بالفيديو| عمال النظافة ممنوعون من الاحتفال في عيدهم.. "الشغل مبيرحمش"
عمال النظافة ممنوعون من الاحتفال في عيدهم.. "الشغل مبيرحمش"
على الرغم من أن اليوم إجازة رسمية بمناسبة عيد العمال السنوي، إلا أن هناك بعض المهن التي لا تنال نصيبها من الإجازة ومن ضمنها بعض من عمال النظافة الذين لم يحصلوا حتى على إجازات أسبوعية، حيث يعملون يوميا وفي حالة عدم ذهابهم لعملهم يتعرضون للخصم.
وداخل حي الدقي بالجيزة في شارع مصدق، يحاول عادل محمد أن يؤدي ساعات عمله بكل دقة وإتقان غير عابئ بالاحتفالات التي تملأ العالم الخارجي محتفية به وبأمثاله من العمال الشقيانين، ممسكا بأدواته من مكنسة، وسلة مهملات يجرها خلفه، يقف بشكل متكرر، ويكاد يقف في كل خطوة ليجمع ما تجود به كل يد ألقت بمهملاتها في الشارع، ينحني مرات ومع كل وقفة تزيده مهنته فخرا بنفسه، ويتحدث عن ذلك اليوم الذي يمر عليه مرور الكرام قائلا: "إحنا معندناش أجازة إحنا لو غيبنا اليود ده يخصموه علينا باتنين إحنا الريس بتاعنا كويس ومحترم معانا إحنا منقدرش نزعله لازم ننزل نشتغل".
يستيقظ عادل يوميا وقت الفجر من العياط التابعة لمحافظة جيزة للوصول إلى مكان عمله في الدقي الساعة السابعة صباحا، حتى الساعة الثانية مساء ثم يسلم زميلا آخر الوردية، موضحا أنه يحصل على يوم واحد فقط في الأسبوع إجازة من نفسه في وسط الأسبوع ولكن خارج المرتب أي يخصم 25 جنيها، حيث إنه يحصل على راتب 650 جنيها، وفي حالة عدم حصوله على إجازة طول الشهر يأخذ 750 جنيها "يعني من الآخر إحنا بنشتغل باليومية".
يعمل الرجل البالغ من العمر 55 عامًا في هذه المهنة منذ 15 عامًا فكان فيما قبل يعمل فلاحا، ولضيق الحال انتقل للعمل في النظافة، معبِّرا عن نزوله يوم عيد العمال "هضايق ليه ده أكل عيشنا، بس البوابين ترحمنا من رمي الزبالة كل شوية"، مضيفا أن يوم الإجازة لا يختلف عن غيره من الأيام في جمع القمامة "بعد ما بنضف الشارع برجع تاني ألاقيه اتوسخ".
"المعينين بس هما اللي بياخدوا إجازات مثبتة".. هكذا بدأ أحمد حمدان، عامل النظافة في منطقة الدقي، حديثه موضحا الفرق بينه وبين الشخص المعين، حيث إنه لا يحصل على أي إجازات "ولا حتى ساعة"، فإذا تغيب عن العمل يخصم له.
ومن المفترض أن راتب حمدان المتزوج ولديه ثلاثة أبناء بينهم اثنان حرص على إلحاقهم بالمدرسة، 800 جنيه ولكنه بالطبع لا يحصل على هذا المبلغ لكونه يحتاج إلى الراحة فيصل بين الـ550 و600 جنيه، وعن مجيئه يوم عيد العمال قال "غصب عني لازم آجي أي يوم تاني أخده على حسابي مش حساب الشغل".
ويشعر حمدان الذي يعمل في هذه المهنة منذ 15 عامًا بجانب الزراعة ولكنه ترك الأخيرة من عامين لغلاء الأسعار، بالضيق عندما يجد أشخاصا يلقون القمامة في الشارع أمام عينيه قائلين له "دي شغلانتك"، في حين لا يحزن عندما يناوله أحد الأشخاص داخل سيارتهم المهملات لإلقائها هو في السلة "معنديش مشكلة أساعد حد بس ليه يرموا على الأرض، كفاية ورق الأشجار والتراب وغيرها"، مضيفا أنه بعد الانتهاء من التنظيف يعود من جديد لكنس نفس المكان "بلاقيه تاني اتبهدل وبعدين الواحد بقى يخاف يلاقي حاجة تنفجر في وشه".