عضو «الشورى السعودى» السابق: نحتاج إلى التقارب بين الفرق الإسلامية والرد على الاستغلال السيئ للنصوص الشرعية
الدكتور الشريف حاتم العونى
قال الدكتور الشريف حاتم العونى، عضو مجلس الشورى السعودى السابق، الأستاذ بكلية أصول الدين جامعة أم القرى، إن العاقل لا يمكن أن يقبل نسبة الإرهاب والتطرف إلى التوراة أو الإنجيل أو القرآن.
«العونى»: «مؤتمر السلام» دليل على متانة مصر.. والإسلام أكثر الأديان «المظلومة» فى العصر الحديث
وأكد «العونى»، خلال حواره مع «الوطن»، أننا نحتاج للتقارب بين الفرق الإسلامية، وأن الأديان السماوية كلها ديانات سلام وسلم، ولا بد من إظهار حقيقة الأديان والرد على الشهبات والشكوك والرد على الاستغلال السيئ للنصوص الشرعية، وتصدير العلماء الحقيقيين الوسطيين، ليكونوا أصحاب التوجيه للأمة الإسلامية، بلا تفريط ولا إفراط ولا تشدد، فالوسطيون هم قادة الأمة والدين الإسلامى فى العالم كله.. وإلى نص الحوار:
■ كيف تابعت قمة السلام بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان؟
- نقلة مهمة وتدل على مكانة مصر والأزهر فى قلب العالم الإسلامى، فعندما يخص بابا الفاتيكان مصر بالزيارة، ويطلقان معاً مؤتمر السلام فهذا يؤكد للجميع أننا أمام بلد كبير وعظيم الشأن وأكدنا فى مؤتمر السلام أنه من غير الممكن أن الدين الربانى والملة السماوية أو كل حكمة بشرية تدعو للإرهاب والعدوان وتخويف الآمنين، فلا يمكن أن يقبل عاقل نسبة الإرهاب والتطرف إلى التوراة أو الإنجيل أو القرآن، ولا إلى أى حكمة بشرية تستحق وصفها بالحكمة وبأن تكون محل احترام.
■ لكن البعض يتهم الأديان بالدعوة للعنف؟
- اتهام باطل، فنحن نقول إن الإرهاب والعنف والقتل وسفك الدماء ليس له علاقة بأى دين، فالأديان السماوية بريئة من تلك الأعمال الإجرامية، حتى الحكمة البشرية والحضارات لا تدعو لأعمال التطرف والإرهاب والاعتداء على الأنفس والأعراض والممتلكات فتلك أعمال إجرامية يزعم أصحابها الممارسون لفظائعها أنهم يقومون بها لغرض إيمانى وعقائدى، ويقومون بلصق الدلائل من النصوص المقدسة، ومؤتمر السلام يؤكد أن الأديان بريئة من أن تدعو للإرهاب والعدوان وتخويف الآمنين.
■ وكيف ترى ممارسات بعض أبناء الإسلام التى لا تمت للدين بصلة؟
- أكثر الأديان التى مُورِسَ عليها الظلمُ فى العصر الحديث هو الدين الإسلامى، فهذا الظلم الذى أساء إلى الإسلام كان أشده وأكثره ألماً فى الوقت الحاضر ما مارسه بعض أبنائه والمنتمين إليه، من المتطرفين المنتسبين للإسلام، ممن مارسوا القتل والتدمير والإجرام تحت شعارات دينية ونصوص قرآنية أو نبوية، فأجرموا فى الفهم كما أجرموا فى العمل، وظلموا فى الاستدلال كما ظلموا فى الفعال، واعتدوا على نصوص الكتاب والسنة قبل أن يعتدوا على عباد الله وأرض الله.
■ وكيف ترى نظرتهم للديانات السماوية الأخرى؟
- أقول لهم إن الأديان السماوية كلها هى ديانات سلام وسلم وتعايش ومحبة، وهناك حرب فى النصوص يجب التصدى لها وتبسيطها للعامة حتى لا يوهم أن هناك نصوصاً غير مفيدة، لأن الديانات تلتقى فى أربعة مكونات، هى: عقيدة الخلق، ومركزية النص، وفكرة الجزاء، والإيمان المطلق، وكل الديانات تدور حول هذه المفاهيم الأساسية.
■ وكيف يمكن الخروج من تلك الأزمة؟
- حتى نخرج من حرب النصوص يجب أن نقرأها ونفهمها فى سياقها الأصلى ونصبح أمناء عليها من أجل أن تكون علاقتنا بالدين واضحة، فالجميع الآن وعلى رأسهم قادة الأديان أمام مسئولية تاريخية كبرى لتوصيل رسالة السلام انطلاقاً من الفهم الصحيح للنصوص الدينية وتعاليم الأديان، خصوصاً أن هذه الديانات الثلاث تقول إن هناك إلهاً مطلقاً حدد للبشر ملامح البشرية والإنسانية وأمر بالسلام والتعايش.
■ وماذا عن التقارب بين الفرق الإسلامية ذاتها؟
- نحتاج إليه، فلا شك أن الطائفية خطر على العالم الإسلامى، نحتاج للتقارب بين الجميع سواء كان سنة أو شيعة، فالتقارب ليس التنازع بين الأفكار والعقائد، وإنما المقصود احترام اختلاف العقائد، ولا يكره الناس على تغيير عقائدهم، وهذه بين الطوائف الإسلامية والأديان الأخرى المختلفة.