مشكلات العمال حائرة بين «وعود المسئولين» و«الظروف الاقتصادية»
صورة أرشيفية
يأتى «عيد العمال» هذا العام ومطالب العمال حائرة بين وعود المسئولين المتكررة، والظروف الاقتصادية الصعبة، ومواقف الأحزاب التى يُفترض أن تتبنى قضايا هؤلاء العمال. وقال مجدى بدوى، نائب رئيس اتحاد عمال مصر، ورئيس النقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام، إن وجود توتر فى علاقات العمل بين العمال وأصحاب العمل يسبب العديد من الأزمات، موضحاً أن نقابته تعمل حالياً على تحسين العلاقات المتوترة بين العامل وصاحب العمل، بما يوفر الأمان الوظيفى للعامل ويخلق بيئة ملائمة تساعده على الإنتاج. وأضاف «البدوى»: «رئيس الوزراء فى اجتماعه الأخير مع قيادات النقابات الأسبوع الماضى تعهّد بتوجيه الوزراء بعقد اجتماعات دورية مع رؤساء النقابات العامة لبحث مشكلات العمال أولاً بأول»، مشيراً إلى أن «رئيس الحكومة أكد أن من بين اهتماماتها تدريب العمال بشكل جيد». وقال عبدالفتاح فكرى، رئيس النقابة العامة للعاملين بالسكة الحديد، إن مشكلة تثبيت العاملين فى السكة الحديد تمثل حجر عثرة أمام العديد منهم، لافتاً إلى أن هناك أكثر من 1000 عامل بعقود مؤقتة فى هذا القطاع.
«نقابيون» يشكون سوء الأوضاع المعيشية وعلاقات العمل السيئة.. و«التجمع»: الفصل التعسفى وضعف الأجور والعلاوات والمعاشات أبرز التحديات
وأشار «فكرى» إلى أن عدم الانتهاء من اللائحة الخاصة بالعاملين بالسكة الحديد التى تُقر علاوة دورية ١٠٪، يمثل أزمة كبيرة للعاملين فى هذا القطاع، خاصة أنهم غير مخاطبين بقانون الخدمة المدنية.
ويقول عبدالفتاح إبراهيم، رئيس النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج، إن الحالة التى وصلت إليها صناعة الغزل والنسيج أثّرت على مستوى المهنة، وبالتالى على مرتبات العمال، موضحاً أنه «مع تدهور صناعة الغزل والنسيج، أصبح العامل غير قادر على المطالبة بمستحقاته المالية»، مطالباً الحكومة بضرورة دعم المصانع المغلقة بدلاً من إنشاء مناطق صناعية جديدة، خاصة أن الحكومة أنفقت 18 مليون جنيه من أجل تطوير شركات الغزل والنسيج.
وقال أمين حسن، رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالنظافة، إن مهنة النظافة فى مصر مهملة، مشيراً إلى أن رسوم النظافة المتضمنة فى فاتورة الكهرباء تأخذها الحكومة ولا يحصل عمال النظافة على شىء، وأن «3 ملايين مواطن يعملون بالنظافة، 95% منهم غير معينين ويعتمدون على ما يأخذونه من السكان وفرز المخلفات فى الحصول على قوت يومهم». وفى مقابل هذه المشكلات، خلت أجندة الكثير من الأحزاب المصرية التى يزيد عددها على 100 حزب، من أى مبادرات أو فعاليات للتفاعل مع هذه القضايا ومحاولة حلها، وتصدرت الأحزاب اليسارية المشهد بالإعلان عن تنظيمها احتفاليات للعمال وتكريم عدد من القيادات العمالية، فضلاً عن المشاركة فى الاحتفالات العمالية التى سينظمها العمال فى «المحلة الكبرى» وعدد من المواقع العمالية. وينظم حزب التجمع احتفالية، غداً، لعمال حلوان، يكرم فيها عدداً من القيادات العمالية، وتشارك أحزاب «التحالف الشعبى» و«الاشتراكى المصرى»، و«الشيوعى المصرى» فى احتفالات العمال فى المحلة الكبرى ومواقع عمالية أخرى اليوم.
ويقول عبدالحميد كمال، عضو المجلس النواب عن حزب التجمع: «كثير من العمال يعانون من مشكلات جمة، أبرزها الفصل التعسفى، وضعف الأجور والعلاوات والمعاشات»، مؤكداً أن كثيراً من العمال غير مؤمّن عليهم حتى الآن، وهو الأمر الذى يُعتبر مسئولية صاحب العمل. وأضاف «كمال» لـ«الوطن»: «بعض العمال فى عدد من المصانع بالسويس لم يحصلوا على مرتباتهم لمدة 6 أشهر بسبب الفصل أو الأزمات المالية».