خبراء يفندون تصريحات «مبارك» بشأن «الاتصالات» ويصفونها بـ«اللامنطقية»
وصف عدد من خبراء الاتصالات تصريحات الرئيس السابق «مبارك» حول رفضه لطلب أمريكا ربط السنترالات ببعضها، وكذلك طلبها شراء تردد FM بأنها «نوع من الحساسية المفرطة ليس لها أساس على أرض الواقع»، ليس فقط لأن عملية الربط معمول بها بالفعل ولا يمكن أن تتم الاتصالات فيما بين المناطق إلا عن طريق وجود نقطة تجميع تربط الكل، ولكن أيضاً لأن فكرة التخوف من أمريكا غير واقعية لأن جميع الأجهزة والمعدات المستخدمة فى وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية أمريكية الأصل لأنها الأكفأ، بالإضافة إلى أن من يريد التجسس أو التحكم فى مفاصل الدولة لن ينتظر الموافقة على طلب لأن هناك ألف طريقة يمكن من خلالها تحقيق ذلك.
ويقول زكريا عيسى، أستاذ تنظيم الاتصالات، إن الطبيعى أن يتم ربط الخطوط بين السنترالات وبعضها، فعلى سبيل المثال إذا تحدث أحد تابع لسنترال ألماظة مع شخص آخر فى الجيزة فلا بد من وجود ربط داخلى بين الخطوط وبعضها، وإن كانت هناك سنترالات بالفعل لم ترتبط ببعضها إلا أن هناك خطة فنية للربط تسمى نقطة تجميع تمر من خلالها كل الخطوط ليكون الاتصال فيما بينها سهلاً.
وعن تصريحات الرئيس السابق قال «عيسى»: «أتذكر جيداً أنه فى إحدى الفترات جاءت منحة عن طريق المعونة الأمريكية تطلب عمل سنترال محورى يربط كل الخطوط ببعضها، لم يكن الموضوع بتلك الخطورة آنذاك، لأن فكرة سيطرة الولايات المتحدة وتحكمها فى الاتصال غير صحيحة على الإطلاق، وكل ما فى الأمر أن أغلب منتجات الاتصالات وأجهزتها يتم استيرادها من أمريكا لأنها الأكثر كفاءة وجودة، أى إننا شئنا أم أبينا فإن العنصر الأمريكى موجود فى قطاع الاتصالات بشكل واضح، وليس هناك أدنى تخوف من ذلك، وما قاله مبارك يدل على حساسية مفرطة ليس لها أى معنى لأن من يريد التجسس أو التحكم فى أجهزة الدولة يملك ألف طريقة للقيام بذلك».
من ناحية أخرى فسر «عيسى» رفض بيع تردد FM وقال «هذا التردد الخاص بمحطات الراديو التجارية على مستوى العالم، لأنه الأكثر وضوحاً وكفاءة عن الترددات الأخرى، من حيث الصوت والتشويش بشكل خاص، فى الماضى كانت بعض الدول ومنها مصر منعت ترخيص الـFM لأى دولة أخرى رغم أن الأمر كله عملية تجارية فيها عائد مادى للدولة، ورغم ذلك ففى آخر أيام مبارك بدأ بالفعل تأجير محطات على التردد التجارى ومنها محطة مصر وراديو إف إم بتصاريح عادية لأنها فى النهاية مشاريع تجارية».
وعن واقعة طلب أمريكا شراء التردد التى تحدث عنها مبارك، قال عيسى «وقتها تقدمت شركة أمريكية تهدف للربح للحصول على ترخيص التردد لاستخدامه تجارياً، والمقصود هنا شركة وليس الحكومة الأمريكية وهناك فرق بالطبع، ومن هنا أعيد وصف كلماته بالحساسية المفرطة، لأن الأمر يتعلق بالاستثمار، ولكن هناك بعض المسئولين فى مصر وأصحاب القرارات يضعون تخوفات لا معنى لها، فمن يريد حماية أجهزته من الممكن أن يضع شروطاً تحمى بها بلدك من التجسس أو غيره لأنك صاحب المشروع الأصلى، ولا ننسى أن نظام مبارك عندما أراد أن يقطع الإنترنت واتصالات الموبايل أيام الثورة الأولى، فعلها وأجبر عليها شركات الاتصالات دون النظر لأى اشتراطات تذكر، فمن يريد أن يفعل شيئاً لن ينتظر الاستحواذ على سنترال أو شراء تردد راديو».
وصف رامى رؤوف، المدون والباحث فى مجال الحريات الرقمية، كلام مبارك حول منعه مشروع ربط السنترالات بـ«غير الحقيقى، وغير المنطقى؛ لأن السنترالات لا يمكن إلا أن يكون بينها وبين بعضها اتصال وربط لأسباب فنية وهندسية، فكل سنترال يخدم منطقة جغرافية معينة وله مدى محدد. لكن هناك سنترال رئيسى هو سنترال رمسيس، الذى يمد قطاعات حكومية وكذلك سنترالات أخرى بالخدمة أحياناً».
يرى «رؤوف» أن الحكومة قادرة فى كل الأحوال على «الاطلاع على محتوى الخدمة بين المستخدمين، وكذلك قطع الاتصالات تماماً لأن من يقدم الخدمة بمقدوره التحكم فيها بشكل أو بآخر، وهذا يؤكد كذلك أن كلام مبارك غير منطقى». وحول خطورة ربط السنترالات ببعضها فقد قال مبارك، فى التسجيلات الصوتية التى نشرتها «الوطن»، إنها متمثلة فى إمكانية قطع الخدمة عن كل السنترالات بقطعها عن السنترال المركزى، ولكن فى الحقيقة أن من يزود المستخدمين بالخدمة بإمكانه مراقبتها وقطعها، فإنه لا يرى أن ربط السنترالات قد يشكل خطورة بالمعنى الحقيقى فى الوقت الحالى، وإن كان من الممكن أن يسهل على الحكومة التحكم فى محتوى الخدمة المقدمة.