مجدى أبوالليل الذى أضاء صفحات «الوطن» ثم «رحل»
مجدي أبو الليل
مجيئه المتأخر قليلاً إلى مقر جريدة «الوطن»، فى الفترة القصيرة للإعداد لانطلاقها، حرمه من أن يكون ضمن الطاقم الأساسى للمعينين بها، وفرض عليه العمل فيها بصيغة «متعاون بالمكافأة»، لكن لم تكد تمر أسابيع قليلة على خروج الجريدة للنور فى خضم معركة الانتخابات الرئاسية الأولى بعد ثورة 25 يناير، حتى كان الزميل الشاب الراحل «مجدى أبوالليل» قد فرض نفسه، بدأبه وتفانيه، على صفحات الجريدة.
حواراته التى كانت تطرق أبواب شخصيات جديدة ومهمة من رموز ما يمكن تسميته بـ«التيار المدنى» و«التيار الإسلامى»، كانت محل اهتمام إعلامى، ومادة لإثراء الجدل الذى كان محتدماً حول «مستقبل مصر»، فى ظل صراع ربما كان غير مسبوق بين هذين التيارين حول هوية الدولة وتوجهاتها، ومستقبل الثورة التى رفع فيها المصريون شعارات «العيش.. والحرية.. والعدالة الاجتماعية.. والكرامة الإنسانية»، وأراد البعض أن يخطفها تحت شعارات «التعصب.. والطائفية».
ظل «أبوالليل»، يكافح مع زملائه فى «الوطن» (الجريدة)، من أجل صحافة حرة منحازة لـقضايا الوطن الكبير (مصر)، متحدياً الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة وقتها، وحتى بعد أن ضربه المرض الغادر وهو لا يزال فى العقد الرابع من عمره، كان حريصاً بين الحين والآخر وعلى قدر ما سمحت به حالته الصحية، أن يرسل للجريدة من على سرير المرض كتاباته وحواراته المتميزة، مؤكداً الشعار أو بالأحرى الحكمة التى اتخذتها الجريدة شعاراً لها عند انطلاقها: «الوطن قوته فى ناسه».