الله بلا علم، فلا يحرم ما كان حلالاً ولا يحلل ما كان حراماً، إلا أن الإعلام كان له دور كبير فى هذا التشتت، كما أن نقص التعليم له دور آخر لدعم ثقافة العيش المشترك، والمطلوب اليوم هو إعادة الاهتمام بالمؤسسة التربوية والتعليمية لتكون فى الصدارة.
■ كيف ترى جهود المؤسسات الدينية الإسلامية؟
- المبادرات التى أطلقها الأزهر خلال تاريخه للحوار بين الأديان ودعم ثقافة العيش المشترك والمواطنة، ثم مؤتمر السلام العالمى، وكذلك مجلس حكماء المسلمين، تخدم المسلمين والمسيحيين معاً، وتقود إلى الخروج من أزماتنا، لذا واجب علينا أن نشكر مصر والأزهر ومجلس حكماء المسلمين، على هذا الاهتمام والدعم للحوار والعيش المشترك، فدور علماء الأزهر والمفكرين ليس مسألة يسيرة، ومن الضرورى أن تستند المبادرة إلى الثوابت والأصول والثقافة والحضارة، وإلا ستضيع فى مهب الريح، والحديث عن دور الأزهر وحده يحتاج لمؤتمر مستقل، وأساتذتنا من علمائه يضطلعون بدورهم انطلاقاً من واقع شرعى.